تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الاعتكاف]

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:02 م]ـ

[الاعتكاف]

مشروعيته:

1 ـ والاعتكاف سنة في رمضان وغيره من أيام السنة، والأصل في ذلك قوله تعالى: (وأنتم عاكفون في المساجد)، مع توارد الأحاديث الصحيحة في اعتكافه صلى الله عليه وسلم، وتواتر الآثار عن السلف بذلك، وهي مذكورة في " المصنف " لابن أبي شيبة وعبد الرزاق1.

وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف آخر العشر من شوال2، وأن عمر قال للنبي صلى الله عليه وسلم: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام؟ قال:

" فأوف بنذرك "، (فاعتكف ليلةً) 3.

2 ـ وآكَدُه في رمضان لحديث أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً4.

3 ـ وأفضله آخر رمضان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل5.

شروطه:

1 ـ ولا يشرع إلا في المساجد لقوله تعالى: (ولا تباشروهن6 وأنتم عاكفون في المساجد) وقالت السيدة عائشة:

(السنة في المعتكف أن لا يخرج إلا لحاجته التي لا بد له منها، ولا يعود مريضاً، ولا يمس أمراته، ولا يباشرها، ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة، والسنة فيمن اعتكف أن يصوم) 8.

2 ـ وينبغي أن يكون مسجداً جامعاً لكي لا يضطر للخروج منه لصلاة الجمعة، فإن الخروج لها واجب عليه، لقول عائشة في رواية عنها في حديثها: (. . . ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع) 9.

ثم وقفت على حديث صحيح صريح يُخصص (المساجد) المذكورة في الآية بالمساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة "10.

وقد قال به من السلف فيما اطلعت حذيفة بن اليمان، وسعيد بن المسيب، وعطاء، إلا أنه لم يذكر المسجد الأقصى، وقال غيرهم بالمسجد الجامع مطلقاً، وخالف آخرون فقالوا: ولو في مسجد بيته.

ولا يخفى أن الأخذ بما وافق الحديث منها هو الذي ينبغي المصير إليه، والله سبحانه وتعالى أعلم.

3 ـ والسنة فيمن اعتكف أن يصوم كما تقدم عن عائشة رضي الله عنها11.

ما يجوز للمعتكف:

1 ـ ويجوز له الخروج منه لقضاء الحاجة، وأن يخرج رأسه من المسجد لِيُغْسَلَ ويُسَرَّح، قالت عائشة رضي الله عنها:

(وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علَيَّ رأسَه وهو (معتكف) في المسجد، (وأنا في حجرتي) فأُرَجلُهُ، (وفي رواية: فأغسله وإن بيني وبينه لعتبة الباب وأنا حائض)، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة (الإنسان)، إذا كان معتكفاً) 12.

2 ـ ويجوز للمعتكف وغيره أن يتوضأ في المسجد لقول رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وضوءاً خفيفاً13.

3 ـ وله أن يتخذ خيمة صغيرة في مؤخرة المسجد يعتكف فيها، لأن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب للنبي صلى الله عليه وسلم خِبَاءً14 إذا اعتكف، وكان ذلك بأمره صلى الله عليه وسلم15.

واعتكف مرة في قُبَّةٍ تُركيَّة16 على سُدَّتِها حصير17.

إباحة اعتكاف المرأة وزيارتها زوجها في المسجد:

4 ـ ويجوز للمرأة أن تزور زوجها وهو في معتكفه، وأن يودعها إلى باب المسجد لقول صفية رضي الله عنها: " كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً (في المسجد في العشر الأواخر من رمضان) فأتيته أزوره ليلاً، (وعنده أزواجه، فَرُحْنَ)، فحدثتُهُ (ساعة)، ثم قمت لأنقلبَ، (فقال: لا تعجلي حتى أنصرف معك)، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد (حتى إذا كان عند باب المسجد الذي عند باب أم سلمة)، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " على رسْلِكُما؛ إنها صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله! يا رسول الله! قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شراً، أو قال: شيئاً "18.

بل يجوز لها أن تعتكف مع زوجها، أو لوحدها لقول عائشة رضي الله عنها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير