تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الطريق الثالث أو الحل الثالث أو الخيار الثالث]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - 10 - 07, 08:51 ص]ـ

[الطريق الثالث أو الحل الثالث أو الخيار الثالث]

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

"الطريق الثالث" أو الحل الثالث أو الخيار الثالث مصطلح أو وصف ظهر في هذا العصر على لسان أوساط الأحزاب اليسارية الأوروبية والغربية في السنوات الأخيرة من الألفية الماضية.

وهذه النظرية تحاول التوسط بين الطريقين الرئيسيين في إدارة الاقتصاد والسياسة في الدول الأوروبية.

فالطريق الثالث هو الطريق الوسط الذي يحاول أن يجمع عناصره من إيجابيات كل من الطريقين الآخرين , ويعتبر المنظر البريطاني أنتوني غيدنز المفكر الاجتماعي ورئيس كلية لندن للاقتصاد والعلوم الاجتماعية، مؤسس أطروحة الطريق الثالث والمعلم الأكبر لتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق , والذي تبنى هذه الأطروحة.

فهذه النظرية بعبارة أبسط قول وسط يجمع بين قولين يحتملان التعارض.

وهذه النظرية أو الأطروحة كفكرة في الحقيقة موجودة لدى علماء المسلمين في السابق واللاحق , ومن أكثر من وجد في كلامه هذه النظرية شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ففي كثير من المسائل التي يجيب فيها شيخ الإسلام أو تلميذه ابن القيم لا يرتضيان الجواب إلا بالخيار الثالث وهو خيار التفصيل ومن الأمثلة على ذلك:

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمه الله

أيما أفضل العلم أو العقل؟

فأجاب: إن أريد بالعلم علم الله تعالى الذي أنزله الله تعالى وهو الكتاب كما قال تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} فهذا أفضل من عقل الإنسان لأن هذا صفة الخالق والعقل صفة المخلوق , وصفة الخالق أفضل من صفة المخلوق.

وإن أريد بالعقل أن يعقل العبد أمره ونهيه؛ فيفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه فهذا العقل يدخل صاحبه به الجنة, وهو أفضل من العلم الذي لا يدخل به الجنة كمن يعلم ولا يعمل وإن أريد العقل الغريزة التي جعلها الله في العبد التي ينال بها العلم والعمل؛ فالذي يحصل به أفضل لأن العلم هو المقصود وغريزة العقل وسيلة إليه والمقاصد أفضل من وسائلها.

وإن أريد بالعقل العلوم التي تحصل بالغريزة فهذه من العلم فلا يقال أيما أفضل العلم أوالعقل ولكن يقال أيما أفضل هذا العلم أو هذا العلم.

فالعلوم بعضها أفضل من بعض فالعلم بالله أفضل من العلم بخلقه , ولهذا كانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن لأنها صفة الله تعالى وكانت {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن ثلاثة أثلاث ثلث توحيد وثلث قصص وثلث أمر ونهى , وثلث التوحيد أفضل من غيره.

والجواب في هذه المسألة مسألة العلم والعقل لا بد فيه من التفصيل لأن كل واحد من الاسمين يحتمل معان كثيرة فلا يجوز إطلاق الجواب بلا تفصيل ولهذا أكثر النزاع فيها لمن لم يفصل ومن فصل الجواب فقد أصاب والله اعلم.

مجموع الفتاوى (9

306)

وسئل شيخ الاسلام

عن صالحى بنى آدم والملائكة أيهما أفضل

فأجاب:

بأن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية والملائكة أفضل باعتبار البداية فإن الملائكة الآن في الرفيق الأعلى منزهين عما يلابسه بنوا آدم مستغرقون في عبادة الرب ولا ريب أن هذه الأحوال الآن أكمل من أحوال البشر.

وأما يوم القيامة بعد دخول الجنة فيصير صالحوا البشر أكمل من حال الملائكة قال ابن القيم: وبهذا التفصيل يتبين سر التفضيل وتتفق أدلة الفريقين ويصالح كل منهم على حقه.

مجموع الفتاوى (4

343)

وسئل كذلك رحمه الله عن أيهما أفضل يوم الجمعة أم يوم النحر؟

فأجاب: يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع ويوم النحر أفضل أيام العام.

وسئل عن خديجة وعائشة فأجاب:

خديجة إيثارها في أول الإسلام ونصرها وقيامها في الدين لم تشركها عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين , وإيثار عائشة في آخر الإسلام وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة وإدراكها من العلم لم تشركها فيه خديجة ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها ..

وعن الفقير الصابر والغني الشاكر فأجاب:

الغني الشاكر والفقير الصابر أفضلهما أتقاهما لله تعالى.

انظر الفتاوى الكبرى (5

379) بتصرف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير