741 حَدَّثَنَا حُمَيدُ بنُ مَسعَدَةَ أَخبرنَا سُفيَانُ بنُ حبيبٍ عن ثَورِ بنِ يزيدَ عن خالدِ بنِ مَعدَانَ عن عَبدِ الله بنِ بُسرٍ عن أُختِهِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا تصُومُوا يومَ السَّبتِ إِلاَّ فِيمَا افتُرِضَ عَلَيكُمْ، فإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُم إِلاَّ لِحَاءَ عِنَبَةٍ أَو عُودَ شجرةٍ فليَمضُغهُ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حديثٌ حسنٌ. ومعنَى الكراهيةِ في هَذَا أَنْ يَختَصَّ الرَّجلُ يومَ السَّبتِ بصيامٍ، لأَنَّ اليهُودَ يُعَظِّمُونَ يومَ السَّبتِ. الترمذي 1\ 124
فمن المعلوم أن قول الترمذي عن الحديث إنه حسن شيء وقوله صحيح أو حس صحيح شيء آخر وهذا كلام الترمذي جاء في كتاب العلل للترمذي المطبوع مع السنن 5\ 758:
((قال أبو عيسى: وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن، فإنما اردنا حسن إسناده عندنا، كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذا ويروى من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن)).انتهى
2ـ ثم هل تحتج أنت بتحسين الترمذي ـ وهو على رأيك تصحيح ـ فلماذا ترد تحسين الترمذي لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر: السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الآخر: الثلاثاء والأربعاء والخميس) أخرجه الترمذي وحسنه
فتنقل أنت مايلي:
((قال العظيم آبادي في عون المعبود [7/ 50]: ((وقد طعن في هذا الحديث جماعة من الأئمة مالك بن أنس وابن شهاب الزهري والأوزاعي والنسائي، فلا تغتر بتحسين الترمذي وتصحيح الحاكم) انتهى.
فالحديث له علتان:
1 - الوقف.
2 - الإرسال.
فالحديث لا يصح مرفوعاً ولا موقوفاً. ولقد ضعفه للالباني رحمه الله تعالى.))
فترد هنا تحسين الترمذي وكنت قبل قد قبلته
ثم يزيد على ذلك أمراً عجيباً فأنت تستدل بتضعيف الإمام مالك والزهري و الأوزاعي والنسائي لحديث عائشة الذي يخالف مذهبك وهم أنفسهم قد ضعفوا حديث ((لا تصوموا يوم السبت))
قال مالك كذب ,قال الزهري قال الأوزاعي قال النسائي: حديث مضطرب
فبالله عليك كيف تحتج بتضعيفهم للحديث الأول ولا تلتفت إليهم في تضعيف الحديث الثاني؟!
3ـ وأما تصحيح أبي داود للحديث فلا أدري من أين جاء به الأخ أبو سند وهل مجرد إيراد أبي داود للحديث في سننه تصحيح له؟
و إلا لماذا صنف شيخك الألباني ما يسمى ((ضعيف سنن أبي داود))
ولماذا تأخذ بتصحيح أبي داود ـ إن سلمنا لك ذلك ـ ولا تأخذ بقوله: إن هذا الحديث منسوخ. هذا ما هو إلا انتقاء من أقوال أهل العلم ما يسند به حجتك وقد اطرد هذا الانتقاء في بحثك وفيما يلي مزيد بيان لهذا الانتقاء.
4ـ قولك إن الحاكم صحح الحديث ـ و ذكرك ذلك على سبيل الاحتجاج ـ لا يستقيم , فكيف تحتج بشطر كلام الحاكم ولا تتابع ما أعقب تصحيحه للحديث وهو قوله: وله معارض بإسناد صحيح وهذا نصه كما في المستدرك:
((عن عبد الله بن بسر السلمي، عن أخته الصماء:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تصوموا يوم السبت، إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغها.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه.
وله معارض بإسناد صحيح: وقد أخرجاه من حديث همام، عن قتادة، عن أبي أيوب العتكي، عن جويرية بنت الحارث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة. فقال: صمت أمس؟. قالت: لا. قال: (فتريدين أن تصومي غدا؟) الحديث.
ثم صححه الحاكم ووافقه الذهبي أيضاً
5 - وما ذكر بشأن احتجاجك بتصحيح الذهبي لحديث لا تصوموا يوم السبت فهو قد صحح الحديث المعارض له كما تقدم منذ قليل فأخذت بالأول وتركت الثاني.
6ـ وكذلك القول في احتجاجك بتصحيح ابن خزيمة للحديث فهو نفسه صحح الحديث المعارض وهو حديث أم سلمة التالي:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أَكْثرُ ما كان يَصُومُ من الأيامِ يَوْمُ السّبْتِ وَيْومُ الأحدِ. وكانَ يقُولُ: "إنهما يْوما عيدٍ للمشركين وأَنا أُريد أَنْ أُخالفهم" أَخرجهُ ابنُ خُزيْمَةَ وصححهُ.
وهذا قولك ((الوجه الاول: هذا الحديث ضعيف , وذلك لجهالة حال راويين عبدالله بن محمد بن عمر وأبيه، ولم يتابعا.
¥