تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قال: يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، ومتفرقين فجمعكم الله بي.

ويقولون: الله ورسوله أمنُّ.

فقال: ألا تجيبوني؟

فقالوا: الله ورسوله أمَنّ.

فقال: أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا، وكان من الأمر كذا وكذا، لأشياء عددها زعم عمرو أن لا يحفظها.

فقال: ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والإبل وتذهبون برسول الله إلى رحالكم.

الأنصار شعار والناس دثار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار.

ولو سلك الناس وادياً وشعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبهم.

إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض).


@ وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 76 - 77) من حديث أبي سعيد الخدري قال: ((لما أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطي من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت فيهم القالة.
حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه!
فدخل عليه سعد بن عبادة؛ فقال: يا رسول الله إنَّ هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم؛ لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء!
قال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟
قال: يا رسول الله ما أنا إلا امرؤ من قومي! وما أنا؟!
قال: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة.
قال: فخرج سعد فجمع الناس في تلك الحظيرة.
قال: فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا، وجاء آخرون فردَّهم.
فلمَّا اجتمعوا أتاه سعد؛ فقال: قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار.
قال: فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل، ثم قال: يا معشر الأنصار ما قالةٌ بلغتني عنكم، وجدةٌ وجدتموها في أنفسكم؟
ألم آتكم ضلالا فهداكم الله؟! وعالة فأغناكم الله؟! واعداء فألف الله بين قلوبكم؟!
قالوا: بل الله ورسوله أمنُّ وأفضل.
قال: ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟
قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله؟ ولله ولرسوله المنُّ والفضل!
قال: أما - والله - لو شئتم لقلتم - فلصدقتم، وصدقتم -: أتيتنا مكذبَّاً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فأغنيناك [آسيناك].
أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار؟! في لعاعة من الدنيا؟! تألَّفت بها قوماً ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟!
أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم!
فوالذي نفس محمدٍ بيده لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار.
ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعباً؛ لسلكت شعب الأنصار.
اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار.
قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم!!
وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً.
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرقنا)).

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[05 - 08 - 03, 12:08 ص]ـ
@ أخرج ابن ماجه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخه وغيرهم بسند صحيح؛ عن عبدالله بن عمرو قال: (قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟
قال: مؤمن مخموم القلب، صدوق اللسان.
قيل له: وما المخموم القلب؟
قال: التقي لله عز وجل، النقي، الذي لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد.
قالوا: فمن يليه يا رسول الله؟
قال: الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة).

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 08 - 03, 06:54 ص]ـ
أخرج أبو عبدالله البخاري في جامعه الصحيح: عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إن الله تعالى قال: ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما تردَّدت عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته)).

وروى الإمام أحمد بسنده عن عطاء الخراساني قال: لقيت وهب بن منبه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهو يطوف بالبيت؛ فقلت له: حدثني حديثاً أحفظه عنك في مقامي هذا وأوجز.
قال: نعم، أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((يا داود ‍! أما وعزتي وعظمتي .. لا يعتصم بي عبد من عبيدي دون خلقي؛ أعرف ذلك من نيته، فتكيده السماوات السبع ومن فيهن، والأرضون السبع ومن فيهن = إلاَّ جعلت له من بينهن مخرجاً.
أما وعزَّتي وعظمتي .. لا يعتصم عبدٌ من عبادي بمخلوق دوني، أعرف ذلك من نيته = إلاَّ قطعت أسباب السماء من يده، وأسخت الأرض من تحت قدميه، ثم لا أبالي بأيِّ وادٍ هلك)).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير