[إستفتاء بخصوص مجالسة أهل المعاصى حال العصيان.]
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله و مصطفاه محمد بن عبد الله و آله و صحبه و من والاه،ثم أما بعد ...
السؤال:
أخ ملتحى ذهب فجلس مع أصدقائه على المقهى،و هم يشربون الشيشة،و قد أنكر عليهم بلسانه شربهم لها.
هل تجوز هذه الصورة.
نرجوا تحرير الحكم فى المسألة و بيانه من إباحة أو تحريم أو كراهة أو غيره.
و نرجوا نقل أقوال أهل العلم فى المسألة بذاتها و عدم الحيد عنها.
ـ[أبو آثار]ــــــــ[26 - 10 - 07, 12:05 م]ـ
قبل ذلك يجب ان نسال انفسنا هل لو كان الامر متعلقا بحقوقنا الشخصية ثم بينا ووضحنا وابى من امامنا الاعتراف بحقنا او التنازل لاجلنا هل سنكمل الجلسة ام سنقوم من فورنا؟
كان صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه الا ان تنتهك محارم الله فيجب علينا ان نراعي رضا الله عنا في كل امورنا ونبذل اقصى جهد في محاولة تغيير المنكر واعراضنا عن مجالستهم لابد سيكون له دور كبير في ردعهم او عدم جراتهم على معاصيهم
فتاوى إسلامية - (ج 4 / ص 435)
لا يجوز الجلوس مع قوم يشربون الخمر إلا أن تنكر عليهم فإن قبلوا وإلا فارقتهم، لقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -،: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر ". خرجه الإمام أحمد والترمذي بإسناد حسن، ولأن الجلوس معهم وسيلة إلى مشاركتهم في عملهم السيء، أو الرضا به، وقد قال الله - عز وجل - في سورة الأنعام: " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ". وقوله - عز وجل-: " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ". الآية ممن سورة النساء، والله ولي التوفيق.
الشيخ ابن باز فتاوى موقع المنجد - (ج 1 / ص 1860)
سؤال رقم 20959 - هل يجلس مع زملائه في العمل وهم يشربون الخمر؟
أنا المسلم الوحيد في الشركة التي اعمل فيها، ويتطلب عملي أن أكون في رحلات عمل أو مناسبات مع زملاء في العمل وأحياناً يشربون الخمر وأنا موجود، هل أكون مذنباً بالبقاء معهم حتى وأنا لا أشرب ولا أفعل أي شيء يتعارض مع ديني؟ إذا لم أشارك في هذه المناسبات فربما يؤثر هذا على بقائي في العمل.
الحمد لله
فضَّل الله تعالى هذه الأمة على غيرها لأمور وعلى رأسها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت
للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) آل عمران / 110.
والواجب عليك - وأنت المسلم الوحيد في الشركة كما تقول - أن تعتز بشعائر دينك، وأن تحرص على تطبيقها، وأن لا ترتكب ما نُهيتَ عنه،
وهذا مما يزيدك رفعة وشرفاً ويعظم من أجرك، فالبقاء معهم ولو لم تباشر شرب الخمر هو بحد ذاته معصية، والله تعالى أمرنا بعدم الجلوس في أماكن المنكرات،
وإلا كان علينا مثل ما على من باشر المنكرات بنفسه.
قال الله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا
فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) النساء / 140.
وقال: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا
يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الأنعام / 68.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم (70).
وإنكار القلب هو ما يصيبه من هم وغم وحزن على وجود المنكر، وهذا فرض عين على جميع الناس في جميع الظروف والأحوال لا يعذرون بتركه؛ لأن
القلب لا سلطان لأحدٍ عليه، والبقاء في مجلس المنكر يتنافى مع هذا الإنكار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
إذ المؤمن عليه أن يتقى الله في عباده وليس عليه هداهم، وهذا معنى قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا
اهتديتم}، والاهتداء إنما يتم بأداء الواجب فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كما قام بغيره من الواجبات: لم يضره ضلال
الضلال، وذلك يكون تارة بالقلب، وتارة باللسان، وتارة باليد، فأما القلب: فيجب بكل حال إذ لا ضرر في فعله، ومن لم يفعله فليس هو بمؤمن كما قال النبي
: " وذلك أدنى - أو أضعف - الإيمان ".
" مجموع الفتاوى " (28/ 127).
هذا، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمَ عن الجلوس على مائدة يُشرب فيها الخمر.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر: فلا يقعد على مائدة يشرب عليها
الخمر ".
رواه أحمد (126)، وقد صححه العلامة الألباني في " إرواء الغليل " (7/ 6).
وانظر جواب السؤال (8957) و (6992).
وأخيراً نذكرك بقول الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً. ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره
قد جعل الله لكل شيء قدراً} الطلاق / 2، 3.
فاترك هذه المنكرات، وتلك الرحلات والجلسات، واحتسب ذلك عند ربك تبارك وتعالى فإن أدى هذا إلى فصلك من عملك فأجرك عند الله عظيم وستجد
الخير والفرج والرزق بإذنه تعالى.
والله أعلم.
¥