تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سنة غفل عنها كثير من أئمة المساحد: القراءة من أول السورة]

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 01:54 م]ـ

الحمد لله والصلا ة والسلام على آله وصحبه ومن والاه، أما بعد

فالغالب على كثير من الأئمة بل ومن بعض يشار إليهم بالبنان أنهم يقرأون من خواتيم السور أو أوساطها في الفريضة، ولا شك أن هذا مع شيوعه وانتشاره خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يقرأ- في الفريضة- السورة من أولها فإما جعلها في ركعة أو فرقها على الركعتين، المهم أنه كان يفتتح قراءته من أول السورة لا بآيات من وسط السورة أو آخرها كما هو سائد بين الأئمة إلا من رحم الله تعالى. ولهذا أحببت التنيه على هذه المسألة.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد - (1/ 207)

وكان من هديه قراءة السورة كاملة وربما قرأها في الركعتين وربما قرأ أول السورة. وأما قراءة أواخر السور وأوساطها فلم يحفظ عنه. وأما قراءة السورتين في ركعة فكان يفعله في النافلة وأما في الفرض فلم يحفظ عنه

وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع 3/ 261

" ... أمَّا في الفريضة، فلم يُنقل عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قرأ مِن أوساط السُّور، لكن قرأ من أوائلها، وأواخرها، كما فَرَّقَ سورة «الأعراف» في ركعتين.

وكما فَرَّقَ سورة «المؤمنون» في ركعتين لمَّا أصابته سَعْلة (. وأمَّا أن يقرأ مِن وَسَطِ السُّورة فهذا لم يَرِدْ عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم في الفَرْضِ، ولهذا كرهه بعضُ أهل العلم بالنسبة للفرائض، ولكن الصحيح: أنه مباح.

وعلى هذا فنقول: يجوز أن يقرأ أواخر السُّور، وأواسطها، وأوائلها في الفرض والنَّفْلِ.

والدليل على ذلك:

أولاً: عموم قوله تعالى: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل: 20]

وقول النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم: «اقرأ ما تيسر معك من القرآن».

ثانياً: أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قرأ في النَّفْلِ من أواسط السُّور، وما ثَبَتَ في النَّفْلِ ثَبَتَ في الفرض؛ إلا بدليل.

ولكن القول بالإباحة لا يساوي أن يقرأ الإنسان سورة كاملة في كلِّ ركعة؛ لأن هذا هو الأصل. ولهذا قال الرَّسولُ عليه الصَّلاة والسَّلام لمعاذ: «فلولا صليت بهم بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى *}، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا *}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *}» (3) مما يدل على أن الأكمل والأفضل أن يقرأ بسورة كاملة، والأفضل شيء والمباح شيء آخر." انتهى

وفي فتاوى نور على الدرب - (19/ 114)

السؤال

حفظكم الله يقول السائل هل يجب على الإمام أن يقرأ سورة من منتصف الصور الطويلة بعد الفاتحة عند كل صلاة أم الأفضل أن يقرأ السور القصيرة من أولها؟

الجواب

الشيخ: الأفضل أن يقرأ السور القصيرة ولتكن قراءته في المفصل من سورة (ق) إلى آخر سورة (الناس) ويكون قراءته في الفجر من طوال المفصل وفي المغرب من قصار المفصل وفي الباقي من أوساط المفصل قال أهل العلم المفصل طواله من سورة (ق) إلى سورة (عم) وقصاره من سورة (الضحى) إلى آخر القرآن وأوساطه ما بين ذلك وسمي مفصلا لقصر صوره وكثرة فواصله ومن الحكمة في الاستمرار بقراءة المفصل أن المأمومين كلما تكررت عليهم السور حفظوها وسهل عليهم قراءتها بخلاف ما إذا كان يقرأ من كل سورة آيتين أو ثلاثا فإنه يبعد أن يحفظها العوام ثم أن ابن القيم رحمه الله قال في زاد المعاد ليس من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعني في الفريضة أنه يقرأ من أواسط السور وأظنه قال أو أواخرها فلا ينبغي العدول عما ذكره أهل العلم واستدلوا له بالآثار النبوية وأما كون بعض الناس لا يقرأ إلا من أواسط السور دائما فينبغي أن يراجع نفسه ويراجع ما قاله أهل العلم في هذا الباب ثم إن في قراءة الإنسان من أوساط السور ولا سيما إذا كانت السورة طويلة تشويشا على المصلين الذين يحفظون القرآن لأنه إذا قرأ من أوسط السورة الطويلة سيبقى هذا متشوشا هل سيقرأ إلى آخر السورة هل سيقرأ آيتين أو ثلاثا ثم يكون في نفسه نوع من الاضطراب أما إذا قرأ من السور القصيرة عرف المبتدى والمنتهى فاطمأن.

السؤال

في الآية يا شيخ (فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) ما ينطبق هذا على منتصف السور؟

الجواب

فأجاب فضيلة الشيخ: نعم تنطبق ونحن لا نقول هذا حرام لكن الأفضل.

ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 03:28 م]ـ

جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد والجميل انك لم تضيق واسعا وقلت بإباحة القراءة من اواخر السور واواسطها

كما يفعل من ليس عندهم مرونة فى فهم الاحاديث ورغم تسليمنا ان خير الهدى هدى نبينا صلى الله عليه

وسلم ولكن فى القول بالاباحة رفع للحرج عن بعض الائمة الذين يختمون القرآن فى الصلاة ففى كل صلاة يبدأ

من حيث انتهى فى الصلاة السابقة

والله تعالى اعلم

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[18 - 02 - 09, 08:06 ص]ـ

وجزاكم أخي الكريم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير