تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والظاهرمن هاتين الجاريتين صغر السن لان عائشة كانت صغيرة وكان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يسرّب إليها الجواري ويلعبن معها إهـ.

قال الإمام الألباني في "غاية المرام" (ص226 - 227):-

قول الغزالي أن الحديث نص في أن الغناء ليس بحرام فلا يخفى بطلانه على فقيه ذلك لان الحديث خاص في الغناء من جاريتين صغيرتين بدف في يوم العيد فهذا الذي أمره الرسول-صلى الله عليه وسلم- فالذي يأخذ منه جواز الغناء من النساء البالغات الاجنبيات وجواز العزف على أي نوع من أنواع المعازف كالعود ونحوه وفي غير العيد فلا شك ان يكون قد حاد عن جادة الصواب والانصاف1هـ

وقال في تحريم آلات الطرب:- (ص113):-

والخلاصة: أن خطأ ابن حزم انما نشأ من توهمه ان النبي –صلى الله عليه وسلم- أنكر انكار ابي بكر على الجاريتين مطلقاً وليس من اقراره عليه السلام للجاريتين، وذلك لان هذا يدل على اباحة مقيدة بيوم عيد كما تقدم وبالدف وليس بكل آلات الطرب وبالصغار من الإناث كما صرح به العلماء ثم نقل كلام أهل العلم المتقدم وعن الامام ابو الطيب الطبري: ... وقد كانت عائشة صغيرة في ذلك الوقت ولم ينقل عنها بعد بلوعها وتحصيلها إلا ذم الغناء 00باختصار.

ثالثاً:-لم يذكر الشيخ ابن عثيمين رحمة الله في فتواه ربط ضرب الدف بالنساء البالغات وانما اطلق الكلام ثم أنه لو ذكر ذلك ــ ومع حبنا و إحترامنا وتقديرنا للشيخ رحمه الله ولغيره ــ فانه مطالب بالدليل ولا حجة لكلام احد مع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رابعاً:-كل ماورد في ضرب الدف فإنه مقرون بذكر الجارية أو جويريات وهن الصغار دون البلوغ ولم يصح شيء خلاف ذلك.

أما ما أورده الحافظ في الفتح من حديث عائشة ((ان النبي-صلى الله عليه وسلم- مر بنساء من الانصار في عرس لهن وهن يغنين:

وأهدي لها كبش تنحنح في المربد وزوجك في البادي ويعلم ما في غد

فقال لا يعلم مافي غد إلا الله))

وعزا الحيث للطبراني في الأوسط.

اقول هو عند الطبراني في الاوسط 3/ 360 وفي الصغير 1/ 214 من نفس الطريق وقد حسن الحافظ إسناده في الفتح وهو ممن عرف بتساهله في التحسين في الفتح كما قرره أهل العلم.

فان الحديث اسناده ضعيف بسبب اسماعيل بن أبي آويس قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق اخطأ في أحاديث من حفظه ونقل الذهبي قول ابي حاتم: مغفل محله الصدق وضعفه النسائي.

وفيه عله أخرى هو أبو آويس والد اسماعيل وهو عبدالله بن عبدالله المدني.

قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق يهم وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: ليس بقوي وقال عنه الامام الالباني: فيه ضعف.

فحديثه لا يكون حسناً إلا اذا توبع عليه وحيث لا متابع فحديثه ضعيف.

وقد ساق الألباني الحديث في آداب الزفاف وذكر تحسين الحافظ له وأقره فعلى هذا نقول لو صح الحديث فليس فيه ذكر الدف البتة وإنما هو الغناء فقط على أن في رواية أخرى (مر بناس) وليس بنساء فيمكن بهذا حمل كلمة الناس على الجواري حتى تجتمع الأحاديث.

و اهل العلم لم يجوزوا ذلك الغناء إلا للجواري الصغيرات في السن دون البلوغ وهذا هو ظاهر الحديث وهو الذي عليه الأئمة كابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي والنووي والطبري والسندي والالباني وغيرهم ..

خامساً:- وأما ما أورده الحافظ في الفتح (ج9/هـ النكاح) عند المحاملي عن جابر ((ادركيها يا زينب إمرأة كانت تغني بالمدينة))

فهذا الاثر اورده الحافظ في الاصابة في ترجمة زينب الانصارية (ج8/ 166)

وساق سنده من طريق المحاملي.

فهذا الحديث اسناده لا يصح فان فيه صفوان بن هبيرة قال عنه الحافظ: لين الحديث فحديثه ضعيف وفيه كذلك أبو الأصبغ ذكره إبن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 333) وسكت عنه وفيه جميلة لم أجد لها ترجمة. فالحديث ضعيف.

وبناء على ماتقدم فان المستدل بان الحديث فيه تصريح بان الجارية كانت كبيرة غير صحيح لان الحديث لا يصح الاستدلال به.

سادساً:- جاء في الفاظ الحديث:" وليستا بمغنيتين"قال الامام النووي في شرحه على صحيح مسلم: معناه ليس الغناء عادة لهما ولا هما معروفتان به 1هـ.

وقال أيضا:- وليستا أيضاً ممن إشتهر وعرف باحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن،ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسباً.

فأين هذه الأوصاف من تلك التي شاعت عند الناس،من استئجار المغنيات والطبالات ومن تجهيز لاشرطة الكاسيت لمغنيات لا يخلو كلامهن من مجون كل ذلك على اعتبار أنها اسلامية زعموا!!!

ونقول حتى ولو كانت مباحة فالأولى من أهل الفضل الابتعاد عنها لا سيما اذا كانوا ممن يقتدى بهم.

ومن اتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه –أو كما قال عليه السلام.

اين هم من قوله –صلى الله عليه وسلم- ((من اين اكتسبه وفيم انفقه)) .. وهل يستحق الميت كل هذا العزاء كما قيل.

قال الحافظ في الفتح (2/ 433) وفي هذا الحديث من الفوائد: مشروعيةالتوسعة على العيالفي أيام العيد بانواع ما يحصل لهم بسط النفسوترويح البدن ومن كلف العبادةوان الإعراض عن ذلك أولى وفيه ... وساق بعض الفوائد الى ان قال: وأن مواضع الخير تنزه عن اللغو واللهو.


قال إبن القيم:
شهوات الدنيا كلعب الخيال ونظرا الجاهل مقصور على الظاهر فاما ذو العقل فيرى ما وراء الستر و الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير