تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قيل له: إذا كان كذلك، وأراد أن يستنبط علم ما أشكل عليه، قصد إلى عالم ممن يعلم أنه يريد بعلمه الله، ممن يرتضى علمه وفهمه وعقله، فذاكره مذاكرة من يطلب الفائدة وأعلمه أن مناظرتي إياك مناظرة من يطلب الحق، وليست مناظرة مغالب، ثم ألزم نفسه الإنصاف له في مناظرته، وذلك أنه واجب عليه أن يحب صواب مناظره، ويكره خطأه، كما يحب ذلك لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.

ويعلمه أيضا: إن كان مرادك في مناظرتي أن أخطئ الحق، وتكون أنت المصيب، ويكون أنا مرادي أن تخطئ الحق وأكون أنا المصيب = فإن هذا حرام علينا فعله؛ لأن هذا خلق لا يرضاه الله منا، وواجب علينا أن نتوب من هذا.

فإن قال: فكيف نتناظر؟

قيل له: مناصحة.

فإن قال: كيف المناصحة؟

أقول له: لما كانت مسألة فيما بيننا أقول أنا: إنها حلال، وتقول أنت: إنها حرام، فحكمنا جميعا أن نتكلم فيها كلام من يطلب السلامة، مرادي أن ينكشف لي على لسانك الحق = فأصير إلى قولك، أو ينكشف لك على لساني الحق = فتصير إلى قولي مما يوافق الكتاب والسنة والإجماع، فإن كان هذا مرادنا = رجوت أن تحمد عواقب هذه المناظرة، ونوفق للصواب، ولا يكون للشيطان فيما نحن فيه نصيب.

ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل، والمراء والمغالبة، لم يسعه مناظرته؛ لأنه قد علم أنه إنما يريد أن يدفع قوله، وينصر مذهبه، ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها، لم يقبل ذلك، ونصر قوله.

ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته، ولم تحمد عواقبه.

ويقال لمن مراده في المناظرة المغالبة والجدل: أخبرني، إذا كنت أنا حجازيا، وأنت عراقيا، وبيننا مسألة على مذهبي، أقول: إنها حلال، وعلى مذهبك إنها حرام، فسألتني المناظرة لك عليها، وليس في مناظرتك الرجوع عن قولك، والحق عندك أن أقول فيها قولك، وكان عندي أنا أن أقول، وليس مرادي في مناظرتي الرجوع عما هو عندي، وإنما مرادي أن أرد قولك، ومرادك أن ترد قولي، فلا وجه لمناظرتنا، فالأحسن بنا السكوت على ما تعرف من قولك، وعلى ما أعرف من قولي، وهو أسلم لنا، وأقرب إلى الحق الذي ينبغي أن نستعمله. فإن قال: وكيف ذلك؟

قيل: لأنك تريد أن أخطئ الحق، وأنت على الباطل، ولا أوفق للصواب، ثم تسر بذلك، وتبتهج به، ويكون مرادي فيك كذلك، فإذا كنا كذلك، فنحن قوم سوء، لم نوفق للرشاد، وكان العلم علينا حجة، وكان الجاهل أعذر منا.

وأعظم من هذا كله أنه ربما احتج أحدهما بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على خصمه، فيردها عليه بغير تمييز، كل ذلك يخشى أن تنكسر حجته، حتى إنه لعله أن يقول بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة، فيقول: هذا باطل، وهذا لا أقول به، فيرد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه بغير تمييز.

ومنهم من يحتج في مسألة بقول صحابي، فيرد عليه خصمه ذلك، ولا يلتفت إلى ما يحتج عليه، كل ذلك نصرة منه لقوله، لا يبالي أن يرد السنن والآثار.

من صفة الجاهل: الجدل، والمراء، والمغالبة، نعوذ بالله ممن هذا مراده ومن صفة العالم العقل والمناصحة في مناظرته، وطلب الفائدة لنفسه ولغيره، كثر الله في العلماء مثل هذا، ونفعه بالعلم، وزينه بالحلم.اهـ

وانظر نحو في الإبانة لابن بطة ـ الإيمان ـ 2/ 545 وما قبلها.

ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[27 - 03 - 06, 06:33 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على الحبيب محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.

أخي الكريم عبدالرحمن السديس، جزاك الله خير على ماتقدمه، وأحيطك علما بأني قد وجدت فائدة مهمة جدا بالنسبة لي في عرضك لفوائد كتاب تاريخ أبي زرعة لم أكن أتوقع أن أجدها بهذا اللفظ، بارك الله فيك.

********************

ذكر ابن الصلاح في كتابه الرائع علوم الحديث قاصدا طالب العلم:

" وليتق أن يجمع ما لم يتأهل بعد لاجتناء ثمرته واقتناص فائدة جمعه؛كيلا يكون حكمه مارويناه عن علي ابن المديني، قال: إذا رأيت الحدث أول ما يكتب الحديث يجمع حديث الغسل وحديث " من كذب " فاكتب على قفاه: " لا يفلح"

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:07 م]ـ

جزاك الله خيرا، ونفعك بما وجدتَ، ونفعنا بما كتبتَ.


في جمع الجواهر في الملح والنوادر للحصري ص10:
قال رجل للحسن البصري ـ رحمه الله ـ ما تقول في رجل مات، وترك أبيه وأخيه؟
فقال: أغيلمة إن فهمناهم لم يفهموا، وإن علمناهم لم يعلموا، قل: ترك أباه وأخاه، فقال له: فما لأباه وأخاه؟
فقال الحسن: قل لأبيه وأخيه، قال: أرى كلما تابعتك خالفتني!

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:08 م]ـ
في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص1051:
الإضافة في لغة الأعاجم مقلوبة، كما قالوا: سيبويه.
و (السيب): التفاح، و (ويه) رائحة.
أي رائحة التفاح.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير