[ما حكم الدعاء ب: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم]
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[29 - 09 - 07, 07:14 ص]ـ
فإنه يلاحظ دعاء بعض الأئمة بها في قنوت رمضان:
وتأمل هذا الحديث قبل أن تجيب:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني} الآية [إبراهيم / 36] وقال عيسى عليه السلام {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة / 118] فرفع يديه وقال - اللهم أمتي أمتي - وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال - وهو أعلم - فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك. رواه مسلم (202).
كما تأمل سبب الدعاء من عيسى ابن مريم
وتأمل كذلك تذييل الدعاء ب: إنك أنت العزيز الحكيم
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[29 - 09 - 07, 03:09 م]ـ
يقول الطبري في تفسيره: (ج 11 / ص 240):
القول في تأويل قوله: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)}
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إنْ تعذب هؤلاء الذين قالوا هذه المقالة، بإماتتك إياهم عليها ="فإنهم عبادك"، مستسلمون لك، لا يمتنعون مما أردت بهم، ولا يدفعون عن أنفسهم ضرًّا ولا أمرًا تنالهم به ="وإن تغفر لهم"، بهدايتك إياهم إلى التوبة منها، فتستر عليهم ="فإنك أنت العزيز"، في انتقامه ممن أراد الانتقام منه، لا يقدر أحدٌ يدفعه عنه ="الحكيم"، في هدايته من هدى من خلقه إلى التوبة، وتوفيقه من وفَّق منهم لسبيل النجاة من العقاب، كالذي:-
13037 - حثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي في قوله:"إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم"، فتخرجهم من النصرانية، وتهديهم إلى الإسلام ="فإنك أنت العزيز الحكيم". وهذا قول عيسى في الدنيا.
13038 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:"إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"، قال: والله ما كانوا طعَّانين ولا لعَّانين.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[29 - 09 - 07, 03:14 م]ـ
وقال البغوي في تفسيره: (ج 3 / ص 122)
قوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
فإن قيل: كيف طلب المغفرة لهم وهم كفار؟
وكيف قال: وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم، وهذا لا يليق بسؤال المغفرة؟
قيل: أما الأول فمعناه إن تعذبهم بإقامتهم على كفرهم وإن تغفر لهم بعد الإيمان وهذا يستقيم على قول السدي: إن هذا السؤال قبل يوم القيامة لأن الإيمان لا ينفع في القيامة.
وقيل: هذا في فريقين منهم، معناه: إن تعذب من كفر منهم وإن تغفر لمن آمن منهم.
وقيل: ليس هذا على وجه طلب المغفرة ولو كان كذلك لقال: فإنك أنت الغفور الرحيم، ولكنه على تسليم الأمر وتفويضه إلى مراده.
وأما السؤال الثاني: فكان ابن مسعود رضي الله عنه يقرأ وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم، وكذلك هو في مصحفه، وأما على القراءة المعروفة قيل فيه تقديم وتأخير تقديره: إن تغفر لهم فإنهم عبادك وإن تعذبهم فإنك أنت العزيز الحكيم.
وقيل: معناه إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز في الملك الحكيم في القضاء لا ينقص من عزك شيء، ولا يخرج من حكمك شيء، ويدخل في حكمته ومغفرته وسعة رحمته ومغفرته الكفار، لكنه أخبر أنه لا يغفر وهو لا يخلف خبره.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[29 - 09 - 07, 03:38 م]ـ
المسألة تحتاج بحث
ولعل تخريج حكم الدعاء بهذه الآية ينبني على مقدمات:
مقام عيسى بن مريم حين دعا بهذا الدعاء، هل هو في سماء الدنيا حينما رفع، او أنه يوم القيامة، وهذا مهم من جهة أنه إذا كان حين رفع إلى السماء الدنيا فإنه يندفع الإشكال الوارد كيف يدعو لهم وهم كفار، فإنه حينئذ يكون على وجه التوبة لهم قبل أن يموتوا.
سبب قوله: " إنك أنت العزيز الحكيم" وإعراضه عن "الغفور الرحيم" وهو الدعاء المناسب للمغفرة، فقيل: لأن المقام مقام تبري منهم، لاسيما وأن سؤال الله له عن أمرهم بعبادته وأمه مشعر بأن من قومه من قال بذلك فكان إيذانا بعذابهم.
وأخيرا: فإن تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية هل كان على وجه التلاوة فقط مع التفكر في دعاء عيسى بن مريم على قومه.
أم كان على وجه الدعاء؟
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[29 - 09 - 07, 05:57 م]ـ
ويبدو أن تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للآية لم يكن على وجه الدعاء
تأمل في رواية مسلم:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني} الآية [إبراهيم / 36] وقال عيسى عليه السلام {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة / 118]
فرفع يديه وقال - اللهم أمتي أمتي - وبكى ....
فالظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا الآيتين ثم بعد ذلك ذلك رفع يديه ودعا كما هو منطوق النص.
إذا كنتيجة أولية:
أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للآية لم يكن على جهة الدعاء.
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتابع عيسى بن مريم في دعائه بل دعا لأمته فأرسل الله إليه جبريل يخبره أنه سيرضيه في أمته ولا يسؤوه.
¥