تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 06:56 ص]ـ

قال الإمام القيم ابن القيم - نور الله ضريحه -:

(من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان،

ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز،

ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام،

ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة،

ومنه من يعرفه بالعزة والكبرياء،

ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف،

ومنهم من يعرفه بالقهر والملك،

ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته،

وأعم هؤلاء معرفة من عرفه من كلامه؛ فإنه يعرف ربًا قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن المثال، برئ من النقائص والعيوب، له كل اسم حسن، وكل وصف كمال، فعال لما يريد، فوق كل شيء، ومع كل شيء، وقادر على كل شيء، ومقيم لكل شيء، آمر ناه، متكلم بكلماته الدينية والكونية، أكبر من كل شيء، وأجمل من كل شيء،

أرحم الراحمين، وأقدر القادرين، وأحكم الحاكمين،

فالقرآن أنزل لتعريف عباده به، وبصراطه الموصل إليه، وبحال السالكين بعد الوصول إليه) ا. هـ

" الفوائد" (صـ:180).

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 06:57 ص]ـ

قال ابن القيم - رحمه الله -:

( ...

فإن تزكية النفوس مسلم إلى الرسل، وإنما بعثهم الله لهذه التزكية، وولاهم إياها، وجعلها على أيديهم دعوة وتعليما وبيانا وإرشادا، لا خلقا ولا إلهاما، فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم.

قال الله - تعالى -: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين} (الجمعة: 2).

وقال - تعالى -: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُون * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُون} (البقرة: 151، 152)

وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد، فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة التي لم يجىء بها الرسل = فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟!

فالرسل أطباء القلوب؛ فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم، وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد، والتسليم لهم، والله المستعان)

ا. هـ مدارج السالكين

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 06:59 ص]ـ

وقال – رحمه الله وطيب ثراه – في معرض الكلام عن العلم بالله - جل وعلا -:

(وإياك أن تظن أن بمجرد علم هذا الشأن قد صرت من أهله، هيهات ما أظهر الفرق بين العلم بوجوه الغنى وهو فقير، وبين الغني بالفعل، وبين العالم بأسباب الصحة وحدودها وهو سقيم، وبين الصحيح بالفعل، فاسمع الآن وصف القوم، وأحضر ذهنك لشأنهم العجيب، وخرهم الجليل، فإن وجدت من نفسك حركة وهمة إلى التشبه بهم، فاحمد الله، وادخل فالطريق واضح والباب مفتوح،

إذا أعجبتك خصال امرىء * فكنه تكن مثل ما يعجبك

فليس على الجود والمكرما * ت إذا جئتها حاجب يحجبك

فنبأ القوم عجيب، وأمرهم خفي إلا على من له مشاركة مع القوم، فإنه يطلع من حالهم على ما يريه إياه القدر المشترك، وجملة أمرهم أنهم قوم قد امتلأت قلوبهم من معرفة الله، وغمرت بمحبته، وخشيته، وإجلاله، ومراقبته؛ فسرت المحبة في أجزائهم؛ فلم يبق فليها عرق ولا مفصل إلا وقد دخله الحب، قد أنساهم حبه ذكر غيره، وأوحشهم أنسهم به ممن سواه، قد فنا بحبه عن حب من سواه، وبذكره عن ذكر من سواه، وبخوفه، ورجائه، والرغبة إليه، والرهبة منه، والتوكل عليه، والإنابة إليه، والسكون إليه، والتذلل، والانكسار بين يديه عن تعلق ذلك منهم بغيره.

فإذا وضع أحدهم جنبه على مضجعه؛ صعدت أنفاسه إلى إلهه ومولاه، واجتمع همه عليه متذكرًا صفاته العلى وأسماءه الحسنى،

ومشاهدًا له في اسمائه وصفاته قد تجلت على قلبه أنوارها؛ فانصبغ قلبه بمعرفته ومحبته، فبات جسمه في فراشه يتجافى عن مضجعه، وقلبه قد أوى إلى مولاه وحبيبه؛ فآواه إليه وأسجده بين يديه خاضعًا خاشعًا ذليلاً منكسرًا من كل جهة من جهاته، فيا لها سجدة ما أشرفها من سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير