تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقول بعضهم , إن المصافحة عند المفارقة بدعة , مما لا وجه له.

نعم , إن الواقف على الأحاديث الواردة في المصافحة عند الملاقاة يجدها أكثر وأقوى من الأحاديث الواردة في المصافحة عند المفارقة , ومن كان فقيه النفس , يستنتج من ذلك أن المصافحة الثانية ليست مشروعيتها كالأولى في الرتبة , فالأولى سنة , والأخرى مستحبة , وأما أنها بدعة , فلا , للدليل الذي ذكرنا.

وأما المصافحة عقب الصلوات فبدعة لا شك فيها , إلا أن تكون بين اثنين لم يكونا قد تلاقيا قبل ذلك , فهي سنة كما علمت.

من الرفق بالحيوان

20 - (أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ).

روه أبوداود، والحاكم، وأحمد، وابويعلى، والبيهقي، وابن عساكر، والضياء من طريق محمد بن عبدالله بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفًا أَوْ حَائِشَ النَخْلٍ فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ (فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ سراته إلى سنامه و ذِفْرَاهُ فسكن) فَقَالَ مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ فَجَاءَ فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: (فذكر الحديث)، قال الحاكم (صحيح الإسناد) ووفقه الذهبي، وهو كما قالا.

والزيادة التي بين القوسين لابن عساكر والضياء.

تدئبه: تكده وتتعبه، كما في النهاية.

21 - (ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً وَايْتَدِعُوهَا سَالِمَةً وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ).

أخرجه ابن حبان , والحاكم , والبيهقي , وأحمد , وابن قانع , وابن عبدالحكم , وابن عساكر , عن الليث بن سعد عن يزيد بن حبيب عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه – وكانت له صحبة – مرفوعاً.

قال الحاكم: صحيح الإسناد , ووافقه الذهبي , وهو كما قالا.

وقد أخرجه أحمد من طريق ابن لهيعة: ثنا الزبان عن سهل به , وزاد: (فَرُبَّ مَرْكُوبَةٍ خَيْرٌ مِنْ رَاكِبِهَا وَأَكْثَرُ ذِكْرًا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ) , وهذه الزيادة ضعيفة , لما عرفت من حال راويه زبان عن سهل , ولا سيما أن فيه ابن لهيعة , وهو ضعيف أيضاً.

وقوله: وايتدعوه، أي: أتركوها ورفهوا عنها إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها، وهو افتعال من ودع – بالضم – وداعة ودعة أي: سكن وترفه , وايتدع , فهو متدع , أي: صاحب دعة , أو من ودع إذا ترك , يقال اتدع وايتدع علي القلب والإدغام والإظهار , كذا في النهاية ولسان العرب، ومنه يتضح ان قوله وايتدعوها صواب خلافاً لظن أحد المصحيحين الفضلاء فقتضى التنبيه والله الموفق.

تنبيه: وقع خطاء مطبعي فاحش في تفسير ابن كثير (3/ 42) , فإنه ساق فيه رواية أحمد من طريق ابن لهيعة عن زبان المتقدمة من روايته عن سهل بن معاذ ابن أنس , فتحرف على الطابع (بن أنس) إلى (عن أنس) فصار الحديث من مسند أنس ولم يتنبه لهذا الخطأ الشيخ الصابوني لجهله الشديد بهذا العلم الشريف , فجعل الحديث في (مختصره) (2/ 379) من رواية أحمد عن أنس وهذا مما لا أصل له في كتب السنة إطلاقاً.

ومع هذا الخطأ الفاحش منه , فإن إراده لهذا الحديث الضعيف مما يؤكد جهله المذكور , ويدل على كذبه فيما ادعاه في مقدمة (مختصره) أنه لم يورد فيه إلا الأحاديث الصحيحة , وقد نبهت على كثير من أحاديثه الواهية في مناسبات كثيرة من هذه السلسلة وغيرها , فانظر مثلاً مقدمة المجلد الرابع من الضعيفة , ومقدمة الصحيحة المجلد الرابع , الأمر الذي يجعل الباحث يقطع بأنه دعي يتشبع بما لم يعط , والله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير