تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الحافظ ابن حجر في التغليق (3/ 171) والفتح (4/ 191): وقال البخاري في التاريخ: تفرد أبو المطوس بهذا الحديث، ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا.

قلت: واختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت اختلافا كثيرا فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب والجهل بحال أبي المطوس والشك في سماع أبيه من أبي هريرة، وهذه الثالثة تختص بطريقة البخاري في اشتراط اللقاء.

وقال الألباني في تمام المنة (ص396): الحديث ضعيف، وقد أشار لذلك البخاري بقوله: " ويذكر "، وضعفه ابن خزيمة في صحيحه والمنذري والبغوي والقرطبي والذهبي والدميري فيما نقله المناوي.

وقال في الضعيفة (2/ 283): فضعفه البخاري وغيره بجهالة أبي المطوس.

وبهذا يظهر من مجموع كلام أهل العلم ضعف الحديث، بل قال كثير من العلماء أن من أفطر يوما من رمضان متعمدا فإنه يقضي يوما مكانه، ولم يقل بما دل عليه الحديث إلا ابن مسعود كما قال البخاري في الموضع الآنف الذكر بعد حديث أبي هريرة: وبه قال ابن مسعود.

وقد ذكر البخاري أيضا من ذهب إلى أنه يقضي يوما مكانه فقال: وقال سعيد بن المسيب والشعبي وابن جبير وإبراهيم وقتادة وحماد: يقضي يوما مكانه.

والآثار التي ذكرها البخاري عن هؤلاء ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح من وصلها، وكلها تقريبا تصرح بقضاء ذلك اليوم مع الاستغفار.

بل قال الإمام البغوي في شرح السنة (6/ 290): فالعلماء مجمعون على أنه يقضي يوما مكانه.

وقال العظيم آبادي في عون المعبود (7/ 29): والذي عليه أكثر السلف أنه يجزئه يوم بدل يوم وإن كان ما أفطره في غاية الطول والحر وما صامه في غاية القصر والبرد.

2 - جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْهِلَال،َ قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يَا بِلَالُ أَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غَدًا.

أخرجه أبو داود (2340)، والترمذي (691)، والنسائي في الكبرى (2433، 2434، 2435، 2436)، وابن ماجه (1652) من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس.

ورواية سماك عن عكرمة مضطربة ولهذا ظهر الاضطراب في هذا الحديث، فمرة يروى موصولا، ومرة مرسلا.

وممن رجح الرواية المرسلة الإمام الترمذي فقال: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ، وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا، وَأَكْثَرُ أَصْحَابِ سِمَاكٍ رَوَوْا عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا.

وقال النسائي في الكبرى: مرسل.

وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص: وَسِمَاكٌ إِذَا تَفَرَّدَ بِأَصْلٍ لَمْ يَكُنْ حُجَّةً.

وضعفه الشيخ الألباني في " الإرواء " (907).

وقال الشيخ سليمان العلوان في " شرحه لبلوغ المرام ": ومن أرسله اضبط وأحفظ وأكثر ممن وصله فتعين بهذا ترجيح إرساله إلا أنه يشهد له حديث ابن عمر السابق.ا. هـ.

3 - عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ ".

رواه الترمذي (797)، والبيهقي في السنن (4/ 296 – 297) والحديث ضعيف فيه ثلاث علل:

1 – نُمَير بن عَرِيب مجهول، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 498): لا أعرف نُمير بن عَرِيب إلا في حديث: الصوم في الشتاء.

2 – عامر بن مسعود الجمحي ليس صحابيا، قال يحيى بن معين في تاريخه (2/ 289): عامر الذي يروي " الصوم في الشتاء " ليس له صحبة.

3 – أن عامر مجهول الحال لم يروِ عنه إلا اثنان.

4 - عَنْ حَفْصَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ.

أخرجه أبو داود (2454)، والترمذي (730)، والنسائي في الكبرى (2652، 2653، 2654، 2655،)، وابن ماجه (1700)، وأحمد (6/ 287).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير