2. أحسنت بارك الله فيك إذ جعلت الخلاف بين العلماء في هذه المسألة منحصراً بين القول بكراهة صيام السبت في التطوع منفرداً و بين القول بجواز صيامه منفرداً، و من المقرر في الأصول أن المجتهدين في عصر ما إذا اختلفوا على قولين فإنه لا يجوز لمن يأتي بعدهم أن يحدث قولاً ثالثاً لأن هذا يعد خرقاً للإجماع السابق على أنه لا يوجد في المسألة سوى قولين، بعبارة أخرى فإن الأمة إذا اختلفت في مسألة ما في عصر ما على قولين فلا بد أن يكون الحق في أحدهما و إلا لجاز أن تجتمع الأمة في هذا العصر على ضلال و هو محال بإخبار النبي صلى الله عليه و سلم، بناء عليه فإن إعمال ما أشرت إليه من الرد عند التنازع للكتاب و السنة يكون لمعرفة أي القولين المذكورين هو الصواب لا لإحداث قول ثالث.
3. في معرض ردك على دعوى الشذوذ نقلت عن الشيخ الألباني رحمه الله أن الجمع و التوفيق بين حديث النهي و أحاديث الإباحة ممكن بإعمال قاعدتي تقديم النهي على الإباحة و تقديم القول على الفعل، و هاتان القاعدتان أخي الكريم إنما هما من قواعد الترجيح لا من قواعد الجمع و التوفيق و لا يلجأ إلى الترجيح كما هو معلوم إلا عند تعذر الجمع و هو غير متعذر.
4. في نفس الرد ذكرت قول الشيخ رحمه الله في الصحيحة عن معارضة البعض لحديث السبت بحديث الجمعة ـ أظنه يعني حديث جورية: أصمت أمس؟ ... الحديث ـ و أنه قال أن من صام الجمعة و لم يصم الخميس و لم يكن عالماً بالنهي عن صوم السبت ففرض عليه أن يصوم السبت، و هذا يعارض ما كان ذكره رحمه الله في سلسلة الهدى و النور الشريط 380 د:29 " قلتُ آنفاً يمكن أن يقال صوم يوم الجمعة مع صوم يوم السبت مستثنى، لكن هل هذا تخريج صحيح من الناحية العلمية الأصولية؟ الجواب: لا، لأن الإذن بصوم يوم السبت مع الجمعة هو إذن وليس من باب الإيجاب ... " ثم يا أخي إني أسألك من من العلماء قبل الشيخ ناصر رحمه الله يقول بهذا القول؟ إننا نقول أنه لا سلف للشيخ ناصر رحمه الله في القول بالحرمة ـ اللهم إلا ما يفهم من كلام صديق حسن خان رحمه الله في القرن الثالث عشر!! ـ فإذا كان المتبنون لقول الشيخ ناصر رحمه الله يعجزون عن الإتيان بأحد من السلف بل و الخلف قبل القرن الثالث عشر يوافق ما ذهبوا إليه في أصل المسألة فهم عن الإتيان بسلف على هذه المسألة المتفرعة عنها أعجز، و كفى بهذا دليلاً على بطلان هذا القول، و من ثم بطلان ما رتبته عليه من جمع بين الأدلة يرد الشذوذ.
5. أما بقية كلامك ـ بارك الله فيك ـ فأحسب أنك ستجد الرد المقنع عليه في بحثي الذي ذكرت فيه
لوازم القول بحرمة صيام السبت في النفل:
1. تخطئة الأئمة الذين لم يقبلوا هذا الحديث. و نظرة متأنية ستبين لنا أن أغلبهم من علماء الحديث المتقدمين، والواحد من هؤلاء لو حكم على راو بحكم لم نستطع أن نخالفه إلا إذا وجدنا من الأئمة من خالفه، أما إن اتفقوا في الحكم على راو فليس لأحد أن يخالفهم، فما الفرق بين أن يتفقوا في الحكم على راو أو يتفقوا في الحكم على حديث؟
2. تخطئة الأئمة الذين صححوا الحديث.
فلم يقل أحد منهم بحرمة صيام السبت في النفل بل حملوا النهي على الكراهة.
3. مخالفة فهم راوي الحديث وهو فهم السلف الوحيد بين أيدينا، وكفى بهذا اللازم منفراً عن هذا القول.
4. الانفراد بقول لم يقل به أحد قبل ذلك.
5. مخالفة ما أجمعت عليه الأمة منذ عهد الصحابة وطوال أربعة عشر قرناً من عدم القول بحرمة صيام السبت في غير الفرض، و الأمة لا تجتمع على ضلالة.
6. تقديم الترجيح على التوفيق بين الأدلة التي ظاهرها التعارض، وهو خطأ.
7. الترجيح بين أحاديث غير متساوية في القوة، وهذا خطأ لمخالفته شرطاً من شروط الترجيح.
8. ترجيح حديث ليس في البخاري أو مسلم اختلف حكم الأئمة عليه اختلافاً كبيراً على الأحاديث التي فيهما وتلقتها الأمة بالقبول، وهذا مخالف لما أجمع عليه المحدثون كما ذكر أبو زهرة رحمه الله.
9. تقديم الترجيح من قبل المتن على الترجيح من قبل السند وهو خطأ أيضاً.
10. إبطال العمل بحديث صيام داود عليه السلام الذي هو أفضل الصيام عند الله عز وجل إذ سيؤول إلى صوم الأحد والثلاثاء والخميس فقط من كل أسبوع، وهذا لم يقل به أحد من المسلمين.
11. إبطال العمل بحديث صيام السبت و الأحد.
12. إبطال العمل بشطر أحاديث صيام الجمعة وهو الخاص بصوم يوم بعده.
وتجده على الرابط التالي
الإعلام بأن صوم السبت في النفل ليس بحرام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36215)
فأنا بانتظار تعليقاتك و جزاك الله خيراً
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:39 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم أبا سند غفر الله ذنبه
تريد أن تجمع بين ماذا وماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بين حديث صحيح وبين (لا شيء)
حديث انتقده كل هؤلاء الجهابذة لا يمكن الجزم بصحته ابداً
خاصة وأن المتقدمين الأعلام لم ينقل عنهم تصحيح لهذا الحديث
¥