وفي سؤالات أبي داود (ص 61) قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن قوم قيل لهم يوم العيد: تقبل الله منا ومنكم، قال أرجو أن لايكون به بأس. اهـ.
وفي الفروع لابن مفلح (2/ 150) قال: ولا بأس قوله لغيره: تقبل الله منا منكم، نقله الجماعة كالجواب، وقال: لا أبتدئ بها، وعنه: الكل حسن، وعنه: يكره، وقيل له في رواية حنبل: ترى له أن يبتدئ؟ قال: لا ونقل علي بن سعيد: ما أحسنه إلا أن يخاف الشهرة، وفي النصحية: أنه فِعل الصحابه، وأنه قول العلماء. اهـ.
ونحوه في المغني (2/ 259)، وقال ابن رجب في فتح الباري (9/ 74) على قول أحمد: ما أحسنه إلا أن يخاف الشهرة: كأنه يشير إلى أنه يخشى أن يُشهر المعروف بالدين والعلم بذلك، فيُقْصَد لدعائه، فيُكره لما فيه من الشهرة. اهـ.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (24/ 253): هل التهنئة في العيد ما يجري على ألسنة الناس: عيدك مبارك، وما أشبهه، هل له أصل في الشريعة أم لا؟ وإذا كان له أصل في الشريعة، فما الذي يقال، أفتونا مأجورين؟
فأجاب: أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره، لكن قال أحمد: أنا لا ابتدئ أحداً، فإن ابتدرني أحد اجبته، وذلك؛ لأنه جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم. اهـ.
وعندي: أن أمر التهنئة هو إلى العادات اقرب منه إلى العبادات، والأصل في أمور العادات الإباحة، حتى يرد دليل بالمنع، بخلاف العبادات التي يحتاج المتكلم فيها إلى نقل الدليل على ما يقول، ومعلوم أن العادات تختلف من زمان لآخر، ومن مكان لآخر، إلا أن أمراً ثبت عن الصحابة أو بعضهم فعله، هو أولى من غيره، والله أعلم.
الرابط: http://saaid.net/mktarat/eid/4.htm
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:55 م]ـ
القسم: فتاوى > أخرى
السؤال:
الأخ (ص. م.م) من واشنطن، يقول في سؤاله: يقول الناس في تهنئة بعضهم البعض يوم العيد: (تقبل الله منا ومنكم الأعمال الصالحة) أليس من الأفضل يا سماحة الوالد أن يدعو الإنسان بتقبل جميع الأعمال؟ وهل هناك دعاء مشروع في مثل هذه المناسبة؟
الجواب:
لا حرج أن يقول المسلم لأخيه في يوم العيد أو غيره تقبل الله منا ومنك أعمالنا الصالحة، ولا أعلم في هذا شيئاً منصوصاً، وإنما يدعو المؤمن لأخيه بالدعوات الطيبة؛ لأدلة كثيرة وردت في ذلك، والله الموفق.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث عشر.
الرابط: http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=2504
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 - 10 - 07, 03:55 ص]ـ
لكن هنا سؤال ..
ما حكم الجلوس للتهنئة؟
أيقاس عليه الجلوس للتعزية، بأن بعض العلماء كرهه؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - 10 - 07, 08:37 ص]ـ
الجلوس للتعزية من النياحة أما الجلوس للتهنئة فلا أرى به بأساً، لا سيما أن الأصل في العادات الإباحة.
بل نص بعض العلماء أن إظهار السرور في العيدين من شعائر الدين. والله أعلم,
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 - 10 - 07, 11:39 ص]ـ
إذا كان إظهار السرور في العيدين شعيرة ألا يعني أنها عبادة.؟
بمعنى أن تكون موقوفة على الشرع وما جاء منها .. ؟
وهل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس؟
أو أصحابه؟
أفيدونا بوركتم.
ـ[سليمان رمضان مامي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:15 م]ـ
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا و نفع بكم، و كل ذلك فيه تواصل المسلمين و تنقية قلوبهم إن شاء الله، و لا أدري لماذا نص الأوزاعي على بدعيته.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[14 - 10 - 07, 08:06 ص]ـ
إذا كان إظهار السرور في العيدين شعيرة ألا يعني أنها عبادة.؟
بمعنى أن تكون موقوفة على الشرع وما جاء منها .. ؟
وهل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس؟
أو أصحابه؟
أفيدونا بوركتم.
========
إظهار السرور يتأدى بصور كثيرة لم يُنَص عليها. فكل صورة تؤدي هذا المقصود لم يمنعها الشرع فهي مباحة إن لم تكن مستحبة.
ولا أحفظ أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جلس للتهنئة للعيد.
ولعلك تراجع جزءاً مطبوعاً للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في التهنئة بالأعياد.
وأُذكّر بأن البدعة كما عرفها الشاطبي رحمه الله تعالى في "الاعتصام": طريقة في الدين مخترعة يُراد بالسلوك عليها مضاهاة الطريقة الشرعية.
فمكبرات الصوت في المساجد -مثلاً- لم تكن على عهد رسول الله، ولكنها لتحصيل مقصود شرعي من إسماع المصلين قراءة الإمام، واستعمالها ليس عبادة نتعبد بها ونتقرب بها إلى الله تعالى، فتكون من المصالح المرسلة. وكذلك الجلوس للتهنئة.
¥