تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الكلام حول علامة العصر و حامل لواء توحيد الاتباع فيه المحدث الإمام ناصر الدين الألباني طيب الله ثراه فقد اعتبرتُ أن إحالتي إلى ما كنتُ رددتُ به على الأخ الساحلي كافياً في الرد على تعليقك على ردي عليه، لكنك تراها غير كافية فلننظر في تعليقك على كلامي

(وأنا لن اعلق بأكثر مما علقت عليه سابقا ولا زلت عند قولي بان ردك كان للتأييد أقرب منه للتأنيب , فهل تعتبر قولك له: (لا تقل هذا عن الشيخ الألباني , وان كنت لا أستطيع أن أنكر عليك لذلك , لأنه كان لك سلف ذلك)

بداية فإن هذا الكلام بين القوسين ليس نص كلامي بل هي ألفاظك أنت، أما ردي على الأخ الساحلي فكونك تعده أقرب للتأييد فليس الأمر كذلك، و كوني أردتُ به التأنيب فليس كذلك أيضاً، أنا إنما أردتُ أن أنبه الأخ الكريم الساحلي أنه ليس لنا نحن الصغار أن نحكم على الكبار، و بينتُ له أن أقصى ما سمعتُه من كلام أهل العلم عن فقه الشيخ الألباني رحمه الله هو كلمة الشيخ ابن إبراهيم و هي أنه أثنى على الشيخ الألباني و ذكر أن لديه (بعض) ـ هكذا و ضعتُها بين قوسين دلالة على قلتها ـ الشذوذات الفقهية و قلتُ له " و فرق كبير بارك الله فيك بين هذه العبارة و عبارتك، نعم قد لا أنكر عليك إن قلتَ أن الحديث يغلب على الفقه عند الشيخ رحمه الله، أما تلك العبارة ـ لا سيما ـ إن لم يقل بها العلماء في حقه، فهذه محل نظر. "

و هو قد ذكر أنه سمع شيخه عبد القادر الأرناؤوط يصف الشيخ الألباني رحمهما الله بهذا الوصف، فهل كان الشيخ عبد القادر رحمه الله يطعن بذلك في أهل الحديث أو ينتقصهم؟ و هل سيشمل الشيخ عبد القادر رحمه الله قولك: وإلى قول أصاغر هذا الزمان: (الألباني ليس بفقيه).؟ أنا أبرئك سلفاً من ذلك.

أما إن كنتَ تريد رأيي في فقه االشيخ الألباني رحمه الله ـ و إن كنتُ أعرف أن رأيي لا يهمك ـ فأنا لا أقول أنه ليس بفقيه، لكنني أقول أن للشيخ رحمه الله تفردات فقهية لا يتابع عليها وأن القول العدل في هذا الأمر هو قول الشيخ الألباني رحمه الله عندما سئل في الشريط (438) هل يعتد بتفرد ابن حزم؟ فقال: (إن كان تفرد دون الأئمة فلا يعتد به، أما إن وافق مَنْ قبله فينظر حينئذ في المسألة من حيث الدليل)

(أما كان بوسعك أن تقول أن الشيخ ابن باز الذي هو تلميذ الشيخ محمد بن إبراهيم كان يقول ... ألا يكفيك أن يكون سلفك الشيخ العثيمين رحمه الله القائل ... فلو بقيت اعدد لك كلام العلماء في الشيخ الالباني رحمه الله تعالى لملأت لك مئات الصفحات وبدون مبالغة)

و رغم أنني لا أدعي أنني طالب علم بل أنا متطفل على مائدة طلابه ـ فضلاً عن أن أتجرأ على مزاحمة العلماء ـ إلا أنني سأتجرأ في نقل صفحة من كلامي لا كلامهم ذكرتُها في نهاية بحثي الإعلام لينظر إليها الجميع بعين الإنصاف، و من المفترض أنك قرأتها، فقد قلتُ:

رفع الملام عن الألباني الإمام

إن للشيخ الألباني رحمه الله مكانة عظيمة في قلوبنا بل وله منة علينا و على أغلب إن لم نقل كل من التزم منهج السلف الصالح في هذا العصر، فهذه كتبه و أشرطته تملأ الآفاق تحمل العلم الغزير و الدعوة الصافية الصادقة، فكم أنار الله عز وجل بكلماته الطريق للحيارى و كم أعاد بها الشاردين عن الحق إلى جادته؛ لقد كان رحمه الله و بحق حامل لواء توحيد الاتباع طوال عمره، أعني بذلك مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله فكم بذل من عمره وجهده في سبيل تبيانه وتنقيته من الشوائب، نسأل الله عز وجل أن يجزيه عن ذلك خير الجزاء ....... ولكن!

قد قيل قديماً شيخ الإسلام حبيب إلى قلوبنا لكن الحق إلينا أحب، ونحن اليوم نقولها:

الشيخ الألباني حبيب إلى قلوبنا لكن الحق إلينا أحب! فالشيخ على جلالته بشر يخطئ و يصيب، فنحن نوافقه إن أصاب ولا تمنعنا جلالته أن نخالفه إن أخطأ، بل لا بد لنا من أن نخالفه ونخالف كل من يخطئ من مشايخنا، ونحن نعلم أننا بذلك نكون قد سرنا على نهجهم وحققنا مرادهم من بعدهم.

فالذي يجد نفسه لا يخرج عن أقوال الشيخ رحمه الله أبداً، بل و يوافقه في كل ما يقول، و يعتقد أن كل ما يقول عنه الشيخ رحمه الله أنه السنة هو السنة في الحقيقة، فليراجع نفسه! لأن الشيخ غير معصوم ففي كلامه و اختياراته أخطاء لا محالة وهذه الأخطاء ليست من السنة بكل تأكيد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير