فقيل له: يرحمك الله فالوقوف بالمشعر الحرام كيف صار بالحرم؟ قال: لما أذن لهم بالدخول إليه أوقفهم بالحجاب الثاني وهي المزدلفة، فلما طال تضرعهم، أمرهم بتقريب قربانهم، فتطهروا بها من الذنوب التي كانت لهم حجابا دونه، وأذن بالزيارة إليه على طهارة.
قيل له: فلم كره الصوم أيام التشريق؟
قال: لأن القوم زاروا الله وهم في ضيافته، ولا ينبغي للضيف أن يصوم عند من أضافه.
قيل له: يرحمك الله فتعلق الرجل بأستار الكعبة لأي معنى؟
قال: هو مثل الرجل تكون بينه وبين أخيه جناية، فيتعلق بثوبه ويستجدي له ويتضرع إليه ليهب له جرمه وجنايته "
وهو مروي عن علي بن أبي طالب أيضا.
يطمع بالوقوف بعرفة الوقوف في ظل الله يوم القيامة:
ـ قال ابن جماعة:
" وقيل لبعض السلف وقد ضحى للشمس بعرفة في يوم شديد الحر: لو أخذت بالتوسعة، فأنشد:
ضحيت له كي أستظل بظله إذا الظل أضحى في القيامة قالصا
فيا أسفى إن كان سعيي باطلا ويا حسرتى إن كان حظي ناقصا "
يظن نفسه شر من حضر الموقف ذلا لله
ـ قال ابن جماعة:
" ويروى عن شعيب بن حرب قال:
بينا أنا أطوف بالبيت إذ لكزني رجل بمرفقه، فإذا أنا بالفضيل بن عياض، فقال لي: يا أبا صالح، قلت: لبيك يا أبا علي، قال: إن كنت تظن أنه شهد الموسم شر مني ومنك فبئسما ظننت "
الوقوف بمزدلفة
ـ قال تعالى: " ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين "
1 ـ كان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " يقدم ضعفة أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل، فيذكرون الله ما بدا لهم، ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام، وقبل أن يدفع، فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر، ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رمووا الجمرة، وكان بن عمر، رضي الله عنهما ـ يقول ـ أرخص في أولئك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. "
2 ـ عن بن جريج قال: حدثني عبد الله مولى أسماء عن أسماء: " أنها نزلت ليلة جمع عند المزدلفة، فقامت تصلي، فصلت ساعة، ثم قالت: يا بني هل غاب القمر؟ قلت: لا. فصلت ساعة، ثم قالت: هل غاب القمر؟ قلت: نعم. قالت: فارتحلوا، فارتحلنا ومضينا، حتى رمت الجمرة ثم رجعت فصلت الصبح في منزلها، فقلت لها: يا هنتاه ما أرانا إلا قد غلسنا، قالت: يا بني، إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أذن للظعن "
3 ـ عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي، أن أباه أخبره عن أبيه:
" أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب: إني قد غفرت لهم ما خلا المظالم، فإني آخذ للمظلوم منه.
قال: أي رب، إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم، فلم يجب عشيته، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل، قال: فضحك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو قال: تبسم فقال له أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي، إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها، فما الذي أضحكك أضحك الله سنك؟
قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله ـ عز وجل ـ قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه "
يسأل الله بحق شيبته في الإسلام:
ـ قال ابن جماعة:
" وقال بعض السلف: كنت بالمزدلفة، وأنا أحيي الليل، فإذا بامرأة تصلي حتى الصباح ومعها شيخ، فسمعته وهو يقول:
اللهم إنا قد جئنا من حيث تعلم، وحججنا كما أمرتنا، ووقفنا كما دللتنا، وقد رأينا أهل الدنيا إذا شاب المملوك في خدمتهم تذمموا أن يبيعوه، وقد شبنا في ملكك فارحمنا "
فضل الحلق
1 ـ وعن مالك بن ربيعة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: " اللهم اغفر للمحلقين، اللهم اغفر للمحلقين، قال: يقول رجل من القوم: وللمقصرين، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الثالثة أو الرابعة: وللمقصرين.
ثم قال وأنا يومئذ محلوق الرأس، فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم "
2 ـ وفي الحديث الطويل عن عبادة بن الصامت:
" وأما حلقك رأسك، فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة "
ـ قال ابن جماعة:
¥