تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 07:44 م]ـ

المقصود من هذه الكلمة عند جميع من يستعملها هو الندبة والتحسر على عدم وجود من هو مثل المعتصم (على حد زعمهم) .. ولا أظن أن أحداً يستغيث بالمعتصم في شخصه .. هذا بعيد ..

ولكن إذا فرضنا صحة القصة .. فهل مثل المعتصم المبتدع الضال الذي جلد إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل في مسألة القول بخلق القرآن حتى كان يغشى عليه من شدة الضرب ..

هل مثل هذا الزنديق يتحسر عليه وعلى غيابه ..

كم في تاريخ الأمة من الأبطال والعظماء والشجعان والمجاهدين ..

أين المعتصم من عبدالرحمن الناصر وألب أرسلان وصلاح الدين ونور الدين زنكي .. ؟

ألا يذكر الناس إلا هذا الضال؟؟؟!!

ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[01 - 01 - 09, 09:28 م]ـ


أسطورة " و معتصماه"

التاريخ لا يصلح مرجعاً في أمور الشريعة، لأن التاريخ مبني على ظن كاتبه و عاطفته، و الشريعة مبنية على يقين الوحي في الكتاب و السنة و فقه الأئمة الأولين في نصوصه. و لكن النفس البشرية (إلا ما رحم ربي) تميل إلى الباطل و يثقل عليها الحق؛ و قد استجاب أكثر خطباء و وعاظ القصص و الفكر و الحركية –في العقود الثلاثة الأخيرة – لدوعي الهوى و العاطفة من النفس، و دوافع النفث و التسويل من الشيطان؛ فحولوا أكثر دروس العلم الشرعي و حلق الذكر و خطب الجمعة إلى أساطير من كتب التاريخ يحسبها الظمآن ماء حى إذا جاءها وجدها ألواناً من السراب تبعده عن الماء و تصده عن الصراط المستقيم إليه.

و من هذه الأساطير أسطورة ألهبت حمسا الشباب و حناجرهم و عواطفهم و أضاعت شرع الله لخطبة الجمعة التي فرضها الله مرة في الأسبوع لتعليم المسلمين أحكام الإسلام و تذكيرهم بأيام الله و آلائه و أعدادهم للقائه و حسابه و جزائه.

مجمل الأسطورة: أن علجاً من الروم أهان امرأة مسلمة فصرخت: وامعتصماه؛ فحركت صرختها غيرة المعتصم و غضبه فأوطأ جيش المسلمين أرض الروم أخذا بثأر المرأة التي استنجدت به و هدف الأسطورة تقديم مثل صالح قدوة لقادة المسلمين لتعود للإسلام عزته.

قد تكون واحدة من الروايات التي يتفنن وعاظ و خطباء الفكر و القصص في نحتها و التغني بها –صحيحة، و لكن ذلك لا يجعل المعتصم تجاوز الله عنا و عنه قدوة صالحة للراعي المسلم و لا للرعية المسلمة للأسباب التالية:

1) لم يذكر المعتصم تجاوز الله عنا و عنه بالعلم الشرعي بل قالت عنه كتب الأعلام أنه كره العلم في صغره و مات شبه أمي، (انظر سيرة الأعلام للذهبي و الأعلام للزركلي).

2) غزو المعتصم في بلاد الروم و فتح عمورية – كما يذكر التاريخ – ليس من القتال في سبيل الله إذا صدق كتاب التاريخ في الرواية؛ فجيش المسلمين و أنفسهم و أموالهم لا تعرض للأخطار و الأهوال غضباً و لا من أجل الحماية و لا لإظهار الشجاعة، و إنما يكون القتال لفرض واحد: أن تكون كلمة الله هي العليا، قال الله تعالى: (و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) و قيل للرسول صلى الله عليه و على آله وسلم: الرجل يقاتل شجاعة و يقاتل حمية، و في رواية: و يقاتل غضباً، فمن في سبيل الله؟ فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم: " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" متفق عليه.

3) لوكان مجرد الغزو و الفتح مثالاً لكان يزيد تجاوز الله عنا و عنه ابن معاوية رضي الله عنه أولى منه باتخاذه قدوة؛ فهو من كبار الطبقة الأولى من التابعين و ثاني ولاة المسلمين بعد عصر الخلفاء الراشدين، عهد إليه بالولاية والده معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (أحد كبار الصحابة ورواة الحديث و استكتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، و استعمله في القيادة و الولاية أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم أجمعين) و فتح الله في عهد يزيد على المسلمين المغرب الأقصى و بخارى و خوارزم، و هو أول من غزى القسطنسطينية، و كان أمير جيش المسلمين في هذا الغزو، و من بينهم بعض الصحابة مثل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه و عنهم أجمعين، و قد صح الحديث عن فناء النبي صلى الله عليه وسلم على أول جيش يغزوها و على أميره. و لكن العلماء المحققين يقفون من أمثال يزيد و المعتصم موقفاً وسطاً فهم لا يحبونهم و لا يسبونهم تجاوز الله عمن
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير