ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 - 09 - 02, 01:05 م]ـ
الذي ينبغي تحقيقه في هذا المقام أمور أرجو أن يتركز النقاش حولها:
1 - صحة عزو المذاهب إلى أصحابها. مثلا: لو قلنا إن البخاري لا يجيز العمل بالضعيف مطلقا، فإننا نحتاج لإثبات هذه النسبة:
* إما إلى نص جلي منه رحمه الله.
* أو إلى استقراء تام لكتبه ومنهجه في الاستنباط والاستدلال.
ويتأكد الأمر إذا كان القول منسوبا إلى جماعة مثل: الجمهور، أو عامة السلف، ونحو ذلك. ويزداد الأمر خطورة إن كان حكاية إجماع، كأن يقال: إجماع الصحابة أو السلف ..
2 - ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أن الإمام أحمد يقصد بالضعيف الحديث الحسن عند غيره من الإئمة، يحتاج إلى تحقيق وتتبع. إذ من المعلوم أن أهل البدع كثيرا ما يطعنون في هذا النقل عن شيخ الإسلام. فنحتاج إلى الاستدلال له، لا الاستدلال به ..
3 - هناك فرق بين أمور:
* رواية الحديث الضعيف في فضائل الأعمال وفي الأحكام.
* الاحتجاج بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال (أي إثبات حكم شرعي به، خاصة الاستحباب).
* الترغيب والترهيب بالحديث الضعيف.
4 - الحديث المرسل ضعيف عند المحدثين. فهل يفرق الفقهاء بينه وبين سائر أقسام الضعيف؟
بعبارة أخرى: هل يصح أن يقال: احتج جمع من الفقهاء بالمرسل، وهو من أقسام الضعيف. فهم إذن يحتجون بالضعيف مطلقا؟
فإن لم يصح هذا التعميم (أي من المرسل إلى مطلق الضعيف) يرد السؤال: ما هو الفرق المؤثر بين المرسل وباقي أنواع الضعيف؟
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 09 - 02, 07:24 م]ـ
الأخ الفاضل عصام البشير
1 - أما عن مذهب البخاري، فقد بلغني أن له نصاً صريحاً في عدم الأخذ بالحديث الضعيف. أما بالاستقراء فهو يتساهل في الحديث الضعيف في غير الأحكام. فقد أخرج في صحيحه أحاديث فيها ضعف مثل حديث الاستخارة وحديث "من عادى لي ولياً ... " وأشباه ذلك. والبعض ينكر ضعف هذه الأحاديث، والله أعلم.
أما عن الصحابة فتجد تحقيق ذلك في كتب الأصول. وتشددهم الشديد في أخذ الحديث مشهور. وقصة ابن عباس ورده للحديث المرسل عن التابعي الثقة معروفة.
2 - قد حققت مقولة شيخ الإسلام عن الحديث الحسن فوجدتها صحيحة. وقرأت رد المخالف له (نقله أبو غدة) ورددت عليه بموضوع طويل جداً وضعت به نماذج للحديث الحسن عند المتقدمين والمتأخرين، وقارنت ذلك مع التعاريف النظرية، وأثبت أن الحديث الحسن من أنواع الحديث الضعيف بلا ريب.
3 - قولك: .
هذا صحيح. وأكثر الأئمة يستشهدون بالحديث الضعيف إذا وافق مذهبهم، ويقولون أنهم يستشهدون به دون أن يحتجوا به. أو يقولون مقولتهم الباطلة: أن هذه الأحاديث الضعيفة تقوي بعضها بعضاً. وهذا بنظري يوهن حجتهم لا يقويها. فأنت عندما تسرد أدلة الخصم وتبين أن أكثرها أحاديث ضعيفة وموضوعة، يسقط الخصم من عيون الناس، لأنه قد ظهر لهم أنه يحتج بالضعيف (ولو أنه ربما استشهد به ولم يحتج). وتجد ابن حزم قد طبق هذا بنجاح على خصومه.
4 - قولك:
أقول: الذين احتجوا بالحديث المرسل اعتبروه من جنس الحديث الحسن. أي أن ضعفه ليس شديداً. والإمام أبو حنيفة يقدّم الحديث المرسل على القياس، لكنه بنفس الوقت لا يرى المرسل بنفسه حجة (خاصة لو عارضه مسند).
والإمام مالك لما احتج بالمراسيل، فإنها بنظره كانت صحيحة. وليس كل مرسل صحيح عند مالك. بل لا يقبله حتى يكون مشهوراً في المدينة ومطابق لعمل أهلها. وقد نقل عنه الدراقطني (في سننه) قوله: شهرة هذا الحديث في المدينة تغني عن إسناده.
فهو يرى أن المرسل إذا اشتهر عند أهل المدينة وعملوا به، فهو دليل على أنه قد تلقوه جيلاً عن جيل، ولم يسنده أحد لشهرته عندهم وعدم وجود معارض له. والجواب على هذا أن الشهرة لا تكفي، إلا إن كان الإجماع قد تحقق على معنى الحديث المرسل، ليس في المدينة فقط، بل في سائر أقطار المسلمين. فهذا المرسل فقط نحكم بصحته، لإجماع سائر المسلمين على صحة معناه.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 - 09 - 02, 07:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد الأمين
وأخشى أن يتشعب النقاش كثيرا، وليس لدي من الوقت ما يكفي ..
لكن حبذا لو تتحفنا بما كتبته حول النقطة الثانية (مسألة الحسن والضعيف) .. فهو موضوع بالغ الأهمية ..
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[12 - 01 - 10, 10:08 م]ـ
مقال غريب جدا وإن كان قديما!!!
لا تصح نسبة المذهب الأول للصحابة والبخاري وابن معين والرازي وعامة السلف.
بل عامة السلف على المذهب الثاني
وعليه المذاهب الأربعة وجمهور الفقهاء والمحدثين وبعض المحققين كشيخ الإسلام وابن حجر وغيرهما
وحكى غير واحد الإجماع والاتفاق عليه
لكن بشروطه المبينة في كلام ابن تيمية والعز ابن عبد السلام وابن حجر
وكلام السلف ذكره الخطيب البغدادي في كتبه وغيره كابن رجب مثلا
وينظر هنا مثلا لمعرفة المذاهب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5581
¥