تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فليس لأحد عليهم من سبيل , ومعنى التحقيق العلمي – كما لا يخفى – أن يتتبعوا الأحاديث كلها الواردة في الباب , ويدرسوا طرقها ورجالها , ثم يحكموا عليها بما تستحق من صحة أو ضعف , ثم إذا صح عندهم شئ منها , درسوها من ناحية دلالتها وفقهها وعامها وخاصها , وذلك كله حسبما تقتضيه قواعد علم أصول الحديث وأصول الفقه , لو فعلوا ذلك , لم يستطع أحد انتقادهم , ولكانوا مأجورين , ولكنهم – والله – لا يصنعون شيئاً من ذلك , ولكنهم إذا عرضت لهم مسألة , نضروا في أقوال العلماء فيها , ثم أخذوا ما هو الأيسر أو إلى تحقيق المصلحة – زعموا- دون أن ينظروا موافقة ذلك للدليل من الكتاب و السنة , وبعضهم يقول: لا يوجد دليل قطعي على التحريم , فكم شرعوا للناس – بهذه الطريقة – أموراً باسم الشريعة , يبرأ الإسلام منها , فإلى الله المشتكى.

فاحرص أيها المسلم على أن تعرف إسلامك من كتاب ربك وسنة نبيك ولا تقل: قال فلان , فإن الحق لا يعرف بالرجال , بل اعرف الحق تعرف الرجال ورحمة الله على من قال:

العلم قال الله قال رسوله ........... قال الصحابة ليس بالتمويه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ........... بين الرسول وبين رأي فقيه

كلا ولا جحد الصفات ونفيها ........... حذراً من التمثيل والتشبيه

ثالثاً: أن الله عز وجل قد يعاقب بعض الفساق عقوبة دنيوية مادية , فيمسخهم فيقلب صورهم – وبالتالي عقولهم – إلى بهيمة.

قال الحافظ في الفتح في صدد كلامه على المسخ المذكور في الحديث: (قال ابن العربي: يحتمل الحقيقة كما وقع للأمم السالفة , ويحتمل أن يكون كناية عن تبدل أخلاقهم. قلت: والأول أليق بالسياق).

أقول: ولا مانع من الجمع بين القولين – كما ذكرنا – بل هو المتبادر من الحديثين , والله أعلم.

وقد ذهب بعض المفسرين في العصر الحديث إلى أن مسخ بعض اليهود قردة وخنازير لم يكن مسخاً حقيقياً بدنياً , وإنما كان مسخاً خلقياً وهذا خلاف ظاهر الآيات والأحاديث الواردة فيهم , , فلا تلتفت إلى قولهم , فإنهم لا حجة لهم فيه , إلا الاستبعاد العقلي المشعر بضعف الإيمان بالغيب , نسأل الله السلامة.

رابعاً: ثم قال الحافظ: (وفي هذا الحديث وعيد شديد على من يتحيل في تحليل ما يحرم بتغيير اسمه , وأن الحكم يدور مع العلة. والعلة في تحريم الخمر الإسكار , فمهما وجد الإسكار وجد التحريم ولو لم يستمر الاسم. قال ابن العربي: هو أصل في أن الأحكام إنما تتعلق بمعاني الأسماء لا بألقابها , ردا على من حمله على اللفظ).

من عجائب أشراط الساعة

122 - (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ).

رواه الإمام أحمد: حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: (عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ بالصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي أَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ) الحديث.

الرد على من يقول أن النبي هو من أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير