• تارةً يكون الله قد قدَّر السبب ولم يقدِّر المسبَّب, وتارةً يكون الله قد قدَّر المسبَّب ولم يقدِّر السبب, وتارةً يكون الله قد قدَّر السبب والمسبَّب جميعاً.
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[11 - 08 - 07, 03:54 م]ـ
• العباد لهم مشيئة, لقوله تعالى (لمن شاء منكم أن يستقيم) , لكنها مقيدة بمشيئة الرب جل وعلا, لقوله تعالى (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين).
• ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن, وأما العبد فقد يشاء ما لا يكون, كحال العاجز, وقد يكون ما لا يشاء, كحال المكره.
• الهداية المتعلقة بالمكلفين المضافة إلى الله على نوعين:
1. هداية عامة للمؤمنين والكفار, وهي هداية الدلالة والبيان لسبيل الخير وسبيل الشر, وهذه الهداية قد جعلها الله للرسل أيضاً.
2. هداية خاصة, وهي التوفيق لقبول الحق وإلهام الرشد وشرح الصدر, وهذه الهداية لا يملكها إلا الله.
• أنكرت المعتزلة هداية التوفيق, لأن عندهم أن الله لا يقدر على هداية أحد وجعله مؤمناً, وإنما أثبتوا الهداية العامة هداية الدلالة والإرشاد. وقالوا إن معنى (يضل من يشاء ويهدي من يشاء) يحكم بالهداية أو الضلال, يعني من اهتدى حكم له بالهداية, ومن ضل حكم له بالضلال, أو سماه ضالاً, وأما أنه يجعل هذا ضالاً وهذا مهتدياً فلا, لأنهم أخرجوا أفعال العباد عن مشيئة الرب وعن قدرته, تعالى الله عن قول الظالمين والمفترين علواً كبيراً.
• الجبرية لا يكفرون بالشرع ولا يكذِّبون كتكذيب المشركين, وقد ينتهي الأمر ببعضهم إلى الكفر, كملاحدة الصوفية القائلين إن أفعال العباد كلها طاعات, وبعضهم يكون قوله بالجبر نظرياً وليس عملياً, فلا يعرض عن الشرع كإعراض المشركين, فهم متفاوتون.
• معنى قوله عليه الصلاة والسلام (قدر الله مقادير الخلق) أي كتابة المقادير.
• الدعاء هو أعظم الأسباب في دفع ما قد يقع من الأخطار والأضرار, والأسباب التي تدفع ذلك كثيرة, فالبرد يُدفَع بالأسباب الوقائية, والحر يُدفَع بالأسباب الوقائية, والدافع والمدفوع كله مقدر.
• قول إن الإنسان مسير أو مخير قولٌ محدث, ليس من تعبير السلف, وهو كلام مجمل, فإن كان المراد بـ (مسير) أنه مسير ومدبر بتقدير فهذا صحيح, وإن كان المراد به أنه ليس له اختيار وأنه كالريشة في مهب الريح فهذا باطل, وإن كان المراد بـ (مخير) أنه يتصرف باختيار ومشيئة فهذا صحيح, وإن كان المراد به أنه يتصرف لا بمشيئة الله فهذا باطل, وهو مذهب المعتزلة.
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[11 - 08 - 07, 10:29 م]ـ
• أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم أعلام وصفات, وليست أعلاماً محضة.
• محمد مشتق من (حُمِّد) , وهو أبلغ من (حُمِد) , وسمي بذلك لكثرة محامده وكثرة حامديه.
• الفرق المشهور بين النبي والرسول: النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه, والرسول من أوحي إليه بشرع وأُمِر بتبليغه, وكأن هذا التفريق مستوحىً من لفظتي النبي والرسول ليس إلا, فإن لفظ النبي لا يُشعِر بالتبليغ, فهو منبأ فقط, وأما لفظ الرسول فإنه يُشعِر بالتبليغ. وهذا التعريف غير مستقيم, وتعريفهم للنبي فيه ملاحظتان:
1. كونه أوحي إليه بشرع يدل على أنه يكون على شريعة يستقل بها.
2. كونه لم يؤمر بتبليغه وأنه مكلف بنفسه كأنه يدل على أن الشريعة التي أوحي بها مختصة به, يعني يتدين بدين يخصه.
فهذا التعريف يدل على أن النبي لا يدعو أحداً ولا يأمر ولا ينهى, وهذا خلاف ما وصف الله به الأنبياء, كأنبياء بني إسرائيل, قال تعالى عن التوراة (يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا) , فهم يحكمون بالتوراة, وكانوا يسوسون الناس كما جاء في الحديث.
• الصواب أن كل نبي رسول, يعني هو مأمور بالتبليغ, لكن الإرسال على نوعين:
1. الإرسال إلى قوم مؤمنين, بتعليمهم وإفتاءهم والحكم بينهم.
2. الإرسال إلى قوم كفار مكذبين.
وبهذا يحصل التفريق بين النبي والرسول, فالنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين, والرسول من أرسل إلى قوم كفار مكذبين. قال الله تعالى (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) فأثبت الإرسال للنبي أيضاً, وسمى الله أنبياء بني إسرائيل رسلاً كما في قوله تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل) وكما في قوله (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم).
• المعتزلة يرون أن النبوة لا تثبت إلا بالمعجزات والخوارق, وهذا باطل, فالنبوة تثبت بأدلة كثيرة, منها المعجزات, ومنها حال المدعي للنبوة, ومنها حال ما جاء به وما يدعو إليه, وجاء في الحديث قول خديجة (كلا والله لا يخزيك الله أبداً, إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق) فاستدلت على صدقه وحفظ الله له ووقايته من شر الشيطان بما هو عليه من الفضائل العظيمة. ومما احتُج به على نبوته في القرآن أنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يعيش بين قومه ولم يُعهَد منه الكذب, كما قال الله جل وعلا على لسان رسوله (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون) , واستدل هرقل على نبوته عليه الصلاة والسلام بما تضمنه جواب المسائل التي سأل عنها أبا سفيان ومن معه. ومن الأدلة على نبوته أنه جاء بهذا الكتاب العظيم وهو لا يكتب ولا يقرأ, قال تعالى (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون).
¥