ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 11 - 06, 01:00 م]ـ
قال الصفدي في الغيث المسجم 1/ 36:
ويقال: إن الحسين بن السمّاك كان يتكلم على رؤوس الناس بجامع المدينة، وكان لا يحسن شيئا من العلوم إلا ما شاء الله، وكان مطبوعا بالتكلم على مذاهب الصوفية، فرفعت إليه رقعة فيها:
ما تقول السادة الفقهاء في رجل مات وخلف كذا وكذا؟
فلما فتحتها ورأى ما فيها من الفرائض رماها من يده، وقال: أنا أتكلم على مذاهب أقوام إذا ماتوا لم يخلفوا شيئا!
فعجب الحاضرون من سرعة جوابه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 11 - 06, 11:14 م]ـ
في معجم الأدباء لياقوت 2/ 335:
وحدث أبو أحمد الحسين بن عبد الله العسكري في كتاب التصحيف له عن أبيه عن عسل بن ذكوان عن الرياشي قال: توفي ابن لبعض المهالبة، فأتاه شبيب بن شيبة المنقري يعزيه، وعنده بكر بن حبيب السهمي، فقال شبيب: بلغنا أن الطفل لا يزال محبنطئا على باب الجنة يشفع لأبويه.
فقال بكر بن حبيب: إنما هو محبنطيا غير مهموز.
فقال له شبيب: أتقول لي هذا وما بين لابتيها أفصح مني!
فقال بكر: وهذا خطأ ثان ما للبصرة وللوب؟! لعلك غرك قولهم: ما بين لابتي المدينة، يريدون الحرة.
قال أبو أحمد: والحرة أرض تركبها حجارة سود، وهي اللابة، وجمعها لابات، فإذا كسرت فهي اللوب واللاب، وللمدينة لابتان من جانبيها، وليس للبصرة لابة ولا حرة.
قال أبو عبيدة: المحبنطي بغير همزة هو: المنتصب المستبطىء للشيء، والمحبنطيء بالهمز: العظيم البطن المنتفخ.
ـ[السدوسي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 09:45 ص]ـ
سأتطفل على ملحك الشيقة ياشيخ عبدالرحمن فعذرا ثم عذرا ف ... ليس الصحيح إذا مشى كالأعرج.
عندنا في القصيم مايسمى بالكليجا وقد وقفت في وفيات الأعيان على أن بعض الحروف لاتجتمع في كلمة عربية من ذلك الكاف والجيم فعلمت أن محبوبتا ليست عربية فقلت (ياالله الخيرة) من أين جاءت؟ وكيف تنطقها جدتي نطق أجاويد العربان فوقفت على ذكرها في رحلة ابن بطوطة - (ج 1 / ص 178)
ثم أتي بالموائد فيها الطعام من الدجاج المشوي والكراكي وأفراخ الحمام وخبز معجون بالسمن يسمونه الكليجا.
وفي آثار البلاد وأخبار العباد - (ج 1 / ص 191)
وحكي أنه استقرض شيخ القرية من فخر المعالي شيئاً من الحنطة، فقال فخر المعالي: ابعث إليك. فبعث إليه أحمالاً من البعر! فلما كان وقت النيروز وعادتهم ان الاكرة يحملون إلى الدهخدا هدايا، من جملتها سلال فيها أقراص مدهونة وكليجات وجرادق، فبعث شيخ القرية في السلال أقراصاً من السرجين، فلما رآها فخر المعالي غضب. قال له شيخ القرية: يا مولاي، لا تغضب، انها من الحنطة التي بعثتها إلي.
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة - (ج 8 / ص 492)
ولو سرق سارق [كليجة] تمر فتصدق بنصفها كان مستحقا للنار عند أكثر المسلمين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 11 - 06, 08:42 م]ـ
حياك الله ونفع بكم، (شهيتنا) بذكر الكليجا فهذا وقتها.
قال الشيخ علي الطنطاوي:
ومما حدث لي أنني:
لما كنت أعمل في العراق سنة 1936 نقلت مرة من بغداد إلى البصرة أثر خصومة بيني وبين مفتش دخل الصف فسمع الدرس.
فلما خرج (نافق) لي فقال: إنه معجب بكتاباتي وفضلي، و (نافقت) له فقلت: إني مكبر فضله وأدبه، وأنا لم أسمع اسمه من قبل، ثم شرع ينتقد درسي فقلت: ومن أنت يا هذا؟ وقال لي وقلت له ...
وكان مشهدا طريفا أمام التلاميذ ... رأوا فيه مثلا أعلى من (تفاهم) أخوين، وصورة من تهذيب الأخلاق.
ثم كتبت عنه مقالة كسرت بها ظهره، فاستقال و (طار) إلى بلده، ونقلت أنا عقوبة إلى البصرة.
وصلت البصرة فدخلت المدرسة، فسألت عن صف (البكالوريا) بعد أن نظرت إلى لوحة البرنامج، ورأيت أن الساعة لدرس الأدب، وتوجهت إلى الصف من غير أن أكلم أحدا أو أعرفه بنفسي.
فلما دنوت من بابا الصف وجدت المدرس، وهو كهل بغدادي على أبواب التقاعد، يخطب التلاميذ يودعهم وسمعته يوصيهم (كرما منه) بخلفه الأستاذ الطنطاوي، ويقول هذا وهذا ويمدحني ...
فقلت: إنها مناسبة طيبة لأمدحه أنا أيضا وأثني عليه، ونسيت أني حاسر الرأس، وأني من الحر أحمل معطفي على ساعدي، وأمشي بالقميص وبالأكمام القصار، فقرعت الباب قرعا خفيفا، وجئت ادخل؛ فالتفت إلي وصاح: إيه زمال وين فايت؟ (والزمال الحمار في لغة البغداديين) فنظرت لنفسي هل أذني طويلتان؟ هل لي ذيل؟ ... فقال: شنو ما تفتهم (تفهم) أما زمال صحيح.
وانطلق بـ (منولوج) طويل فيه من ألوان الشتائم ما لا أعرفه، وأنا أسمع مبتسما.
ثم قال: تعال نشوف تلاميذ آخر زمان، وقف احك شو تعرف عن البحتري، حتى تعرف أنك زمال ولاّ لأ؟
فوقفت وتكلمت كلاما هادئا متسلسلا، بلهجة حلوة، ولغة فصيحة. وبحثت وحللت وسردت الشواهد وشرحتها، وقابلت بينه وبين أبي تمام، وبالاختصار ألقيت درسا يلقيه مثلي ...
والطلاب ينظرون مشدودين، ممتدة أعناقهم، محبوسة أنفاسهم، والمدرس المسكين قد نزل عن كرسيه، وانتصب أمامي، وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما من الدهشة، ولا يملك أن ينطق، ولا أنظر إليه كأني لا أراه حتى قرع الجرس ... قال: من أنت؟ ما اسمك؟ قلت: علي الطنطاوي!
وأدع للسامعين الكرام أن يتصوروا موقفه!
روائع الطنطاوي ص167 نقله من كتابه «من حديث النفس» ص118.
¥