والحديث روي مرفوعا وموقوفا، ورجح الترمذي وقفه فقال: حَدِيثُ حَفْصَةَ حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَوْلُهُ، وَهُوَ أَصَحُّ، وَهَكَذَا أَيْضًا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ الزُّهْرِيِّ مَوْقُوفًا وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ إِلَّا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ.ا. هـ.
وقال النسائي في الكبرى: قال أبو عبد الرحمن: والصواب عندنا موقوف، ولم يصح رفعه – والله أعلم – لأن يحيى بن أيوب ليس بذلك القوي، وحديث ابن جريج، عن الزهري غير محفوظ. والله أعلم.ا. هـ.
وَقَالَ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ: وَاخْتَلَفَ الْأَئِمَّةُ فِي رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ , فَقَالَ اِبْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ: لَا أَدْرِي أَيَّهمَا أَصَحُّ يَعْنِي رِوَايَةَ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ لَكِنَّ الْوَقْفَ أَشْبَهُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَا يَصِحُّ رَفْعُهُ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ الْمَوْقُوفُ أَصَحُّ. وَنَقَلَ فِي الْعِلَلِ عَنْ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ هُوَ خَطَأٌ , وَهُوَ حَدِيثٌ فِيهِ اِضْطِرَابٌ وَالصَّحِيحُ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ مَوْقُوفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: الصَّوَابُ عِنْدِي مَوْقُوفٌ وَلَمْ يَصِحَّ رَفْعُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا لَهُ عِنْدِي ذَلِكَ الْإِسْنَادُ.
وقال الشيخ العلوان في " شرحه لبلوغ المرام ": والصحيح وقفه على ابن عمر وعلى حفصه فقد رواه مالك في الموطأ عن نافع عن ابن عمر به وهذا إسناد صحيح.
وأما وقفه على حفصة فقد جاء عند النسائي وغيره من طريق سفيان عن ابن عيينه ومعمر وجماعة كلهم يروونه عن الزهري عن حمزة عن ابن عمر عن حفصة به وهذا إسناد صحيح. ولا يعلم لحفصة وابن عمر مخالف من لصحابة.ا. هـ.
والحديث جاء عن عائشة عند مالك (1/ 288) من طريق ابن شهاب عن عائشة، وهو منقطع، ولهذا بوب على النسائي في الكبرى على الحديث: أرسله مالك.
وجاء عند الدارقطني (2/ 172 - 173) عن عائشة وقال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن عباد عن المفضل بهذا الإسناد، وكلهم ثقات.ا. هـ.
أما عبد الله بن عباد هو البصري، قال عنه ابن حبان (2/ 10): شيخ سكن مصر، يقلب الأخبار. روى عن المفضل بن فضالة، عن يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ... فكره بنحو حديث حفصة. هذا مقلوب، إنما هو عند يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة. فيما يشبه هذا، روى عنه روح بن الرح أبو الزنباغ نسخة موضوعة.ا. هـ.
وجاء عند الدارقطني (2/ 173) من حديث ميمونة بنت سعد وفي سنده الواقدي.
والشيخ الألباني – رحمه الله – لم يذكر رواية ميمونة بنت سعد عند الدارقطني في " الإرواء " (914).
5 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا.
أخرجه الترمذي (700)، وأحمد (2/ 329). وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ!
وصححه الشيخ العلامة أحمد شاكر في " المسند (12/ 231 ح 7240)!
والحديث في سنده قُرَّةُ بن عبد الرحمن بن حيويل.
قال الإمام أحمد: منكر الحديث جدا. وقال يحيى بن معين: ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: الأحاديث التي يرويها مناكير. وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي. وقال أبو داود: في حديثه نكارة. وقد روى له مسلم مقرونا بغيره.
وهناك أحاديث في فضل تعجيل الفطر تغني عن هذا الحديث ومنها:
1 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ.
أخرجه البخاري (1957)، ومسلم (1098).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (4/ 198):
¥