تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرى نظر إليها من جهة الأدلة فقط دون بقية ما يُستدُّل به في المسألة وإذا تأملت كلامه وجدت أن أخذه في تلك المسألة بذلك القول يناقض أخذه في المسألة الأخرى بالقول الآخر؛ لأن هذا مبنيٌّ على قاعدة وهذا مبنيٌّ على قاعدة فيتصادم المأخذان وهذا عَيْبٌ لا شك عند الناظر في الفقه لكن لأجل ضعف العلم بالفقه والضعف في علوم الشريعة جميعاً في هذا الزمان لا يحسُّ الناس أعني الخاصَّة طلبة العلم ما يحسُّون بهذا التناقض وهذا من الضعف الذي ينبغي تداركه بالتأمل في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكيف أنه في مسألة يختار قولاً وفي مسألة أخرى يختار القول الموافق لذلك القول؟ وهذا له كلام آخر يطول.

ثامناً: المزية الثامنة من مزايا كلامه -رحمه الله- أنه يطبِّق من كلامه الفقهي ما يُسمَّى عند المجتهدين بعلم الجَمْع والفَرْق لأن المسائل مجتمعة ومتفرقة فالمسائل المجتمعة يُلْحِقُ بالمسألة المتطور فيها الحكم الذي أُعْطِيتُهُ المسألة الأخرى التي تقرر الحكم فيها بالدليل فإذا أتى المجتهد فينظر في المسألة التي اتضح دليلها أو التي اتفق العلماء عليها ونحو ذلك.

كذلك الفَرْق وهو المسائل المشتبهة صورة ولكنها تختلف حكماً هذا ممَّا اعتنى به شيخ الإسلام فلا تجد شيخ الإسلام -رحمه الله- يفرق بين المجتمعات ولا يجمع بين المفترقات في المسائل الفقهية.

هذه خصائص عامة لكلام شيخ الإسلام لابد من رعايتها والنظر فيها حتى تتنمَّى عند طالب العلم مَلكة النظر في المسائل الفقهية وحتى يتدرج في تربية نفسه علمياً في إدراك كلام أهل العلم الفقهي. والناس في هذا الزمن في هذا الأمر أعني في الفقه أخذوا فيه بثوب واسع ولكن التحقيق فيه على طريقة المتقدِّمين قليل قليل.

** الفقرة الثانية من كلامنا: إذا قرأت كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- في مسْألة من المسائل.

فأولاً: ينبغي إذا عَرَفْتَ المسألة التي ستقرأ لشيخ الإسلام فيها أن تراجع كتب المذهب الحنبلي حتى يتم تصور المسألة على الصواب. فإذا تصورت المسألة ومأْخذ المسألة وضابطها في الباب الذي وردت فيه بعد ذلك ترجع إلى كلام شيخ الإسلام وتقرأ فإذا قرأت كلام شيخ الإسلام بطوله وميَّزْت حسب تطبيق الدرس السابق في كلامه في الاستطراد وفي التأصيل والتفريغ ... إلخ تذكر الخلاصة لرأي شيخ الإسلام بعد قراءة المبحث كاملاً هذا أو الخلاصة التي [تستنتجها] لأن من كلام شيخ الإسلام ما تجد أنك لا تخلص معه برأي واضح لكن إذا نظرت وتأملت ربَّما خَلَصْتَ في مسائل كثيرة () إذا خلصت إلى هذا الرأي تراجع في المرحلة الثالثة تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية وما ذكروه من اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وأعني بهم ابن القيِّم -رحمه الله- وابن مُفْلح -رحمه الله- فإن ابن القيم كتبه مشهورة كزاد المعاد وأعلام الموقعين ... إلى آخرها وأما ابن مُفْلح فإنه يذكر كثيراً في كتابه الفروع وفي الآداب الشرعية يذكر رأي شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: "قال شيخنا". وهذا يعني أن هذه المسألة التي أوردها صاحب الفروع أنها هي قول شيخ الإسلام ابن تيمية الذي خَلَصَ إليه وعَرَفَهُ تلامذته عنه -رحمهم الله تعالى- كذلك هناك كتب خاصَّة ذكرت اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية كالاختيارات وكمختصر الفتاوى وفي الإنصاف أيضاً للمِرْداوي يذكر في كثير من المسائل اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وفي لفظ الاختيارات ما يُشعِر بأنه يختار من أقوال غيره وهذا يكفي في أنه لا يتفرَّد بقولٍ من الأقوال ثم اختار إذا قلنا اختار شيخ الإسلام يقتضي قول القائل: اختار.

أنَّ هناك أقوالاً اختار منها وهذا واقع وصحيح فإن هذه الاختيارات مبنية على معرفته وعلمه بأقوال مَنْ سبقه من أهل العلم في تلك المسائل فإنه ليس لشيخ الإسلام مسألة خرق فيها الإجماع ألبته بل ما مِنْ مسألة إلا وقد سُبق إلى القول فيها إما سبقه جمهور أو سبقه كثير أو سبقه قلة، المهم أنه لا يخترع المسائل وإنَّما يتابع مَنْ قبله ولا يتفرد في المسألة بقولٍ لم يُسبق إليه بعد ذلك تأتي إلى مُراجعة الكلام مرة أخرى حتى يتفق لك مع خلاصة الرأي الذي أورده ابن القيِّم وابن مُفْلح وصاحب الاختبارات يتفق لك مراد شيخ الإسلام فتبدأ من البداية، هذه هي آخر مرحلة وأنت تتصور الحكم الذي خَلَصٍَ إليه شيخ الإسلام ابن تيمية. بعد ذلك إذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير