وقد قال بعض العلماء في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: (تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّه) رواه مسلم (438) أن المقصود هو من يتأخر عن الصف الأول والتكبيرة الأولى.
وانظر جواب السؤال رقم (34852)
سادسا:
وأظنك أخي السائل قد أدركت – بعد كل ما سبق – خطأ ما ترتكبه من تعمد التأخر عن الجماعة، وأن الخوف الذي يدفعك لذلك هو من وحي الشيطان، يريد حرمانك من الأجر والفضل.
ونحن ندرك أن موقف الإمامة موقف فيه من الهيبة والرهبة الشيء العظيم، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يدفعك إلى التقصير فيه، فإذا دخلت المسجد، وكنت أحق من يؤم الموجودين، فتقدم ولا تتأخر، فإن الإثم يلحقك إذا تقدَّمَ الناسَ من لا يُتقن قراءة الفاتحة ولا يحسن إقامة أركان الصلاة.
ونطمئنك بأن الخوف الذي تشعر به عند الإمامة هو شعور عارض، سرعان ما يذهب عنك مع اعتياد الإمامة، فعليك أن تتحمل المشقة في بداية الطريق، ثم سيفتح الله لك باب الخير جزاء صبرك وتحملك.
ويمكنك الاستعانة ببعض ما يهون شعور الخوف الذي يصيبك، فاحرص على الأمور الآتية:
1 - التحضير الجيد في مراجعة الآيات التي تريد قراءتها في الصلاة، فإن ذلك يكسبك من الثقة والقوة ما يدفع عنك الخوف والرهبة.
2 - اعتياد الصلاة في البيت بصوت مرتفع، في قيام الليل وصلاة النافلة الليلية، ففي ذلك تعويد للنفس على موقف الإمامة والقراءة.
3 - إمامة الناس في الصلوات السرية، فإن اعتياد الوقوف في مكان الإمام يخفف من رهبة تقدم الناس في الجهرية.
4 - اسْعَ في إقناع النفس بسهولة الأمر، وكيف أن بعض صبيان الصحابة كان يتقدم الناس في مسجد قومه، وأن الأمر لا يعدو قراءة يسيرة سهلة مع خشوع واطمئنان وخضوع لله رب العالمين.
5 - ولا تنس سؤال الله تعالى التوفيق إلى الخير، وتسهيل البر والعمل الصالح.
ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والفوز بالنعيم المقيم.
والله أعلم.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/101766/ التأخر
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 02 - 09, 02:49 م]ـ
شرح حديث: (لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ).
السؤال:
أريد أن أعرف شرح هذا الحديث: (لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله).
الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث رواه مسلم (438) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ لَهُمْ: (تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ).
ومعنى الحديث:
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد بعض أصحابه متأخرين عن الصف الأول، فأمرهم بالتقدم إلى الصف الأول ليقتدوا به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليقتدي بهم من بعدهم، ممن يصلي في الصفوف المتأخرة الذين لا يرون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويحتمل أن المعني: يقتدي بهم من بعدهم من الأمة، لأنهم ينقلون إليهم صفة صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي رأوها. قاله السندي رحمه الله.
ثم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ولا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ).
أي: لا يزال قوم يعتادون التأخر عن الصف الأول، أو عن الصفوف الأولى حتى يعاقبهم الله تعالى فيؤخرهم.
قيل معناه: يؤخرهم عن رحمته أو جنته، أو عظيم فضله، أو عن رفع المنزلة، أو عن العلم.
ولا مانع من حمل الحديث على جميع هذه المعاني.
قال الشيخ ابن عثيمين في معنى الحديث:
رأى النبي صلى الله عليه وسلم قوماً يتأخرون في المسجد يعني: لا يتقدمون إلى الصفوف الأولى فقال: (لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله). وعلى هذا فيخشى على الإنسان إذا عود نفسه التأخر في العبادة أن يبتلى بأن يؤخره الله عز وجل في جميع مواطن الخير اهـ.
باختصار من فتاوى ابن عثيمين (13/ 54).
وذهب بعض العلماء إلى أن المقصود بهذا جماعة من المنافقين، والصحيح أن الحديث عام وليس خاصا بالمنافقين.
قال الشوكاني في "نيل الأوطار":
قيل: إن هذا في المنافقين. والظاهر أنه عام لهم ولغيرهم. وفيه الحث على الكون في الصف الأول، والتنفير عن التأخر عنه اهـ.
والحاصل أن الحديث فيه الترغيب في صلاة الرجل في الصف الأول أو الصفوف الأولى، وذم اعتياده الصلاة في الصفوف المتأخرة.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للمسارعة إلى الخيرات والمسابقة إليها.
والله تعالى أعلم.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/34852
ـ[سعد مطر الحسيني]ــــــــ[10 - 02 - 09, 03:08 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطير على هذه الفوائد التي أفدتني بها وجزاك الله خيرا.
¥