تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال العلامة ابن القيم في مفتاح دار السعادة 3/ 219 دار عفان: ( ... وإنما ذكرنا هذا الفصل - ولم يكن من غرضنا – لأن كثيرا من هؤلاء الأحكاميين يموهون على الجهال بأمر الكسوف، ويموهون أن قضاياهم وأحكامهم النجومية من السعد والنحس والظفر والغلبة وغيرها من جنس الحكم بالكسوف، فيصدق بذلك الأغمار الرعاع، ولا يعلمون أن الكسوف يعلم بحساب سير النيرين في منازلهما، وذلك أمر قد أجرى الله تعالى العادة المطردة به كما أجراها في الابدار والسرار والهلال، فمن علم ما ذكرناه في هذا الفصل علم وقت الكسوف ودوامه ومقداره وسببه .. )

يتبع – إن شاء الله – فاترك لي الفرصة قليلا حتى أكمل تعليقاتي، وسأجتهد في الاختصار.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[27 - 11 - 04, 11:53 ص]ـ

أخي العزيز رضا - أدام الله توفيقك وتسديدك - النصان السابقان عن شيخ الإسلام هما كما نقلت لك.

نعود لما جاء في المشاركة 22 في الرابط الآخر.

فقولك: فلو قال قائل إن الحسابات ثبتت يقينيتها باطراد العادة وموافقة الواقع

للحساب، فيقال: إذا فاليقينية (الشرعية) ليست في الحسابات بل بموافقة

الحساب للواقع ويندرج تحت المجربات وهي تتخلف ولا ريب

قلت: على فرض التسليم بهذا الكلام إجمالا، إلا أن في حكايته عن القائل به قيدا نسي الشيخ أن يذكره، وهو أن ما ذكر يندرج تحت المجربات الكلية وهي لا تتخلف، أما التي من الممكن أن تتخلف فهي المجربات الأكثرية.

وإنما كانت كذلك لأن الناس قد قاموا برصد حركة هذه الأجرام، ومشاهدتها على مدار مئات السنين، وسجلوا نتائج تجاربهم ومشاهدتهم فكانت مطابقة.

ثم ما بالنا نذهب بعيدا، وعندنا من الأدلة السمعية والعقلية ما يؤكد لنا هذه الحقيقة بدون الرجوع لما تقدم، فها هي كلمات الله تصرخ في مسامعنا صباح مساء تنادي بدقة صنع هذه المخلوقات، واطراد حركتها، ودقة سيرها، ما اختلف الملوان، وكان في الكون إنسان يعبد الرحمن، قال تعالى: {وسخر لكم الشمس والقمر دآئبين} أي ملازمين لحركة منتظمة لا اختلاف فيها، لأنه إن اختلفت حركاتها واضطربت، لزم الخلف في كلام الله، ومنه نأخذ الدليل الثاني: وذلك أن الله قد نصب هذه الأجرام سببا لمعرفة أوقات عبادات شرعية هي في الإسلام في المحل الأرفع - كما تعلم - ومن شروط الأسباب الشرعية أن تكون ظاهرة منضبطة، فلو كانت هذه الأجرام تختلف في حركتها، وتضطرب في سيرها، لأدى إلى الحرج و تكليف الناس بما لا يطيقون، وهذا منتف في شريعة الإسلام.

ودليل آخر: وهو أن الله – جل في علاه – قد جعل هذه الأجرام في دقة حركتها، وتناسق وضعها في السماء، وانقيادها مسخرة لأمره .... دليلا على وحدانيته سبحانه، وعلى وجوده – عز وجل – حيث أنكر ذلك الجاحدون. ثم امتن الله على خلقه بأن سخر لهم هذه الأجرام لما فيه خيرهم وسعادتهم، وحصول منافع لهم لا تعد ولا تحصى، فهل يكون كل ذلك لولا دقة حركة هذه الأجرام، وحسن انتظامها ... ثم هل يكون كل ذلك إلا بمعرفة بني البشر – بتوفيق الله – لتلك الحركات ودقتها وتناسقها، حتى يتم الانتفاع بها.

وبسبب هذه المعرفة حق لعلامة الأندلس ابن حزم - رحمه الله – أن يقول في جواب مختصر مفحم لأهل النجوم الدجاجلة، الذين يعتقدون في هذا الأفلاك معاني لا تصدق: (وبرهان صحة الحكم بأن الفلك والنجوم لا تعقل أصلا: هو أن حركتها أبدا على رتبة واحدة، لا تتبدل عنها، وهذه صفة الجماد المدبر الذي لا اختيار له). الفصل 5/ 36. وقال بعده العلامة ابن القيم – رحمه الله – وهو يرد على نفس هؤلاء الضلال: (ومن العجب جواب بعض الأحكاميين عن هذا بأن الكواكب حيوانات ناطقة، فاعلة بالقصد والاختيار، فلذلك تصدر عنها الأفعال المختلفة!

وهذا مكابرة من هؤلاء ظاهرة، فإن دلائل التسخير والاضطرار عليها من لزومها حركة لا سبيل لها إلى الخروج عنها، ولزومها موضعا من الفلك لا تتمكن من الانتقال عنه، واطراد سيرها على وجه مخصوص لا تفارقه البتة = أبين دليل على أنها مسخرة مقهورة على حركاتها ... ) مفتاح دار السعادة 3/ 41. وقال العلامة المالكي القرافي – رحمه الله – بدون أي تحفظ ولا وجل: (مع أن حسابات الأهلة والكسوفات والخسوفات قطعي، فإن الله أجرى عادته بأن حركات الأفلاك وانتقالات الكواكب السبعة السيارة على نظام واحد طول الدهر بتقدير العزيز العليم، قال الله تعالى: {

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير