تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 271): بسنده ... عن محمد بن سيرين: أنه سمع رجلا يسب الحجاج؛ فأقبل عليه، فقال: مَهْ!!، أيها الرجل؛ فإنك لو قد وافيت الآخرة كان أصغر ذنبٍ عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج، واعلم أنَّ الله تعالى حكَمٌ عدل؛ إن أخذ من الحجَّاج لمن ظلمه، فسوف يأخذ للحجَّاج ممن ظلمه؛ فلا تشغلن نفسك بسب أحد.

• وبسنده عن عبدالله بن السرى قال: قال ابن سيرين: (إني لأعرف الذنب الذي حمل عليَّ به الدين ما هو؟!، قلت لرجل من أربعين سنة: يا مفلس).

فحدّث به أبا سليمان الداراني؛ فقال: قلَّتْ ذنوبهم، فعرفوا من أين يُؤْتَون، وكثرت ذنوبهم وذنوبك فليس ندري من أين نؤتى

• وبسنده ... عن أبي عوانة قال: (رأيت محمد بن سيرين في السوق؛ فما رآه أحد إلا ذكر الله تعالى).

=====================

• قال ابن الجوزي في صيد الخاطر (ص/128 - 129):

((ينبغي لكل ذي لبٍّ وفطنةٍ أن يحذر عواقب المعاصي؛ فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابةٌ ولا رحم، وإنما هو قائمٌ بالقسط، حاكمٌ بالعدل.

وإن كان حلمه يسع الذنوب؛ إلاَّ أنه إذا شاء عفا؛ فعفا كلَّ كثيف من الذنوب، وإذا شاء أخذ، وأخذ باليسير؛ فالحذر .. الحذر.

• ولقد رأيت أقواماً من المترفين كانوا يتقلَّبون في الظلم والمعاصي الباطنة والظاهرة؛ فتعبوا من حيث لم يحتسبوا؛ فقلعت أصولهم، ونُقِضَ ما بَنَوْا من قواعد أحكموها لذراريهم.

وما كان ذلك إلاَّ أنهم أهملوا جانب الحق عزوجل، وظنوا أنَّ ما يفعلونه من خيرٍ يقاوم ما يجري من شرٍّ؛ فمالت سفينة ظنونهم؛ فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم.

• • ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عزوجل إليهم في الخلوات؛ فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات؛ فكانوا موجودين كالمعدومين، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحنُّ إلى لقائهم!

• فالله .. الله في مراقبة الحقِّ عزوجل؛ فإنَّ ميزان عدله تبين فيه الذرة، وجزاؤه مرصدٌ للمخطيء ولو بعد حين؛ وربَّما ظنَّ أنه العفغو، وهو إمهالٌ! وللذنوب عواقب سيئة.

• فالله .. الله .. الخلوات .. الخلوات .. البواطن .. البواطن.

فإنَّ عليكم من الله عيناً ناظرة!

وإياكم والاغترار بحلمه وكرمه؛ فكم قد استدرج وكونوا على مراقبة الخطايا مجتهدين في محوها، وما شيءٌ ينفع كالتضرَّع ن مع الحمية عن الخطايا؛ فلعلَّه ... !

وهذا فصلٌ إذا تأمَّله المتعامل لله تعالى نفعه.

• ولقد قال بعض المراقبين لله تعالى: قدرت على لذَّةٍ هي غايةٌ، وليست بكبيرة؛ فنازعتني نفسي إليها؛ اعتماداً على صغرها، وعظم فضل الله تعالى وكرمه.

فقلت لنفسي: إن غلبت هذه فأنتِ .. أنتِ، وإذا أتيت هذه فمن أنتِ؟!، وذكَّرتها حالة أقوامٍ كانوا يفسحون لأنفسهم في مسامحةٍ = كيف انطوت أذكارهم، وتمكَّن الإعراض عنهم؛ فارْعوَت ورجعت عمَّا همَّت به، والله الموفقِّ)).

• والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 11 - 02, 11:25 م]ـ

• موعظة يا أهل الحديث:

• قال ابن القيِّم في مدارج السالكين (3/ 266 - 270):

((فصل: المرتبة الثامنة من مراتب الحياة: حياة الفرح والسرور، وقرة العين بالله:

• وهذه الحياة إنما تكون بعد الظفر بالمطلوب الذي تقر به عين طالبه؛ فلا حياة نافعة له بدونه، وحول هذه الحياة يدندن الناس كلهم، وكلهم قد أخطأ طريقها، وسلك طرقاً لا تفضي إليها بل تقطعه عنها؛ إلا أقل القليل؛ فدار طلب الكل حول هذه الحياة وحرمها أكثرهم.

• وسبب حرمانهم إيَّاها: ضعف العقل والتمييز والبصيرة، وضعف الهمة والإرادة؛ فإن مادتها بصيرة وقَّادة، وهمة نقَّادة، والبصيرة كالبصر؛ تكون عَمَىً، وعَوَراً، وعمشاً، ورمداً، وتامة النور والضياء.

• وهذه الآفات قد تكون لها بالخلقة في الأصل، وقد تحدث فيها بالعوارض الكسبية. • والمقصود أنَّ هذه المرتبة من مراتب الحياة هي أعلى مراتبها؛ ولكن كيف يصل إليها من عقله مَسْبِيٌّ في بلاد الشهوات؟! وأمله موقوف على اجتناء اللذات؟! وسيرته جارية على أسوأ العادات؟! ودينه مستهلك بالمعاصي والمخالفات؟! وهمَّته واقفة مع السفليات؟! وعقيدته غير متلقَّاة من مشكاة النبوات؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير