قوله صلى الله عليه وسلم (حكما يصادف حكمه) أي يوافق حكم الله تعالى والمراد التوفيق للصواب في الاجتهاد وفصل الخصومات بين الناس (فأوتيه) على بناء المفعول من الإيتاء ونائب الفاعل ضمير مستتر لسليمان والضمير المنصوب لمسئوله (أن لا يأتيه) أي لا يجيئه ولا يدخله أحد (لا ينهزه) لا يحركه (أن يخرجه) من الإخراج أو الخروج والظاهر أن في الكلام اختصارا والتقدير أن لا يأتيه أحدا لا يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه وقوله أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه بدل من تمام هذا الكلام المشتمل على الاستثناء إلا أنه حذف الاستثناء لدلالة البدل عليه فليتأمل والله تعالى أعلم. شرح سنن النسائي للسندي.
من فضائل الزكاة
الصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ
+ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (َ الصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ) مسلم.
شرح الحديث
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ) الصدقة بذل المال تقرباً لله عز وجل , للأهل والفقير والمصالح العامة مثل بناء المساجد وغيرها هذا برهان , برهان على إيمان العبد وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس , والنفوس شحيحة به فإذا بذله الإنسان لله فإن الإنسان لا يبذل ما يحب إلا لما هو أحب إليه منه , ولهذا تجد أكثر الناس إيماناً بالله عز وجل وبالإخلاف تجدهم أكثرهم صدقة. شرح رياض الصالحين – العثيمين.
مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ
+ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ) مسلم.
شرح الحديث
يزيد العامة على قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ) قولهم (بل تزيد بل تزيد) , وهذه لا تصح عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وإنما الذي صح عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ).
والزيادة التي تحصل بدل الصدقة إما كمية وإما كيفية.
مثال الكمية أن الله تعالى يفتح لك باباً من الرزق ما كان في حسابك.
والكيفية أن ينزل الله لك البركة فيما بقي من مالك. شرح رياض الصالحين – العثيمين.
من فضائل الصيام
فضل الصيام
+ عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) البخاري.
شرح الحديث
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أن في الجنة بابا) قال الزين بن المنير: إنما قال في الجنة ولم يقل للجنة ليشعر بأن في الباب المذكور من النعيم والراحة في الجنة فيكون أبلغ في التشوق إليه. قلت: وقد جاء الحديث من وجه آخر بلفظ (إن للجنة ثمانية أبواب , منها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون). أخرجه هكذا الجوزقي من طريق أبي غسان عن أبي حازم , وهو للبخاري من هذا الوجه في بدء الخلق , لكن قال (في الجنة ثمانية أبواب).
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد) كرر نفي دخول غيرهم منه تأكيدا , وأما قوله (فلم يدخل) فهو معطوف على (أغلق) أي لم يدخل منه غير من دخل. فتح الباري بشرح صحيح البخاري.
فضل من صام يوماً في سبيل الله
+ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) البخاري.
شرح الحديث
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (عبد) المتعبد لله عز وجل عبودية شرعية.
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (في سبيل الله) أي: في الجهاد، وليس المراد ما يتوهمه بعضهم من أن المراد (الإخلاص).
لأن الإخلاص لا يعبر عنه بهذا التعبير بل يُقال (يبتغي به وجه الله).
¥