تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا من توفيق له الله أن جعل في محنته منحة.

وقد وقع نحو هذا لكثير الفضلاء الذي ابتلوا بالسجن؛ فوفقوا للحفظ، وقراءة كثير من الكتب المطولة التي ما كان يخطر لهم التمكن من قراءتها.

ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[08 - 02 - 06, 10:19 ص]ـ

بارك الله فيك ياشيخ عبد الرحمن وعلى جهدك النافع و المفيد

هذه بعض الطرائف و الملح الزايد ......

قصة عجيبة

نحن في زمان قلت فيه الأمانة، وكثرت فيه الخيانة، وأصبح كثير من الناس لا يؤتمنون، و إذا اؤتمنوا خانوا، وأصبحوا يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى أصبح يقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً

نحن في زمان قلت فيه الأمانة، وكثرت فيه الخيانة، وأصبح كثير من الناس لا يؤتمنون، و إذا اؤتمنوا خانوا، وأصبحوا يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى أصبح يقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، لندرة الأمانة بين الخلق، وكأن الناس ما علموا أن الأمانة والرحم يقفان يوم القيامة على جنبتي الصراط يميناً وشمالاً، لعظم أمرهما وكبر موقعهما، وليطالبا من يريد الجواز بحقهما.

وأما سلفنا السابقون فقد تجذرت الأمانة في قلوبهم، فبها يتبايعون، ويتعاملون، ولهم في ذلك قصص وأخبار، من ذلك ما حكاه ابن عقيل عن نفسه:

حججت فالتقطت عقد لؤلؤ في خيط أحمر، فإذا شيخ ينشده، ويبذل لملتقطه مائة دينار، فرددته عليه، فقال: خذ الدنانير، فامتنعت وخرجت إلى الشام، وزرت القدس، وقصدت بغداد فأويت بحلب إلى مسجد وأنا بردان جائع، فقدموني، صليت بهم، فأطعموني، وكان أول رمضان، فقالوا: إمامنا توفي فصل بنا هذا الشهر، ففعلت، فقالوا: لإمامنا بنت فزوجت بها، فأقمت معها سنة، وأولدتها ولداً بكراً، فمرضت في نفاسها، فتأملتها يوماً فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر، فقلت لها: لهذا قصة، وحكيت لها، فبكت وقالت: أنت هو والله، لقد كان أبي يبكي، ويقول: اللهم ارزق بنتي مثل الذي رد العقد عليّ، وقد استجاب الله منه، ثم ماتت، فأخذت العقد والميراث، وعدت إلى بغداد.

وقال ابن المبارك: استعرت قلماً بأرض الشام، فذهبت على أن أرده، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي، فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه.

منجد الخطيب، لأحمد بن صقر السويدي،ص 201

وقع بين إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس، فقال له ابن كثير: أنت تكرهني لأنني أشعري، فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية.

المختار المصون من أعلام القرون 1/ 31

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 02 - 06, 09:11 م]ـ

جزاكم الله خيرا


قال أبو نعيم في الحلية 9/ 138:

حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: وقف أعرابي على ربيعة، وهو يسجع في كلامه، فأعجب ربيعة كلام نفسه، فقال يا أعرابي: ما تعدون البلاغة فيكم؟

فقال: خلاف ما كنت فيه منذ اليوم.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:22 م]ـ
وقال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص53:

سمعت عبد الوهاب بن عبد الحكم يذكر عن جامع ختن إبراهيم بن أبي نعيم عن الوليد قال: سمعت الأوزاعي يقول: من حضر سلطانا، فأمر بأمر ليس بحق، ولا يتخوف فيه الفوت = فلا يكلمه فيه عند تلك الحال، ليخل به،
وإذا رأيته يأمر بأمر يخاف فيه الفوت فلا بد لك من كلامه أصابك منه ما أصابك.

قلت: ما أعظم هذا الفقه.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:30 م]ـ
قال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص112: سمعت نوح بن حبيب القُومسي يقول: سمعت وكيعا يقول: لما مات أبو يوسف القاضي بعث إلينا هارون، قال: فجئت أنا وابن إدريس وحفص، فقعدنا في سفينة إلى بغداد، فلما دخلنا على هارون كان بابن إدريس ارْتِعاش، قال: فازداد ابن إدريس على بابه، فجعل ينفض يديه، قال: وإذا هارون قعد على سرير ومعه تركي عريض الوجه، عظيم البطن، أو قال: كبير البطن.
قال: قلت: لم يجد أحد يقعد معه إلا هذا التركي؟!
قال: فتكلم هارون، فلما رأى ما بابن إدريس، قال: ليس في ابن إدريس حيلة، أو ليس ينتفع به.
قال: ثم أقبل على حفص فأراد أن يصيره قاضي القضاة، فأبى عليه حفص،وجعل يراده ويكلمه، وحفص يأبى، قال: فأرادونا فأبينا عليه، وجهدوا فأبينا، فتكلم التركي وإذا هو من أفصح قريش لسانا، ثم قال: لو ولّى أمير المؤمنين عليكم مثل أبي السرايا،وأبي الرعد وحمادا البربري، وذكر غير واحد = لقلتم إن أمير المؤمنين ظالم، ولى علينا من لا ينبغي، وإذا دعاكم إلى أن يصيركم أبيتم عليه، قال: فلم يزل بحفص حتى قال له: إن كان ولا بد فكن على الكوفة، واقعد في بيتك.
قال وكيع: سألت عن التركي، فقالوا: ذاك عيسى بن جعفر [بن أبي حعفر المنصور].

قلت: كلام عيسى صحيح، فقد كان امتناع بعض الصالحين من تولي بعض المناصب سببا لدخول من لا يحمد في دين، ولا عقل، ولا مروءة = فنتج عنه ضررٌ عامٌ بسببِ ظنِ مصلحةٍ خاصةٍ.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير