تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 02 - 04, 05:38 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا التقرير والتحبير والتحرير ...

والذي يتوجه عندي أن الذي أنزل على الملكين هو السحر نفسه، والمقصود بالإنزال هو البث، فالسحر علم بثه الله في الأرض، وليس في الآية تنصيص أن الإنزال كان خاصا بهما، وهذه نكتة بناء الفعل للمجهول (أنزل) فهو يشير إلى أن الإنزال هنا ليس شرعيا، بل قدري، ولأن المنزل سحر وهو كفر لم يناسب أن ينسب إلى الله صراحة، أما كون الملكين تعلما أو اكتشفا ما أنزل عليهما وعلماه الناس فهذا ليس بأمر من الله لهما شرعا، بل هو باكتسابهما، وهذا على القول أن الملكين هنا مكلفين، أما على القول بأن الملائكة ليست مكلفة كالبشر فغالب هذه الإشكالات تزول ويكون الأمر كله قدريا، ولا يكفر الملكان البتة ### ..

وعلى القول بتكليفهما فإنهما يكفران لأنهما يفتنان الناس بالكفر وهذا أس الكفر ... ولا يكون أمر الله لهما بالفتنة هنا شرعيا بحال من الأحوال، لأن الله تعالى لا يرضى لعباده الكفر، والأمر الشرعي هو ما يرضاه الله تعالى لعباده، وقد يكون الذي أنزل هو السحر، وكان بإنزال الشياطين كما أشار الأخ أبا عمر سدده الله ...

هذا ما عندي والله أعلم ...

### حرره المشرف ###

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 02 - 04, 12:38 ص]ـ

- ههنا نقول عن أهل العلم تؤيِّد ما تقدَّم مما ذكرته واخترته لإزالة الإشكال الوارد في الآية:

@ قال إمام المفسرين أبو جعفر الطبري رحمه الله في جامع البيان حول هذه الآية: " اختلف أهل العلم في تأويل (ما) التي في قوله: (وما أنزل على الملكين).

فقال بعضهم: معناه الجحد، وهي بمعنى (لم)، ذكر من قال ذلك ... ".

@ ثم ساق رحمه الله بأسانيده عن ابن عباس والربيع بن أنس في تأويل الآية أنَّ الله تعالى لم ينزل السحر على الملكين.

ثم ذكر تأويل من حمله على النفي ...

ثم قال رحمه الله: " وقال آخرون بل تأويل (ما) التي في قوله: (وما أنزل على الملكين): الذي؛ ذكر من قال ذلك ... ".

@ ثم ساق رحمه الله بأسانيده عن ابن عمر وابن عباس وقتادة والسدي وابن زيد في تأويل الآية ما يدلُ على أنَّ معنى (ما) = الذي.

ولكنهم اختلفوا في معنى الذي أنزل على الملكين.

فنقل عن ابن عباس والسدي أن الذي كان يعلّمه الملكان ليس سحراً معهوداً، بل جنسٌ منه.

ونقل عن قتادة وابن زيد أنه سحر.

1 - فساق رحمه الله بسنده عن السدي قال: " أما قوله: (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت): فهذا سحرٌ آخر خاصموه به أيضاً.

يقول: خاصموه بما أنزل على الملكين، ((وإن كلام الملائكة فيما بينهم إذا علمته الإنس فصنع وعمل به كان سحراً)).

@ قال أبوعمر: ففُهم من هذا أنَّ الذي اختاره ابن زيد كون الذي جاء به الملكان ليس سحراً بل كلا الملائكة.

@ ثم الأصل أنَّ كلام الملائكة ليس بكفر أصالة إلاَّ لو استخدم في السحر فهو الكفر؛ كجنس كثير مما يستخدم في السحر فلا يكون كفراً أصالةً.

2 - ثم ساق رحمه الله (من طريق ابن أبي طلحة) عن ابن عباس رحمه الله قال: " قوله: (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) قال: (التفريق بين المرء وزوجه) ".

@ قال أبوعمر: ففُهم من هذا أنَّ الذي اختاره ابن عباس أنَّ الذي جاء به الملكان ليس سحراً بل هو التفريق بين المرء وزوجه.

والأصل أنَّ مجرَّد التفريق بين المرء وزوجه ليس بكفر أصالةً!

- قال أبو عمر: وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: " و (ما) في قوله: (ما تتلو الشياطين) موصولة على الصواب، وغلط من قال إنها نافية؛ لأن نظم الكلام يأباه ".

إلى أن قال رحمه الله: " ... وقوله: (وما أنزل) ما: موصولة ومحلها النصب عطفاً، على السحر.

والتقدير: يعلِّمون الناس السحر والمنزَّل على الملكين.

وقيل: الجر، عطفاً على ملك سليمان؛ أي: تقولا على ملك سليمان وعلى ما أنزل.

وقيل: بل هي نافية؛ عطفاً على: (وما كفر سليمان)؛ والمعنى: ولم ينزل على الملكين إباحة السحر.

وهذان الإعرابان ينبنيان على ما جاء في تفسير الآية عن البعض، والجمهور على خلافه، وأنها موصولة.

وردَّ الزجَّاج على الأخفش دعواه أنها نافية، وقال: الذي جاء في الحديث والتفسير أولى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير