تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نعم ... إنَّها وساوس لم تكن تفارقنا في تلك الرحلة الدعويَّة،وأعترف أنَّنا كنَّا جميعاً نشعر بذلك، حتَّى إنَّ أهل تلك المناطق حدَّثونا أنَّ شباباً ودعاة من طلبة العلم أتوا إليهم لكي يعلِّموهم، لكنَّهم لم يصبروا أكثر من يومين أو ثلاثة أيَّام.

• نصائح مرعيَّة، وتوجيهات هامَّة لمبتغي السياحة الدعوية:

تحت هذا العنوان أحبُّ أن أسطر عدداً من النصائح والتوجيهات لعلَّها تفيد أهل العزائم والهمم، للسير على طريق الرحلات الدعويَّة، وإفادة أهل تلك المناطق النائية في بلادنا:

1ـ أحبِّذ أن تكون الرحلة إلى تلك المناطق تحت إشراف المكاتب التعاونيَّة للدعوة والإرشاد القريبة والمتاخمة لتلك المناطق النائية، والتنسيق مع أصحابها؛ لأنَّ الإخوة في تلك المكاتب سيفيدون الدعاة وطلبة العلم بحقائق تلك المناطق، ويُسْدُون إليهم نصائح طيِّبة في التعامل مع أولئك الجهَّال بدينهم، وتعريفهم بطبائعهم وعاداتهم وتقاليدهم، حتَّى لا يصطدم الدعاة بواقع لم يكونوا يعرفونه عن أهل تلك المناطق.

2ـ أظن أنَّ عدداً قليلاً من الأيام مفيد في تعليم أولئك القوم أساسيَّات من أمور دينهم، ولكنِّي أرى أن عشرة أيام مناسبة لتعليمهم بعضاً مما ينبغي لكلِّ مسلم معرفته، وهي بإذن الله مفيدة لهم في تعليمهم وتعريفهم بحقائق الإسلام التي لا بدَّ من معرفتها.

3ـ أقترح أن ينقسم الدعاة والموجِّهون لأهالي تلك المناطق إلى ثلاثة أقسام:

قسم: يعلِّم الشيوخ الكبار المسنِّين، وهؤلاء لا يصلح لهم ـ حقيقة ـ إلاَّ طالب علم صبور طويل البال، هادئ الطباع، يتحمَّل بعض انتقاداتهم، وقلَّة إدراكهم.

والقسم الآخر: يعلِّم الشباب، وهؤلاء يحتاجون للرجل المرح المقتدر، قوي الشخصيَّة، مع إمكانيَّة التوجيه التربوي.

والقسم الثالث: يعلِّم البراعم الصغار والفتيان الأحداث، ويُلْمس في هؤلاء من خلال التجربة والاحتكاك معهم قوَّة إدراكهم، وحدَّة أذهانهم، وسرعة تجاوبهم، وأحبِّذ تدعيم التعليم لهؤلاء بالقصص الحقيقيَّة الواقعيَّة عن براعم الصحابة والتابعين والسلف الصالح.

4ـ تحذير هؤلاء السُّكان من التلوُّث بشوائب الشرك بالله، والحق أقول: إنَّه يوجد من بينهم من الشرك الأكبر كالذبح لغير الله، والاستغاثة بغيره ـ سبحانه وتعالى ـ وأمَّا الشرك الأصغر فحدِّث ولا حرج من الحلف بغير الله، وتعليق التمائم والقلائد والحروز الشركيَّة وإن كان كثير منهم لا يعتقد بها نفعاً ولا ضراً، ولكنَّه يجعلها سبباً من الأسباب النافعة أو الضارة، وهذا كما لا يخفى خلل في الاعتقاد، وحين طلبنا من بعضهم أن يخلعوها، وبيَّنا لهم خطورة ذلك، كانوا يستنكرون ما نقوله لهم،ويخشون إن هم خلعوها أن يحصل لهم ضرر وخطر في أنفسهم وأبدانهم، ومن المنكرات لديهم رفع القبور والبناء عليها والكتابة عليها وهذا كلُّه أمر نهت عنه الشريعة الإسلاميَّة.

5ـ التركيز على أنَّهم إذا اختلفوا فإنَّ عليهم أن يرجعوا في التحاكم إلى الله، ويحكِّموا الشرع فيما بينهم، فقد يكون شيخ قبيلتهم يحكم بأحكام جائرة مضادة للشرع الإسلامي بحسب عاداتهم ومراسيمهم وتقاليدهم، وقد يكون شيخ قبيلتهم هو أجهلهم بالشرع، وأكثرهم كبراً وأنفة عن سماع العلم الشرعي، فلا بدَّ من تألُّفه بالتعامل الحسن، والصبر على الجفاء الحاصل منه، وإهداء الهدايا إليه، لتأليف قلبه، فبصلاحه يستطيع أن يؤثِّر على من تحت يده من عشيرته أو قبيلته.

6ـ من الجيِّد أنَّه إذا وجد الدعاة أحد شبابهم أو بعضاً منهم نابهين وأذكياء، أن يوجِّهوهم للخروج للتعلم إلى أقرب مدينة لديهم على يد الشيوخ وطلبة العلم أو في الجامعات، لعلَّهم يفيدون أهلهم وأقاربهم.

7 ـ من المهم تحفيز هؤلاء القوم على الاهتمام بتعليم نسائهم كلَّ ما تعلَّموه،ومتابعتهم في ذلك، فالجهل في النساء أفظع وأكثر، وهذا يحتاج لخطَّة أخرى، فيُحتاج للمحتسبات الداعيات، إلاَّ أنَّ هذا الأمر لا بدَّ أن يدرس مع المكاتب التعاونيَّة؛ لتهيئة سكن خاص بتلك الداعيات المحتسبات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير