ثالثاً - لقد قمتُ سابقاً بالتعليق على نقطتين مما دار بعيداً عن أصل الموضوع لأن إحداهما كانت تتعلق بي و لأن الثانية كانت تتعلق بما رأيته خلطاً بين مصطلحي " أهل الحديث " و " المحدثين " أما باقي النقاط فلم أعلق عليها كي لا نبتعد عن أصل الموضوع و هذا يوافق ما كان الأخ الكريم أبو سند قد قاله " ثم بعد هذه الردود التي هي ليست حول موضوع بحثنا هذا , فارجوا من الإخوة الكرام أن يكون كلامنا حول النقطة المثارة للنقاش ".
و الآن آتي للرد على كلام الأخ الفاضل أبي سند:
قلتَ أخي الكريم بعد نقلك كلامي الذي فرقتُ فيه بين وصف أهل الحديث ووصف المحدثين:
(يااخى مسألة الفقهاء , والمحدثين , والأصوليين , وهذا التقسيم , ليس من عندي , ... )
لا أخالف هذا التقسيم و تعليقي كان لبيان أن لا تعارض بين كون الرجل من الفقهاء أو المحدثين أو الأصوليين و بين كونه من أهل الحديث لأن هذا المصطلح الأخير ليس خاصاً بالمحدثين بل هو أعم من ذلك.
(, أما كون العثيمين وابن باز رحمهما الله من الطائفة المنصورة وإن كانا يقولان في مسألة السبت بخلاف قول الألباني رحمه الله , فما دخل هذا في هذا , ولماذا تخلط الأمور بهذه الطريقة ,)
لستُ أخلط الأمور أخي الكريم، لكنك عندما ذكرتَ كلام العلماء في الطائفة المنصورة و بينتَ أنهم أهل الحديث و أنهم أفقه الناس ـ و هم كذلك و لا ريب ـ أيدتَ كلامك بالنقل عن اللكنوي الذي نصر به مذهب المحدثين في الفقه على مذهب الفقهاء، فهنا بدأ الخلط أخي الكريم، فإيرادك كلامه هذا كتوضيح لكون الطائفة المنصورة هم أفقه الناس لم يكن في محله لأنه يوهم حصر الطائفة المنصورة في المحدثين فقط ـ أعرف أنك ستقول لي الآن أن هذا هو فهمي أنا و أنني أحمل كلامك ما لا يحتمله، فأقول: لك ذلك، لكنني أحببتُ أن أوضح الأمر كي لا يلتبس على من فهمهم مثل فهمي ـ
(ولماذا توهم القارئ أن هذا التقسيم , قد يخرج الإمامين رحمهما الله تعالى , ولماذا توهم القارئ بأن مسألة حكم صيام يوم السبت لها علاقة بالطائفة المنصورة)
لستُ أوهم، و الجواب في النقطة السابقة
(فالناظر إلى كلام اللكنوي والذي نصه ... يعلم أن مقصوده بالعلماء هو (المحدثين و الفقهاء)، وهذا واضح)
نعم، و حيث إن العلماء الذين اختلفوا ـ في كلامه ـ هم المحدثون و الفقهاء، و حيث إن من الفريقين من هو من الطائفة المنصورة، فما وجه الاستدلال من كلامه على كون أهل الحديث هم أفقه الناس؟ بمعنى آخر إذا اختلف فقيه و محدث كلاهما من أهل الحديث أو الطائفة المنصورة في مسألة فرعية و كان رأي اللكنوي أن المحدثين في الغالب هم الموفقون للصواب في مثل هذه الخلافات فما علاقة ذلك بالحديث عن الطائفة المنصورة؟
(فعندما لا أجيبك عن سؤالك هذا , لاعتقادي أن الكلام فيه واضح)
و المطالع لكلامي في محله أو الذي نقله الأخ الكريم لن يجدني سألتُه أي سؤال حول هذه النقطة!!
(فالتقسيم موجود بين العلماء , فلا توهم القارئ عكس ذلك)
غفر الله لك، أنا لم أفعل بل سياقك النقول التي لا رابط بينها سياقاً واحداً هو الذي يوهم، و لا أقول أنت الذي توهم بل كلامك، و بين الإثنين فرق.
(ارجوا أن أكون قد اجتزت هذه النقطة ولم أهملها كما تدعي انت.)
إن عنيتَ هذه النقطة بذاتها فأنا لم أقل أنك أهملتَها لا من قريب أو بعيد، أما إن ضربتَها كمثال على عدم إهمالك للنقاط، فلا يستقيم ذلك و سوف آتيك قريباً بكثير من النقاط التي أهملتَها.
ثم نأتي للسبب الذي جعلك تأتي بالكلام عن الطائفة المنصورة، ما هو؟ إنه ردك على وصف الأخ الساحلي للشيخ الألباني أنه ليس بفقيه، و أنا سأحمل كلامه هذا على أسوأ محمل و هو أنه يطعن في الشيخ الألباني رحمه الله ـ مع أنه أنكر ذلك ـ، فهل هذا الذنبُ يخرج الأخ الساحلي من دائرة أهل الحديث؟ و هل طعن شخص ما في واحد من أهل الحديث يلزم منه الطعن فيهم أو في الطائفة المنصورة حتى نأتيه بقول العلماء عن أهل الحديث أنهم هم الطائفة المنصورة؟
إنه قد يطعن فيه لهوىً أو تعصباً لشيخه أو .. أو ... فهل يلزم من ذلك الطعن الطعن في الطائفة المنصورة؟ العدل يقتضي غير ذلك.
و هل طعنه هذا يخرجه و الحال كذلك عن كونه من أهل السنة و الجماعة حتى نبين له فضائلهم؟
¥