تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(تنبيه): المتابعة التي أشار إليها الحافظ ابن ناصر الدين هي بلفظ آخر، وقد مضى تخريجه برقم (482)، وهي متابعة قاصرة فتنبه.

(فائدة):قوله في هذا الحديث ((في)): هو بمعنى ((على))؛ كما في قوله تعالى ((قل سيروا في الأرض))، فالحديث من الأدلة الكثيرة على أن الله تعالى فوق المخلوقات كلها، وفي ذلك ألف الحافظ الذهبي كتابه ((العلو للعلي القدير))، وقد انتهيت من اختصاره قريباً، ووضعت له مقدمة ضافية، وخرجت أحاديثه وآثاره، ونزهته من الأخبار الواهية. وقد يسر الله طبعه، والحمد لله.

وقد أنكر الملقب بـ (السقاف) المعنى المذكور، ولذا ابطل الحديث، وانظر ((الاستدراك)) (11).

مذهب السلف إمرار احاديث الصفات على ظاهرها

756 - (إذا جمع الله الأولى والأخرى يوم القيامة، جاء الرب تبارك وتعالى إلى المؤمنين فوقف عليهم، والمؤمنون على كوم _ فقالوا لعقبة ما الكوم؟ قال: مكان مرتفع _ فيقول هل تعرفون ربكم؟ فيقولون إن عرفنا نفسه عرفناه. ثم يقول لهم الثانية فيضحك في وجوههم، فيخرون له سجدا).

أخرجه ابن خزيمة في ((التوحيد) (ص153) من طريق فرقد بن الحجاج قال: سمعت عقبة بن أبي الحسناء قال: سمعت أبا هريرة

يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد، غير عقبة هذا فهو مجهول، وأما ابن حبان فذكره في ((الثقات)) لكن يشهد له حديث جابر المتقدم.

وأعلم أن هذا الحديث-كغيره من أحاديث الصفات-يجب أمراره على ظاهره دون تعطيل، أو تشبيه، كما هو مذهب السلف، وليس مذهبهم التفويض كما يزعم الكوثري وأمثاله من المعطلة، كما شرحه ابن تيمية في رسالته (التدمرية) وغيرها والتفويض بزعمهم إمرار النصوص بدون فهم مع الإيمان بألفاظها ولازم ذلك نسبة الجهل إلي السلف بأعز شئ لديهم وأقدسه عندهم وهو أسماء الله وصفاته.

ومن عرف هذا علم خطورة ما ينسبونه إليهم. والله المستعان ورجع ذلك مقدمتي لكتابي (مختصر العلو للذهبي)،يسر الله طبعه. ثم طبع والحمد لله.

يحرم شد الرحل لغير المساجد الثلاثة

997 - (إنما تضرب أكباد المطي إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى).

أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) (ق306/ 1): ثنا محمد بن المنهال: ثنا يزيد بن زريع: ثنا روح عن زيد بن أسلم عن سعيد بن أبي سعيد المقبري:

((أن أبا بصرة جميل بن بصرة لقي أبا هريرة وهو مقبل من (الطور)، فقال: لو لقيتك قبل أن تأتيه لم تأته؛ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول)) فذكره.

قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، وهو على شرط الشيخين إن كان محمد بن المنهال هذا هو التميمي الحافظ، وفي طبقته محمد بن المنهال البصري الأنماطي أخو الحجاج، وهو ثقة اتفاقاً، وكلاهما يروي بن زريع، وعنهما أبو يعلى.

وقد أخرجه الطبراني (2/ 310/2159) من طريق أخرى صحيحة عن يزيد بن زريع به.

ثم أخرجه هو وأحمد (6/ 7و397) من طريق أخرى صحيحة عن أبي بصرة.

والحديث في ((الصحيحين)) وغيرهما من طرق عن أبي هريرة بلفظ ((لا تشد الرحال))، وقد خرجتها في ((أرواء الغليل)) (رقم951)، وإنما خرجته هنا لهذه الزيادة التي فيها إنكار أبي بصرة على أبي هريرة رضي الله عنهما سفره إلي الطور، ولها طرق أخرى أوردتها هناك، فلما وقفت على هذه الطريق أحببت أن أقيدها هنا، وقد فاتني ثم.

وفي هذه الزيادة فائدة هامة؛ وهي أن راوي الحديث-وهو الصحابي الجليل أبو بصرة رضي الله عنه-وقد فهم من النبي صلى الله عليه وسلم أن النهي يشمل غير المساجد الثلاثة من المواطن الفاضلة كالطور؛ وهو جبل كلم الله عليه موسى تكليماً، ولذلك أنكر على أبي هريرة سفره إليه، وقال ((لو لقيتك قبل أن تأتيه لم تأته) وأقره على ذلك أبو هريرة ولم يقل كما يقول بعض المتأخرين:

((الاستثناء مفرغ، والمعنى: لا يسافر لمسجد للصلاة فيه إلا لهذه الثلاثة))

بل المراد: لا يسافر إلي موضع من المواضع الفاضلة التي تقصد لذاتها ابتغاء بركتها وفضل العبادة إلا إلي ثلاثة مساجد.

وهذا هو الذي يدل عليه فهم الصحابيين المذكورين، وثبت مثله عن ابن عمر رضي الله عنه؛ كما بينته في كتابي ((أحكام الجنائز وبدعها)) (ص226)، وهو الذي أختاره جماعة من العلماء: كالقاضي عياض، والإمام الجويني، والقاضي حسين؛ فقالوا:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير