" أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب: إني قد غفرت لهم ما خلا المظالم، فإني آخذ للمظلوم منه.
قال: أي رب، إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم، فلم يجب عشيته، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل، قال: فضحك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو قال: تبسم فقال له أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي، إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها، فما الذي أضحكك أضحك الله سنك؟
قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله ـ عز وجل ـ قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه "
ـ قال جمال الدين بن محب الدين الطبري المكي ـ رحمه الله ـ:
" اعلم أن تحمل المظالم والتبعات عن العبد في ذلك الموطن مخصوص ـ والله أعلم ـ بمن أخلص لله التوبة عنها، ورد جميع ما في يده وذمته منها، وعقد مع الله تعالى فيما عجز عنه في ذلك الوقت نية التخلص منه متى قدر عليه، واطلع الله من باطنه على صدق النية وإخلاص العزيمة والطوية، فهذا هو الذي يتحمل عنه ما أعجزه إذا مات قبل القدرة على أدائه، ويتحفه في عقباه بتعويض خصمه عنه وإرضائه، كرامة لذلك الموقف العظيم، وجائزة لوفوده إلى بيته الكريم.
هذا ما يقتضيه ظاهر تشديد الشريعة في حقوق الآدميين. "
5 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا "
6 ـ عن أبي مالك الأشعري، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " اليوم الموعود يوم القيامة، والشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، ويوم الجمعة ذخره الله لنا، وصلاة الوسطى صلاة العصر."
7 ـ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير "
ـ عن الحسين بن الحسن المروزي و كان جاور بمكة حتى مات قال:: سألت سفيان بن عيينة عن تفسير قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وإنما هو ذكر ليس فيه دعاء.
قال سفيان سمعت حديث منصور عن مالك بن الحارث؟ قلت نعم، قال: ذاك تفسير هذا. ثم قال أتدري ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب نائله ومعروفه؟ قلت: لا، قال: لما أتاه قال:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك أن شيمتك الحباء
إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضك الثناء
قال سفيان: فهذا مخلوق حين ينسب إلى الجود قيل: يكفينا من تعرضك الثناء عليك حتى تأتي على حاجتنا، فكيف بالخالق؟!! "
8 ـ عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة، قال: فقال رجل: يا رسول الله هي أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله؟
فقال: هي أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله، إلا عفيرا يعفر وجهه في التراب، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق، لم يروا رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم أرى يوما أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة "
9 ـ عن بن عباس:
" أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى الفضل بن عباس يلاحظ امرأة عشية عرفة، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هكذا بيده على عين الغلام، قال إن هذا يوم من حفظ فيه بصره ولسانه غفر له "
10 ـ عن بن عباس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان (يعنى عرفة) فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا قال: {ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون} "
¥