3. الصواب: دوام الحوادث في المستقبل والماضي ممكن, فإذا كان الرب لم يزل على كل شيء قدير فإن الفعل لم يزل ممكناً, ومن يقول إنه لم يخلق في الأزل فعليه الدليل, والشيء الذي نقطع ببطلانه قول من يقول بامتناع دوام الحوادث في الماضي, وإذا قيل إنه ممكن فلأن الله فعال لما يريد, وينبغي أن نعلم أن هذا لا يستلزم محذوراً كما ظنه الضالون والجاهلون, لأنه على تقدير دوام الحوادث فمعناه أن كل مخلوق مسبوق بعدم نفسه, فالله تعالى متقدم على كل شيء, مهما يفرض من مخلوقات متسلسلة فالله تعالى متقدم عليها, وكل مخلوق محدث.
• يجب أن تؤمن أيها المسلم بأن الله لم يزل على كل شيء قدير, ولم يزل فعالاً لما يريد, فتؤمن بأن الله لم تحدث له قدرة بعد أن لم يكن قادراً ولم يحدث له فعل بعد أن لم يكن فعالاً, بل الله لم يزل فعالاً لما يريد ولم يزل على كل شيء قدير. وإذا آمنت بهذا كفى, سواء فهمت المسألة أو لم تفهمها.
• هذه فطرة المسلمين, ولا يتكلمون في مسألة التسلسل, لكن ألجأ إلى الكلام في ذلك أهل البدع.
• قول الطحاوي (ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق) يفهم منه منع تسلسل الحوادث في الماضي وأن لجنس المخلوقات بداية, لكن هل يقول إن دوام الحوادث ممتنع؟ أو يقول إنه ممكن لكنه غير واقع؟ فيه احتمال, والمنكر هو القول بامتناع الدوام.
• قوله عليه الصلاة والسلام (أول ما خلق الله القلم): على الرواية المرجحة (إن أولَ ما خلق الله القلم) ليس في ذلك تعرض لأول المخلوقات مطلقاً, إنما هو إخبار عن أن الله قال للقلم اكتب في أول خلقه للقلم, ولا أذكر أحداً من الأئمة المتقدمين قد تكلم عن أول المخلوقات, وإنما اختلفوا في العرش والقلم أيهما أول؟ والحق أن العرش هو الأول لأنه وقت التقدير والكتابة كان موجوداً لقوله عليه الصلاة والسلام (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء) , والكتابة كانت في أول خلق القلم.
• الخلق يأتي بمعنى التقدير, ويأتي بمعنى الإيجاد.
• لا يتوقف وصف الله سبحانه وتعالى بالربوبية أوالخالقية على وجود مربوب أومخلوق.
• الكاف في قوله تعالى (ليس كمثله شيء) زائدة أو صلة للتوكيد, والمعنى (ليس شيءٌ مثله).
• من صفات الكمال للمخلوق ما هو مشوبٌ بنقص, وكل كمال ثبت للمخلوق لا نقص فيه فالخالق أولى به, وهذا يُفَسَّر به المثل الأعلى, وهو الوصف الأكمل, لكن لا نجد صفة كمالٍ نثبتها بهذا الطريق, بل هذه قاعدة عقلية, وكل صفات الكمال إنما طريق علمنا بها السمع, وبعضها طريق العلم بها السمع والعقل.
• وحدة الوجود: يعني الوجود واحد, وليس هناك خالق ومخلوق, فهو اعتقاد أن وجود الخالق هو عين وجود المخلوقات, فالله تعالى عن قولهم علواً كبيراً هو كل شيء, وهذا مذهب لعين مغرق في الكفر والإلحاد.
• قول (والله على ما يشاء قدير) فيه خلاف, وينبغي تركه, بل يقال (والله على كل شيء قدير).
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 10:31 م]ـ
• الخلق يستلزم العلم, قال الله تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
• توجيه ما جاء في القرآن مما قد يُفهَم منه تجدد العلم كقوله تعالى (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول) وغير ذلك من الآيات: هذا علم للشيء موجوداً, ولهذا يعبر بعضهم عن هذا بعلم الظهور وعلم الوجود, فالله تعالى قبل أن يخلق الخلق يعلم أحوال الخلق, يعلم أن ذلك سيكون, فإذا وُجِد عَلِمَه موجوداً.
• مقتضى عدل الله وحكمته أن الثواب والعقاب مرتب على ما يوجد بالفعل, فهو لا يثيب ولا يعاقب بموجَب علمه قبل خلقهم.
• الأجل يُطلَق على نهاية المدة المقدرة, أو على نفس المدة المقدرة كلها.
• عند أهل السنة أن المقتول مات بأجله, خلافاً للمعتزلة القائلين إن القاتل قطع على المقتول أجله. والآجال جعل الله لانقضائها أسباباً منها القتل.
• الآجال والأعمار مقدرة, لكن دلت النصوص على أن لطول العمر وقصره أسباباً كونية وأسباباً شرعية, ومن الأسباب الشرعية بر الوالدين وصلة الرحم, والتحقيق أن هذا لا ينافي القدر, فلا يقال إن هذا سبق في علم الله وكتابه أن عمره ثمانون سنة ثم يحصل أنه يبر بوالديه فيُمَدَّد له فوق الثمانين, بل هذا الذي بر بوالديه قد سبق في علم الله وفي كتابه أنه يطول عمره بهذا الفعل.
¥