قوله صلى الله عليه وسلم (أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده) وفي رواية (أفضل) هذا محمول على كلام الآدمي. وإلا فالقرآن أفضل , وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق , فأما المأثور في وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل. والله أعلم. شرح صحيح مسلم النووي
فضل الحمد عقب الأكل
+ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ أَكَلَ طَعَامًا ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) حسنه الألباني.
شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (الحمد لله الذي أطعمني هذا) أي هذا الطعام (ورزقنيه من غير حول مني) أي من غير حركة وحيلة مني. . تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.
من فضائل مكارم الأخلاق
فضل الإصلاح بين الناس
+ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كُلُّ سُلَامَى مِنْ النَّاس عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ النَّاسِ صَدَقَةٌ) البخاري.
شرح الحديث
السلامى هي العظام والمفاصل , يعني كل يوم تطلع الشمس فعلى كل مفصل من مفاصلك صدقة.
قال العلماء من أهل الفقه و الحديث وعدد السلامى في الإنسان ثلاثمائة وستون عضواً أو مفصلاً , فعلى كل واحد من الناس أن يتصدق كل يوم تطلع فيه الشمس بثلاثمائة وستون صدقة , ولكن الصدقة لا تختص بالمال , بل كل ما يقرب إلى الله فهو صدقة بالمعنى العام , لأن فعله يدل على صدق صاحبه في طلب رضوان الله تعالى.
ثم بين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الصدقة فقال (تعدل بين اثنين صدقة) يعنى رجلان يتخاصمان إليك فتعدل بينهما , تحكم بينهما بالعدل وكل ما وافق الشرع فهو عدل , وكل ما خالف الشرع فهو ظلم وجور.
ومن العدل بين اثنين العدل بينهما بالصلح , لأن الحكم بين الاثنين سواء كان متطوعاً أو من قبل ولى الأمر , قد لا يتبين له وجه الصواب مع أحد الطرفين , فإذا لم يتبين له فلا سبيل له إلا بالإصلاح , فيصلح بينهما بقدر ما يستطيع.
ولا يمكن أن يكون صلح مع المشاحة , يعنى أن الإنسان إذا أراد أن يعامل أخاه بالمشادة فإنه لا يمكن الصلح كما قال تعالى (والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح) النساء 128 , يشير إلى أن الصلح ينبغي للإنسان أن يبعد فيه عن الشح , وأن لا يطالب بكامل حقه , لأنه إن طالب بكامل حقه , طالب الآخر بكامل حقه ولم يحصل بينهما صلح , بل لا بد أن يتنازل كل واحد منهم عن بعض حقه , فإذا لم يمكن الحكم بين الناس بالحق , بل اشتبه على الإنسان إما من حيث الدليل , أو من حيث حال المتخاصمين , فليس هناك إلا السعي بينهما بالصلح. شرح رياض الصالحين - العثيمين.
فضل صلة الرحم
+ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) مسلم.
شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) (ينسأ) مهموز أي يؤخر. و (الأثر) الأجل , لأنه تابع للحياة في أثرها. و (بسط الرزق) توسيعه وكثرته , وقيل: البركة فيه. وأما التأخير في الأجل ففيه سؤال مشهور , وهو أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص , (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وأجاب العلماء بأجوبة الصحيح منها أن هذه الزيادة بالبركة في عمره , والتوفيق للطاعات , وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة , وصيانتها عن الضياع في غير ذلك. والثاني أنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ , ونحو ذلك , فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه فإن وصلها زيد له أربعون , وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك , وهو من معنى قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) فبالنسبة إلى علم الله تعالى , وما سبق به قدره ولا زيادة بل هي مستحيلة ,
¥