ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[03 - 10 - 07, 10:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
إعداد: أبو رضوان السلفي
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ,,,
أما بعد:
لقد اختصَّ الله تبارك وتعالى هذه الأمَّة المُحمَّدية على غيرها من الأمم بخصائص وفَضَّلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها أفضل الرُّسل والأنبياء وخاتمهم وآخرهم وجعلها خير الأمم قال تعالى: ((كنتم خير أمَّةٍ أُخرجت للنَّاس)) – آل عمران –
وقد أنزل الله لهذه الأمَّة الكتاب المبين والصراط المستقيم , كتاب الله العظيم , كلام رب العالمين ,
قال تعالى ((إنَّا نحن نزَّلنا الذِّكر وإنَّا له لحافظون)) الحجر- وقال تعالى ((لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد)) فصلت – فقد أنزل الله عزّ وجلّ القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير الليالي , ليلة اختصَّها الله عزَّ وجلَّ من بين الليالي , ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر وهي ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر ألا وهي ليلة القدر
قال تعالى: ((إنَّا أنزلناه في ليلة القدر , وما أدراك ما ليلة القدر , ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوحُ فيها بإذن ربهم من كلِّ أمر , سلامٌ هي حتى مطلع الفجر)) سورة القدر-
وقال تعالى ((إنَّا أنزلناه في ليلةٍ مُباركة إنَّا كُنَّا مُنذرين , فيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حكيم)) الدخان –
سبب تسميتها ليلة القدر:
قال الإمام النووي: " قال العلماء: سميت ليلة القدر لما يكتب فيها للملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة كقوله تعالى ((فيها يُفرقُ كلُّ أمرٍ حكيم)) (الدخان 4) وقوله تعالى ((تنزَّلُ الملائكة ُوالروحُ فيها بإذن ربهم من كلِّ أمر)) (القدر 4). ومعناه يظهر للملائكة ما سيكون فيها , ويأمرهم لفعل ما هو من وظيفتهم , وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وتقديره له. وقيل سميَّت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها وأجمع من يعتد به على وجودها ودوامها إلى آخر الدهر "
(شرح صحيح مسلم -2/ 822).
علامات ليلة القدر:
هناك علامات وأوصاف تعرف بها ليلة القدر , أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك:
1 - عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: (قال صلى الله عليه وسلم: صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طَست حتى ترتفع) صحيح الجامع /3754) والطست هو الإناء من النحاس.
2 - عن واثلة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليلة القدر ليلة بلجة , لا حارة ولا باردة , ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها) (صحيح الجامع /5472).
3 - عن ابن عباس رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلة سمحة طلقة , لا حارة
ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء). صحيح الجامع/5475).
ومعنى ليلة سمحة طلقة: أي سهلة طيبة إذا لم يكن فيها حر ولا برد يؤذيان.
أيُّ الليالي هي؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ليلة إحدى وعشرين , وليلة ثلاث وعشرين , وخمس وعشرين , وسبع وعشرين , وتسع وعشرين , وآخر ليلة في رمضان. وأرجى ليلة يمكن أن تكون فيها هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان , فكان أُبي بن كعب رضي الله عنه يقول: " والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان - يحلف ما يستثني – ووالله إني لأعلم أي ليلةٍ هي , هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها , هي ليلة سبع وعشرين , وأمارتُها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها " (رواه مسلم وغيره). وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم: يتحرى ليلة القدر , ويأمر أصحابه بتحريها , وكان يوقظ أهله في ليالي العشر الأواخر من رمضان رجاء أن يدركوا ليلة القدر , وكان يشد المئزر وذلك كناية عن جِدِّهِ واجتهاده عليه الصلاة والسلام في العبادة في تلك
¥