تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

68 - (لقد نزلت علي الليلة آيات، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: [إن في خلق السماوات والأرض] الآية).

رواه أبو الشيخ ابن حبان في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وابن حبان في " صحيحه " عن يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سعد بن سويد النخعي: نا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال: (دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها , فقال بن عمير: حدثينا بأعجب شئ رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي، فقال: يا عائشة ذريني أتعبد لربي. قالت: فقلت: والله إني لأحب قربك , وأحب ما يسرك. قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي , فلم يزل يبكي حتى بل حجره، ثم بكى، فلم يزل يبكي حتي بل الأرض، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكورأً؟ لقد نزلت ... ) الحديث

فيه فضل النبي صلى الله عليه وسلم , وكثرة خشيته وخوفه من ربه , وإكثاره من عبادته , مع أنه تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , فهو المنتهى في الكمال البشري , ولا جرم في ذلك , فهو سيد البشر صلى الله عليه وسلم.

لكن , ليس فيه ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم قام الليل كله , لأنه لم يقع فيه بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم , ابتدأ القيام من بعد العشاء أو قريباً من ذلك , بل إن قوله (قام ليلة من الليالي , فقال ... ) الظاهر أن معناه: (قام من نومه .. ) , أي نام أوله ثم قام , فهو على هذا بمعنى حديثها الآخر: (كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَيُحْيِ آخِرَهُ .. ) , أخرجه مسلم.

وإذا تبين هذا , فلا يصح حينئذ الاستدلال بالحديث على مشروعية إحياء الليل كله , كما فعل الشيخ عبد الحي اللكنوي في (إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس بدعة) , قال (ص 13):

(فدل ذلك على أن نفي عائشة قيام الليل كله محمول على غالب أوقاته صلى الله عليه وسلم).

قلت: يشير بـ (نفي عائشة) إلى حديثها الآخر: (َلَمْ يَقُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً يُتِمُّهَا حتى الصَّبَاحِ وَلَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ قَطُّ) , أخرجه مسلم , وأبوداود , واللفظ له.

قلت: فهذا نص في النفي المذكور لا يقبل التأويل , وحمله على غالب الأوقات إنما يستقيم لو كان حديث الباب صريح الدلالة على أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام تلك الليلة بتمامها , أما وهو ليس كذلك كما بينا , فالحمل المذكور مردود , ويبقى النفي المذكور سالماً من التقييد , وبالتالي تبقى دلالته على عدم مشروعية قيام الليل كله قائمة , خلافاً لما ذهب إليه الشيخ عبد الحي في كتابه المذكور , وفيه كثير من المؤخذات التي لا مجال لذكرها الآن , وإنما أقول: إن طابعه التساهل في سرد الروايات المؤيدة لوجهة نظره , من أحاديث مرفوعة , وأثار موقوفة , وحسبك مثالاً على هذا أنه ذهب إلى تحسين حديث (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) , تقليداً منه لبعض المتأخرين , دون أن ينظر في دعواهم: هل هي تطابق الحقيقة وتوافق القواعد العلمية؟ مع ما في التحسين المذكور من المخالفة لنصوص الأئمة المتقدمين , كما بينته في (الأحاديث الضعيفة 52) , فراجعه لتزداد بصيرة بما ذكرنا.

من أدب الطعام

71 - (كَانَ إِذَا قُرِّبَ إليهُ طَعَامٌ يقَولَ بِسْمِ اللَّهِ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ اللَّهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ وَأَقْنَيْتَ وَهَدَيْتَ وأحييتَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ).

أقنيت , أي: ملكت المال وغيره.

وفي هذا الحديث الشريف أن التسمية في أول الطعام بلفظ (بِسْمِ اللَّهِ) , لا زيادة فيها , وكل الأحاديث التي وردت في الباب – كهذا الحديث – ليس فيها الزيادة , ولا أعلمها وردت في حديث , فهي بدعة عند الفقهاء بمعنى البدعة , وأما المقلدون , فجوابهم معروف: (شو فيها؟).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير