[فضائل العشر الأواخر]
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[04 - 10 - 07, 10:28 م]ـ
للعشر الأواخر من رمضان مكانة خاصة في الإسلام حرص عليها الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قياما واعتكافا، وحرص عليها الصحابة والتابعون تبعا لهم.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره) رواه البخاري ومسلم
تحري ليلة القدر في العشر
ففي صحيح مسلم من أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ (والقبة: الخيمة وكلّ بنيان مدوّر) عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ قَالَ فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوْا مِنْهُ فَقَالَ إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ قَالَ وَإِنِّي أُرْيْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِمَا الطِّينُ وَالْمَاءُ وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ. صحيح مسلم
وتحريهافي أوتار العشر ثابت أيضا، لحديث عائشة أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) رواه البخاري.
وليلة القدر في السبع الأواخر أشهر، كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه أن رجالا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر) رواه البخاري ومسلم.
وقد أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد المومنون في طلبها، ويجدّوا في العبادة، كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها.
من وافقها مادا يقول؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: قولي: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني) رواه الإمام أحمد، والترمذي (3513)، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح.
الأعتكاف
جعل الله الاعتكاف في ليلة القدر من خصائص هده الامة
والاعتكاف اصطلاحالزوم المسجد لطاعة الله تعالى، وقد كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعتكف هذه العشر كما روى البخاري أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.
القيام
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه) [أخرجه البخاري ومسلم].
ولقد كان قيام الليل دأب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه. قالت عائشة: رضي الله عنها: (لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً.
وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم: الصلاة، الصلاة .. ويتلو هذه الآية: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) [طه الآية 132].
وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية: (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) [الزمر الآية 9]
وعن علقمة بن قيس قال: بت مع عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في المسجد يرتل ولا يرجع يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر.
البكاء عند تلاوة القرآن أو سماعة:
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي. فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) قال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تذرفان).
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت (أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلج النار من بكى من خشية الله).
الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس:
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة). أخرجه الترمذي.
¥