تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - أن التجمل باللباس الحسن ليس من الكبر في شيء , بل هو أمر مشروع , لأن الله جميل يحب الجمال , كما قال عليه السلام بمثل هذه المناسبة على ما رواه مسلم في صحيحه.

6 - أن الكبر الذي قرن مع الشرك , والذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة منه , إنما هو الكبر على الحق , ورفضه بعد تبينه , والطعن في الناس الأبرياء بغير حق.

فليحذر المسلم أن يتصف بشئ من مثل هذا الكبر , كما يحذر أن يتصف بشئ من الشرك الذي يخلد صاحبه في النار.

دعاؤه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنس

140 - (اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا رزقته).

أخرجه الطاليسي في مسنده: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قال: سمعت أَنَساً يقول قَالَتْ أُمِّ سليم: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لَهُ – تعني: أنساً – فقال (فذكره).

وللحديث طريق أخر: قال أحمد حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى أُمَّ حَرَامٍ فَأَتَيْنَاهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ فَقَالَ:

141 - (رُدُّوا هَذَا فِي وِعَائِهِ وَهَذَا فِي سِقَائِهِ فَإِنِّي صَائِمٌ).

قَالَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ تَطَوُّعًا فَأَقَامَ أُمَّ حَرَامٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ فِيمَا يَحْسَبُ ثَابِتٌ قَالَ فَصَلَّى بِنَا تَطَوُّعًا عَلَى بِسَاطٍ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً خُوَيْدِمُكَ أَنَسٌ ادْعُ اللَّهَ لَهُ فَمَا تَرَكَ يَوْمَئِذٍ خَيْرًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَلَا الْآخِرَةِ إِلَّا دَعَا لِي بِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ قَالَ أَنَسٌ فَأَخْبَرَتْنِي ابْنَتِي أَنِّي قَدْ رزقت مِنْ صُلْبِي بِضْعًا وَتِسْعِينَ وَمَا أَصْبَحَ فِي الْأَنْصَارِ رَجُلٌ أَكْثَرَ مِنِّي مَالًا ثُمَّ قَالَ أَنَسٌ يَا ثَابِتُ مَا أَمْلِكُ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا خَاتَمِي.

من فوائد الحديث وفقهه:

في هذا الحديث فوائد جمة , أذكر بعضها باختصار , إلا ما لا بد فيه من الإطالة للبيان:

1 - أن الدعاء بكثرة المال والولد مشروع , وقد ترجم البخاري للحديث: (باب الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة).

2 - وأن المال والولد نعمة وخير إذا أطيع الله تبارك وتعالى فيهما , فما أضل من يسعى لتقليل ولده بشتى السبل , كتحديد النسل أو تنظيمه , فضلاً عن إجهاض الجنين وإسقاطه لأتفه الأسباب , واستصدار الفتاوى لتجويزه.

3 - تحقق استجابة الله لدعاء نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أنس , حتى صار أكثر الأنصار مالاً وولداً.

4 - أن للصائم المتطوع إذا زار قوماً وقدموا له طعاماً أن لا يفطر , ولكن يدعو لهم بخير , ومن أبواب البخاري في الحديث (باب من زار قوماً ولم يفطر عندهم).

5 - أن الرجل إذا ائتم بالرجل , وقف عن يمين الإمام , والظاهر أنه يقف محاذياً له , لا يتقدم عليه ولا يتأخر , لأنه لو كان وقع شئ من ذلك لنقله الراوي , لا سيما وأن الاقتداء به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أفراد الصحابة قد تكرر , فإن في الباب عن ابن عباس في الصحيحين , وعن جابر في مسلم , وقد خرجت حديثهما في إرواء الغليل , وقد ترجم البخاري لحديث ابن عباس رصي الله عنه بقوله: (بَاب يَقُومُ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ بِحِذَائِهِ سَوَاءً إِذَا كَانَا اثْنَيْنِ).

قال الحافظ في الفتح: قوله: (سواء) أي لا يتقدم ولا يتأخر .... وكأن المصنف أشار بذلك إلى ما وقع في بعض طرقه .. عن ابن عباس بلفظ " فقمت إلى جنبه " وظاهره المساواة. وروى عبد الرزاق عن ابن جريج قال قلت لعطاء: الرجل يصلي مع الرجل أين يكون منه؟ قال: إلى شقه الأيمن. قلت: أيحاذى به حتى يصف معه لا يفوت أحدهما الآخر؟ قال: نعم. قلت: أتحب أن يساويه حتى لا تكون بينهما فرجة؟ قال: نعم. وفي الموطأ عن عبد الله بن عتبة ابن مسعود قال " دخلت على عمر بن الخطاب بالهاجرة فوجدته يسبح , فقمت وراءه فقربني حتى جعلني حذاءه عن يمينه ").

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير