قلت: كلام غير مفهوم لخطأ في الكتابة، وإن كان لي أن أجتهد فكل هي كلا، ولك كل الحق في قول ذلك، ولكن ليس لك الحق أن تجيب عني، ثم تجازف وتحكم بأن هذه مضيعة للوقت، عجب أمرك شيخ محمد. وأنا فعلا أريد إتمام الحوار لأني أريد أن أتعلم، فإن كان عندك علم فحيهلا.
وقولك: هذا خروج عن الموضوع أيضاً. وبإمكانك قراءة رسالة الشوكاني في إنكاره وهي مطبوعة فيما أعلم.
قلت: صدقني يا شيخ محمد إن أبلغ الناس يعجز عن رد هذا الخبط والخلط، وأنا ضعيف في البيان، وعندما أكتب أضع أمامي عدة أمور: أهمها هو مراعاة شعور من أحاوره، فلا أريد أذيته بكلامي تصريحا ولا تلميحا، أجتهد في هذا، وأمامي أسماء لأشياء لا بد أن أصفها بما هي عليه، فكيف أوفق، وأراك لا تراعي ذلك كله مع الكبار فكيف معي؟
يا شيخ محمد الأمين من القائل: عن الشوكاني ما ذكر أنت أم أنا؟ فهل أترك لك هذه الدعوى هكذا دون أن أطلب منك التدليل عليها وإثباتها؟!! وهي دعوى كبيرة كما ترى، فإذا طلبت ذلك تعود وتقول خروج عن الموضوع، فهل هذا من العدل في شيء؟ وأراك عاجزا عن إثبات ذلك، ولذلك تفر إلى اتهام مخاطبك بما تقوله الآن، فما كان يمنعني أن أقول لك أنا هذا ابتداء؟ اتني بنص كلام الشوكاني بتمامه حتى أعلم صدق ما تقول - أحسن الله إليك-؟ ولا تحلني على رسالة بل انقل لي النص، فما علمت للشوكاني رسالة في هذا، مع أني أزعم لنفسي حوزة جل ما كتبه الشوكاني ومن آخرها مجموع رسائله في اثنتي عشر مجلدا ثم بعد ذلك ننظر فيما وراءه، فمن يدريني لعل الرجل ينكر وقوع الإجماع، أو يقول بعدم إمكانية الإطلاع عليه، أو ينكر الإجماع السكوتي ... فهل أنت مستحضر لهذه المعاني في ذهنك لما قلت عن الشوكاني ما قلت؟ أرجو ذلك، وأنا في انتظار النص.
وقولك: أخي أرجوك ابتعد عن هذه الأساليب العاطفية. لقد أجمع السلف على إثبات الصفات على حقيقتها، وهؤلاء المذكورين قد خالفوا هذه الإجماع. هذا مثال فقط.
قلت: سمعا وطاعة، سأبتعد عن الأساليب العاطفية، والكلام المجمل المهمل، وأيضا الكلام العام الذي لا تقوم به حجة، فأجبني – أحسن الله إليك – أين وجدت أنهم أقروا بهذا الإجماع وخالفوه؟ بل هل وصلك أنهم أقيمت عليهم الحجة فردا فردا في هذا وخالفوا؟ ثم ألا يدّع العالم الإجماع والأمر على خلاف ما يقول؟ ثم أليس قد يخالف العالم الإجماع وهو لا يعلم به؟ تماما كما يخالف الحديث الذي لم يبلغه. وتجد النص بذلك عن شيخ الإسلام في التعليقات على مقالك حول الإمام مالك وانتشار مذهبه.
وقولك: إذاً يحق لك سؤالي عن رأيي واعتقادي، لكن لا يجوز لي السؤال؟! لا بأس.
قلت: جواب من لم يفهم الكلام، لأن هذا ليس إنكارا لسؤالك، حتى تقول ما قلت، بل هو استفهام، وسؤال آخر - أحسن الله إليك – فكما أن من معاني (ما) النفي كذلك من معانيها الاستفهام، والسؤال لازال قائما. فهل تجيب متفضلا؟
وقولك: همم ... لا أظن
قلت: لا مجال هنا – أخي – للظن والتخمين، ودعك – يا شيخ محمد – من هذه الأساليب التي لا تفيدك شيئا وتكلم بعلم، واحترم من أمامك، فهو خير لك دنيا وأخرى.
وقولك: لو وضحت عبارتك أخي الحبيب. هل الضمير في "عنده" راجع عليّ؟ أنا عندي الرؤية لا يمكن أن تتعدى إلى أكثر من اثنتين في خط العرض الواحد. إلا في حالة غيم أو ما شابه.
قلت: عبارتي أوضح ما تكون، ولكن شغلك التهكم والسخرية بغيرك عن فهم كلامهم، ولذلك تقع فيما تقع فيه من الخبط والخلط، والإجمال والإهمال، والتعميم والإطلاق، فالفرق بين ضمير المخاطب والغائب يعرفه صغار الطلبة.
وهذا الهروب من الجواب لا يفيد أجب عن سؤالي بعلم، ودعك من بنيات الطريق، لو تعددت دعوى الرؤية إلى أكثر من دعوى بماذا ترد على مخالفيك وهم يحتجون بمثل ما احتججت به من القول باعتبار اختلاف المطالع، رد عليهم بالشرع وليس بعلم الفلك، فذلك شأن آخر؟ ثم إن كلامنا ليس عن خط عرض واحد نحن نتكلم عن بلاد المسلمين وقد توزعت على خطوط عرض كثيرة.
وقولك: وليس يصح في الأفهام شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل
قلت: ألا قل لمن يدعي في العلم معرفة علمت شيئا وغابت عنك أشياء
وقولك: ثم هناك أدلة، لكنك لا تحب ذكرها، حيث أنك اشترطت علي أن لا أتحدث عن الدول.
¥