تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[" المصلحة الشرعية؛ ضوابط أصولية؟؟ أم نزوات وأهواء نفوس!!! "]

ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[24 - 10 - 07, 01:06 ص]ـ

" بسم الله الرحمن الرحيم "

[" المصلحة الشرعية؛ ضوابط أصولية؟؟ أم نزوات وأهواء نفوس!!! "]

http://bawady.maktoobblog.com/550560/%22_%C7%E1%E3%D5%E1%CD%C9_%C7%E1%D4%D1%DA%ED%C9_%B A_%D6%E6%C7%C8%D8_%C3%D5%E6%E1%ED%C9_%BF%BF_%C3%E3 _%E4%D2%E6%C7%CA_%E6%C3%E5%E6%C7%C1_%E4%DD%E6%D3_% 21%21%21_%22

بقلم / أحمد بوادي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعين

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد:

إن المقصد من التشريع الإسلامي هو تحقيق مصالح العباد الدنيوية والأخروية من جلب النفع لهم ودفع الضرر عنهم، متمثلا في حفظ ضرورياتهم، وحاجياتهم وتحسيناتهم

قال الغزالي في المستصفى:

المصلحة عبارة في الأصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة وهذه مقاصد للخلق لكننا نعني بالمصلحة:

المحافظة على مقصود الشرع من الخلق وهو خمسة: أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة، ودفعها مفسدة. انتهى

والشرع الإسلامي لم يترك للعقل ولا للشهوة والهوى حرية التحكم بهذه المصالح التي لا يقوم أمر الدنيا والآخرة إلا بها.

إن المصلحة الشرعية لم توضع إلا من أجل الحفاظ على مقاصد الشرع فلا تتعدى عليه ولا تكون جناية فيه، لم توضع من أجل أن يعتذر بها عن سبب التغير في الأفكار والتبدل في الأحوال، أو كلما رأى شخصا في ظنه أن هذه مصلحة اعتبرها، فهي ليست مطية لأفكار الناس وعقولهم يركبونها متى شاءوا ويترجلون عنها أينما كانوا.

فعقول البشر تتفاوت فما تراه أنت منفعة يراه غيرك مضرة، وما تراه أنت مضرة قد يراه غيرك مصلحة

ولم تكن المصلحة الشرعية في يوم من الأيام لخدمة المصالح الشخصية، ولم تكن الطريق الممهد لأهل الشر والفساد، ولم تكن الغاية منها الوصول إلى الحلال

بارتكاب الحرام، ليس من أهدافها أن الغاية تبرر الوسيلة

فهي أسمى من كل ابتذال وأرفع من أي إساءة

قال الشاطبي رحمه الله بالموافقات:

" المصالح المجتلبة شرعا والمصالح المستدفعة إنما تعتبر من حيث تقام الحياة الدنيا للحياة الأخرى لا من حيث الأهواء والنفوس في جلب مصالحها العادية، أو درء مفاسدها العادية

قال تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ} المؤمنون. انتهى

وقد أنكر رحمه الله بموافقاته على من اعتقد أن ما كان منها في المصالح الدنيوية قائما على العقل بإطلاق.

فقال رحمه الله:

" أن بعض الناس قال: إن مصالح الدار الآخرة ومفاسدها لا تعرف إلا بالشرع، وأما الدنيوية فتعرف بالضروريات والتجارب والعادات والظنون ....

ثم قال رحمه الله: وفيه بحسب ما تقدم نظر؛ أما أن ما يتعلق بالآخرة لا يعرف إلا بالشرع فكما قال. وأما من قال في الدنيوية فليس كما قال من كل وجه، بل ذلك من بعض الوجوه دون بعض، ولو كان الأمر على من قال بإطلاق، لم يحتج في الشرع إلا إلى بث مصالح الدار الآخرة خاصة، وذلك لم يكن؛ وإنما جاء بما يقيم أمر الدنيا وأمر الآخرة معا. انتهى

وحفظ الضروريات هي أهم مقاصد الشرع التي إذا اختل جانب من جوانبها اختل نظام الحياة وفسدت معايش الناس وانتشر الفساد على الأرض وحل الدمار على البلاد والعباد.

وهذه الضروريات المتمثلة بحفظ الكليات الخمس وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال.

والمقصد الأكبر منها وهو حفظ الدين الذي من أجله خلق الله الخلق وأقيمت السماوات والأرض

قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}

فحياة الناس لا تقوم إلا بالدين، ومن أجله بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير