تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قاعدة: (ممكن!).]

ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 02 - 09, 09:48 م]ـ

المشايخ الأفاضل /

الإخوة الأكارم /

تأملتُ في حالي وحال بعض إخواني ممن قد نقصر في إحسان الظن بإخواننا، ولانلتمس الأعذار لهم ... فوجدت أن حالنا مما يُعجب له ... وتعاملنا مما يُتعجب منه!!.

المُقدّمُ أولا ... الظن غير الحسن ... (ولا أريد أن أقول الظن السيء).

قد يُقصّر البعض في التماس العذر لإخوانه ... لسببٍ في أحيان ... وبدون سبب في أحايين كثيرة ... وذلك من تلبيس الشيطان، وتحريش الشيطان، وتخذيل الشيطان ...

لماذا لا نجعل إحسان الظن بإخواننا هو الأساس ... وترك إساءة الظن بهم هو النبراس ... ؟!!.

بدا لصاحبكم بعد ذلك ... قاعدة يسيرة ... أحسب أنها قد تفيد في تقديم الظن الحسن في تعاملنا مع إخواننا ...

هذه القاعدة سماها صاحبكم:

قاعدة:

(ممكن!!)

لو فعّلنا قاعدة: (ممكن) ... في تعاملنا مع غيرنا ... لوجدنا فيها خيرا كثيرا بإذن الله - فيما أحسب -.

قاعدة: (ممكن) تعني التماس العذر لإخواننا:

في تصرفاتهم ...

في أعمالهم ...

في أقوالهم ...

في نظراتهم ...

في سكناتهم ...

في حركاتهم ...

في شأنهم كله ...

- قد يتمسك أحدهم بفتوى معينة - مما لادليل صريح عليها - ويراها هو حقا ... ونظن نحن أنها غير ذلك ... فهل يمكن أن يكون عنده دليل لانعلمه؟! ... ممكن!!.

- قد ترى صاحبك على حال تتعجب من مثله أن يكون فيها ... فقل: لعل أمرا لا أعلمه اضطره إلى ذلك ... ممكن!!.

- قد ترى جارك يدخل إلى منزله وقت الصلاة ... فقل: يمكن أن يكون قد أدى الصلاة قبل أن يحضر إلى منزله؟! أو أن لديه عذرا لا أعلمه؟! ... ممكن!!.

- قد يتخلف أحدهم عن صلاة الجماعة ... فقل: يمكن أن يكون مريضا أو أن لديه ما يعذر مثله - شرعا - بترك الجماعة ... ممكن!!.

- قد يمرُّ صاحبك من أمامك دون أن يُسلّم، وقد تغضب من ذلك!! ... فقل: يمكن أنه لم يرني، أو أن عنده ما أشغله، أو أن لديه مشكلة أهمّته، فهل يمكن أن يكون ذلك كذلك؟. ... ممكن!!.

- قد تتصل على صاحبك عبر الجوال فلا يرد عليك، ولايتصل عليك ... فقل: لعل عنده ما أشغله ... فترك الاتصال أو الرد ... ممكن!!.

- قد يخطأ عليك أحدهم في حال معينة ... فقل: لعل عنده ماجعله يخطئ دون أن يقصد ... فهل يمكن أن يكون ذلك كذلك؟! ... ممكن!!.

قد يكتب صاحبكم ... قاعدة يراها في مجملها صحيحة ... وتراها أنت أنها خاطئة ... فهل يمكن أن يكون هو على صواب وأنت على خطأ؟ ... ممكن!!.

وهل يمكن أن يكون هو على خطأ وأنت على صواب؟ ... ممكن!!.

بيان:

المسائل العلمية المتفق عليها ... مما بُني على دليل من الكتاب والسنة ثم أقوال السلف ... لا يدخل في هذه القاعدة ... وقد يغلب تطبيق هذه القاعدة في التعاملات اليومية المعتادة.

باختصار ... ومع الاعتذار ... وعلى قول العوام ... :

لانسوي زحمة:) لأمر قد يكون فيها سعة ... أو يكون لصاحبك عذرا وأنت تلومُ.

قد لاتعجبك قاعدة: (ممكن)؟! .... ممكن:)

.

ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[28 - 02 - 09, 10:04 م]ـ

بل أعجبتني قاعدة (ممكن) أكيدا لا ممكنا

وهي قاعدة يعض عليها بالنواجذ، كسائر قواعدكم فضيلة الشيخ.

ويسرني يا فضيلة الشيخ أن أقول إن الموضوع لعله لم يكتمل فيمكن أن نتأنى ليفيض علينا الشيخ من جديده

ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[28 - 02 - 09, 10:19 م]ـ

نأيد قاعدة ممكن .. ابتسامة.

في الحقيقة عجزت أن اصف إبداعك يا أبا محمد.

شكر الله لكم هذه الدرر.

ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[28 - 02 - 09, 11:17 م]ـ

كل (ممكن) ذكرته له شاهد يا ابالفوائد

وهذه بعض النصوص في اعذار الاخوان وحسن الظن بهم

قال ابن حبان رحمه الله في " روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" (1/ 183): " فالواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه لجرم مضى، أو لتقصير سبق، أن يقبل عذره ويجعله كمن لم يذنب؛ لأن من تنصل إليه فلم يقبل أخاف أن لا يرد الحوض على المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ومن فرط منه تقصير في سبب من الأسباب يجب عليه الاعتذار في تقصيره إلى أخيه.

ولقد أنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي ...

إذا اعتذر الصديق إليك يوما ... من التقصير عذر أخ مقر

فصنه عن جفائك واعف عنه ... فإن الصفح شيمة كل حر " انتهى.

وقال الإمام الغزالي رحمه الله:

" أما زلته في حقه – يعني زلة الأخ في حق أخيه - بما يوجب إيحاشه: فلا خلاف في أن الأَوْلى العفو والاحتمال، بل كل ما يحتمل تنزيله على وجه حسن، ويتصور تمهيد عذر فيه، قريب أو بعيد، فهو واجب بحق الإخوة " انتهى.

"إحياء علوم الدين" (2/ 185 - 186).

ومن الطرائف كما في الاغاني

اخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثنا عبد الله بن شبيب قال حدثنا محمد بن عبد الله بن حمزة بن عتبة اللهبي عن أبيه: أن طريحاً دخل على أبي جعفر المنصور وهو في الشعراء؛ فقال له: لا حياك الله ولا بياك! أما اتقيت الله - ويلك! - حيث تقول للوليد بن يزيد:

لو قلت للسيل دع طريقك وال ... موج عليه كالهضب يعتلج

لساخ وارتد أو لكان له ... في سائر الأرض عنك منعرج

فقال له طريح: قد علم الله عز وجل أني قلت ذاك ويد ممدودة إليه عز وجل، وإياه تبارك وتعالى عنيت. فقال المنصور: يا ربيع، أما ترى هذا التخلص!

=

وقال صالح بن أبى النجم: كما في بهجة المجالس

ولربّما جاء الفتى بد نيّةٍ ... ووراءها عذرٌ له لم يفهم

وقال صالح بن عبد القدوس:

يلومني النّاس فيما لو أخبّرهم ... بالعذر منى فيه لم يلوموني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير