22 - (إِيَّاكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا ظُهُورَ دَوَابِّكُمْ مَنَابِرَ فَإِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُبَلِّغَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ وَجَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ فَعَلَيْهَا فَاقْضُوا حَاجَتَكُمْ).
23 - (اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً وَكُلُوهَا صَالِحَةً).
رواه ابوداود من طريق مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ عَنْ سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعِيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ فَقَال: (فذكره).
وقد تابعه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ به أتم منه , ولفظه: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ ثُمَّ مَرَّ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ فَقَالَ أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ ثُمَّ ارْكَبُوهَا صِحَاحًا وَارْكَبُوهَا سِمَانًا كَالْمُتَسَخِّطِ آنِفًا.
رواه ابن حبان , وأحمد , والطبراني , وسنده صحيح على شرط البخاري.
تنبيه: قوله: َكُلُوهَا: قيدوها بضم الكاف , من الأكل , وعليه جرى المناوي في شرح هذه الكلمة , فإذا صحة الرواية بذلك , فلا كلام , وإلا فالأقرب عندي أنها: كلوها بكسر الكاف , من وكل يكل كل , أي: اتركوها , هذا هو المتبادر من سياق الحديث ويؤيده الحديث المتقدم بلفظ: (ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً وَايْتَدِعُوهَا سَالِمَةً وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ) , أي: اتركوها سالمة والله أعلم.
الْمُعْجَمَةِ: أي: التي لا تقدر على النطق , فتشكوا ما أصابها من جوع أو عطش , وأصل الأعجم: الذي لا يفصح بالعربية ولا يجيد التكلام بها , عجمياً كان أو عربياً , سمي به لعجمة لسانه , والتباس كلامه.
24 – (أفلا قبل هذا؟ أو تريد أن تميتها موتتين؟).
رواه الطبراني في الكبير والأوسط , والبيهقي عن يوسف بن عدي: ثنا عبدالرحيم بن سليمان الرازي عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة، وهو يُحد شفرته، وهي تلحظ إليه ببصرها , فقال: (فذكره).
25 – (مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا).
رواه البخاري في (الأدب المفرد) , وابوداود , والحاكم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ (فذكره).
والسياق لأبي داود , وزاد: (وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ؟ قُلْنَا: نَحْنُ. قَالَ: إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ) , وسنده صحيح.
الْحُمَرَةُ: بضم الحاء وفتح الميم المشددة: طائر صغير كالعصفور , أحمر اللون.
تَفْرِشُ: بحذف إحدى التاءين , كـ (تذكر) , أي: ترفرف بجناحيها , وتقترب من الأرض.
26 - (وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ).
رواه البخاري في (الأدب المفرد) , والطبراني , وكذا أحمد , والحاكم , وابن عدي , وأبونعيم , وابن عساكر من طرق عن مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجُل: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَذْبَحُ الشَّاةَ فأَرْحَمُهَا. قال: (فذكره) , وزاد البخاري: (مرتين) وسنده صحيح.
27 - (من رحم ولو ذبيحة عصفور، رحمه الله يوم القيامة).
¥