تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي الناس كثير يفخرون بالزنا واللياطة والسرقة والظلم؛ فيعجب بتأتي هذه النحوس له، وبقوته على هذه المخازي.

واعلم يقيناً أن لا يسلم إنسي من نقص؛ حاشا الأنبياء صلوات الله عليهم.

فمن خفيت عليه عيوب نفسه فقد سقط، وصار من السخف والضعة والرذالة والخسة وضعف التمييز والعقل وقلة الفهم؛ بحيث لا يتخلف عنه متخلف من الأرذال، وبحيث ليس تحته منزلة من الدناءة!

فليتدارك نفسه؛ بالبحث عن عيوبه، والاشتغال بذلك عن الإعجاب بها، وعن عيوب غيره التي لا تضرَّه لا في الدنيا ولا في الآخرة.

وما أدري لسماع عيوب الناس خصلة إلا الاتعاظ بما يسمع المرء منها؛ فيجتنبها، ويسعى في إزالة ما فيه منها، بحول الله تعالى وقوته.

وأما النطق بعيوب الناس فعيب كبير، لا يسوغ أصلاً، والواجب اجتنابه؛ إلا في نصيحة من يتوقَّع عليه الأذى بمداخلة المعيب، أو على سبيل تبكيت المعجب فقط في وجهه، لا خلف ظهره، ثم يقول للمعجب: ارجع إلى نفسك، فإذا ميَّزْتَ عيوبها، فقد داويت عجبك.

ولا تمثل بين نفسك وبين من هو أكثر عيوباً منها؛ فتستسهل الرذائل، وتكون مقلداً لأهل الشر، وقد ذُمَّ تقليد أهل الخير؛ فكيف تقليد أهل الشر؟!

لكن مثل بين نفسك وبين من هو أفضل منك؛ فحينئذ يتلف عجبك، وتفيق من هذا الداء القبيح، الذي يولد عليك الاستخفاف بالناس!! وفيهم بلا شك من هو خير منك!! فإذا استخففت بهم بغير حق استخفوا بك بحق!؛ لأن الله تعالى يقول: ((وجزاء سيئة سيئة مثلها)).

فتولد على نفسك أن تكون أهلاً للاستخفاف بك، بل على الحقيقة مع مقت الله عز وجل، وطمس ما فيك من فضيلة.

... واعلم أن كثيراً من أهل الحرص على العلم يجدون القراءة والإكباب على الدروس والطلب، ثم لا يرزقون منه حظاً!؟!

فليعلم ذو العلم أنه لو كان بالإكباب وحده لكان غيره فوقه، فصح أنه موهبة من الله تعالى، فأي مكان للعجب ها هنا؟!!

ما هذا إلا موضع تواضع، وشكر لله تعالى، واستزادة من نعمه واستعاذة من سلبها.

ثم تفكر أيضاً في أن ما خفي عليك وجهلته من أنواع العلم، ثم من أصناف علمك الذي تختص به، فالذي أعجبت بنفاذك فيه أكثر مما تعلم من ذلك، فاجعل مكان العجب استنقاصاً لنفسك، واستقصاراً لها فهو أولى.

وتفكَّر فيمن كان أعلم منك؛ تجدهم كثيراً، فلتهن نفسك عندك حينئذ.

وتفكر في إخلالك بعلمك، وأنك لا تعمل بما علمت منه؛ فلعلمك عليك حجة حينئذ، ولقد كان أسلم لك لو لم تكن عالماً.

واعلم أن الجاهل حينئذ أعقل منك وأحسن حالا وأعذر فليسقط عجبك بالكلية.

وإن أعجبت بجاهك في دنياك فتفكر في مخالفيك وأندادك ونظرائك، ولعلهم أخساء وضعفاء سُقَّاط؛ فاعلم أنهم أمثالك فيما أنت فيه، ولعلهم ممن يستحيا من التشبه بهم؛ لفرط رذالتهم وخساستهم، في أنفسهم وأخلاقهم ومنابتهم؛ فاستهن بكل منزلة شاركك فيها من ذكرت لك ... )).

• شعرٌ: قال الأول:

إذا وُعِظ السفيه جرى إليه • • • وخالف، والسفيه إلى خلاف!

•• والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[25 - 10 - 02, 03:30 ص]ـ

•• شعرٌ:

لا تفكِّر في همومٍ سلفا •••• وتفكَّر في ذنوبٍ سلفت

واترك الآمال واطلب توبةً •••• أدرك النفس وإلاَّ تلفت!

======================

•• آخر:

وواعظٌ ينصح الناس بالتقى •••• طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ!

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[01 - 11 - 02, 10:01 م]ـ

· موعظة يا أهل الحديث!

•• قال بعض الناس:

عِشْ خامل الذكر بين الناس وارض به ••• فذلك أسلمُ للدنيا وللدينِ

مَن عاشر النتاس لم تسلم ديانته ••• ولم يزل بين تحريكٍ وتسكينِ


· قال الإمام ابن القيِّم في مدارج السالكين (1/ 524): (( ... (الدرجة الثالثة: حفظ الحرمة عند المكاشفة، وتصفية الوقت من مراءاة الخلق، وتجريد رؤية الفضل).
أما حفظ الحرمة عند المكاشفة: فهو ضبط النفس بالذل، والانكسار عند البسط، والإدلال الذي تقتضيه المكاشفة؛ فإن المكاشفة توجب بسطاً، ويخاف منه شطح إن لم يصحبه خشوع يحفظ الحرمة.
وأما تصفية الوقت من مراءاة الخلق: فلا يريد به أنه يصفي وقته عن الرياء؛ فإن أصحاب هذه الدرجة أجل قدراً، وأعلى من ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير