تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[موقف الإسلام من الرقية]

ـ[أبو ياسر المغربي]ــــــــ[21 - 09 - 07, 07:06 ص]ـ

أيها الإخوة الأماجد السلام عليكم ورحمة الله هذه صفحات من كتابي الرقية بين الخرافة والوهم أطرحها للتعليق والاستدراك والفائدة طبعا:

[موقف الإسلام من الرقية]

بمجيء الإسلام كان هناك كمّ غزير من الرقى والتعاويذ. وكانت حصيلة الاجتهاد في الأسباب الدوائية، ركام من المعادن والألوان والنجاسات ومتفرقات أخرى ... لا يوحد بينها سوى الشرك في العقيدة، والخرافة في العقل. لكن الإسلام بدا في تعامله معها، مهيمنا عليها. فأبطل ذلك التلازم الثلاثي ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)) في مفهوم الرقية وموضوعها، وبصدر ذي سعة استعرض رقى الجاهلية، ولم يضق أبدا بالتفصيل فيما يجوز وما لا يجوز منها.

لقد أبقى الإسلام بابه مفتوحا لكل ما هو رقية صحيحة، وإن كانت من الجاهلية، على اعتبار أنها خلاصة تجربة إنسانية متراكمة لا يمكن تجاهلها وإلغاء الفائدة التي تحتها. فذلك يناقض أهم مقاصد الإسلام في حفظ النفس والعقل والصحة العامة. ويمكن أن نلخص الموقف غير المسبوق للإسلام تجاه الرقية، في بضعة مبادئ عامة، تتحد جميعها في إبراز أهمية الرقية، وتشجيع المسلمين على الاهتمام بهذا الفن من التداوي. يدل على ذلك أن بعض الرقاة تركوا الرقية بعد إسلامهم، لكن النبي r أمرهم بمواصلة الرقية إذ لا تعارض بين الأمرين. بل إن فيه تعطيلا لمصلحة متحققة، يؤيد هذا ما حصل بين النبي r والشفاء بنت عبد الله. فقد ورد (أن رجلا من الأنصار، خرجت به نَمْلة. فدُلّ على أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة، فجاءها فسألها أن ترقيه فقالت: والله ما رقيت منذ أسلمت. فذهب الأنصاري إلى النبي r فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله r الشفاء فقال r : « اعرضي علي» فأعرضتها عليه فقال r : « ارقيه، وعلميها حفصة كما علمتيها الكتاب») ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)) .

ومثله حديث عبادة بن الصامت t قال: (كنت أرقي من حمة العين في الجاهلية فلما أسلمت ذكرتها لرسول الله r فقال: «اعرضها علي» فعرضتها عليه فقال: «ارق بها فلا بأس بها» قال عبادة: ولولا ذلك ما رقيت بها إنسانا أبدا) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)) .

وبالنظر إلى الأحاديث النبوية، نجد أن بعض الرقاة قد يشتهرون برقى معينة يعرفون بها وتنسب إليهم ثم يقصدون لأجل ذلك. لأن التخصص في شأن واحد سبب في النبوغ والمهارة فيه، كما برع آل عمرو بن حزم في رقية الحية أو العقرب، ونبغت الشفاء بنت عبد الله في رقية النملة. وهذا التخصص هو أحد ملامح الرقية في الجاهلية، إذ ورد ذكرها مقرونة بآفات محددة، ومنسوبة إلى أشخاص معينين.

كيف إذن عالج الإسلام قضية الرقى؟ كيف نظر إلى هذا الجانب من المعرفة الذي انطوى على تجارب طبية مفيدة؟. الجواب نقرأه من خلال عدة (مبادئ عملية) نعتبرها مداخل منهجية إلى رصد موقع الرقية الرفيع في الإسلام.

1 – مبدأ الإقرار:

أقر النبي r العلاج بالرقى والتعاويذ وصح عنه أن هذه من الأدوية المباحة التي تعالج أدواء مخصوصة. ورد ذلك في أحاديث منها قول عائشة: «أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ r - أَوْ أَمَرَ- أَنْ يُسْتَرْقَى مِنْ الْعَيْنِ» ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4)) . ومنها قوله r : « لا رقية إلا من عين أو حُمة» ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5)) وبهذا الإقرار النبوي، اكتسبت الرقية وصفها الشرعي، وهو الذي أبقى الباب مفتوحا أمام جملة من التجارب الدوائية الناجحة.

هذا الإقرار سبقه حكم عام على الرقى بأنها شرك. يفهم منه أنها ممنوعة إطلاقا. وذلك - ربما - لحداثة العهد بالتعليق والجاهلية، ولَمّا يتمكن التوحيد من النفوس، أو للاعتقاد الشائع بأن الرقية تنفع بذاتها مما يفسر ورود بعض الأحاديث نافية التوكل عمن يعتقد هذا الأمر: «لَمْ يَتَوَكَّلْ مَنْ اسْتَرْقَى» ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)) .

2 - مبدأ العرض:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير