40ـ نَدْب: منجد. حازم ضابط للأمور. يقظ: نبيه واع. والمعنى: لا تعتمد في استشارتك إلا على الرجل الشهم المنجد، والضابط النبيه النقي النفس، الذي عرفت سريرته كعلانيته.
41ـ أبروا: غلبوا وفازوا على غيرهم بحسن الرأي وجودته. يعني يستشار في كل أمرٍ أهلُه وعارفوه.
42ـ أي الأمور لها أوقات مقدرة، وحدود معينة، وموازين دقيقة، فزن كل أمر بميزانه وحده ووقته.
43ـ النضج: الاكتمال. والبحران بضم الباء وسكون الحاء، لفظ مولد، يوناني الأصل، وهو عند الأطباء: التغير الذي يحدث للعليل دفعة واحدة في الأمراض الحادة: إلى الصحة أو إلى المرض، فإن وقع بعد نضج مادة المرض فهو علامة الصحة والشفاء، وإن وقع قبل نضجها فهو علامة الموت والهلاك. فعلى العاقل أن لا يعجل في أمره كما قيل:
تأن في الشيء إذا رمته لتعرف الرشد من الغيِّ
ولا تتبعن كل دخان ترى فالنار قد توقد للكيِّ
وقس على الشيء بأشكاله يدلك الشيء على الشيِّ
44ـ العيش هنا: ما يتبلغ به من رزق. والعوز: الحاجة والفقر. والحر هنا المراد به: العاقل القانع العزيز. والغُنْيان بضم الغين وسكون النون: الاستغناء.
45ـ أثرى: زاد ماله وكثر. وقوله: صاحب الحرص إن أثرى فغضبان. وذلك لطمعه المتزايد، فيرى نفسه دائماً في حاجة إلى المزيد من الثراء، ويغضب إذا لم ينله ذلك.
46ـ خلاًّ: صديقاً ناصحاً. والخلان: الأصدقاء. أي يكفي الفتى الراشد أن يتخذ من عقله مرشداً يلجأ إليه إذا تباعد عنه الإخوان والأصدقاء.
47ـ رضيعا لبان يرضعان من ثدي واحد، فهما أخوان. وساكنا وطن أي متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر غالباً. والمعنى: أن الحكمة والتقى أخوان لا ينفكان، والمال والطغيان متلازمان لا يفترقان.
48ـ نبا بالمرء الموطن: ضاق عليه ولم يوفقه ولم يسر به.
49ـ العز هنا: السطوة والسلطان. السِّنة: الغفلة الخفيفة. والمعنى: أيها الظالم السادر في غيه، لا يغرنك ما أنت فيه من سطوة وسلطان، إن كنت في غفلة عن هذا فإن عين الله لا تنام عنك، وما أسرع ما ينتقم منك.
50ـ استمرأ الشيء: استطابه. والخُطْبان: الحنظل حين يأخذ في الاصفرار وتشتد مرارته. ويقال في المثل: أمر من الخطبان، أي أمر من الحنظل. والمعنى: أيها الظالم لو أنصفت لأقررت بأن الظلم مذاقه مُرّ كالحنظل، لا يستسيغه المرء، وهل يستطيب مرارة الحنظل إنسان؟
51ـ ريّان: مُرْتَوٍ. وأصل الارتواء الشبع من الماء. والمراد هنا: الطمأنينة وغنى النفس والقناعة والرضا. والمعنى: أيها العالم الذي حفظ أمانة العلم، وسما إلى شرفه الرفيع بعمله به، فلهجت ألسنة الناس بالثناء عليه، وأصبح فيهم عَطِر الذكر والسيرة، أبشر فأنت بما أفاء الله عليك من تلك الخصال الرفيعة: قرير العين مطمئن النفس والفؤاد.
52ـ اللُّجَج جمع لجة، وهي معظم الماء, وظمآن: عطشان. والمراد به هنا: محروم. والمعنى: أيها الجاهل الراضي بجهله، لو غمرتك الدنيا بخيراتها فأنت محروم ظَمِئ، لأنك فقدت نعمة العلم، وبها تسقى العقول والقلوب.
56ـ رافل: مختال متبختر. منتشياً من كأسه، معناه هنا: معجب مُدِلُّ بحيويته وفتوته. نشوان: سكران. يقال في اللغة: انتشى فلان أي بدا سكره. فشبه الشباب بالخمر، والاغترار به بالنشوة والسكر. والمعنى: أيها الشاب المختال المعجب بشبابه وقوته الفتية، لا تغتر بعنفوان شبابك وتأجج قوتك، فالشباب عرض زائل، والانتشاء به حاجب للعقل عن الهداية والرشاد، وهل أدرك الرشد سكران؟ قال الإمام أحمد رضي الله عنه: ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كُمّي فسقط
57ـ رائق: معجب جميل. نضر: حسن ناعم. والمعنى: لا تغتر أيها الشاب المتدفق حيوية ونضارة ونشاطاً بسن الشباب، تحسب أنك تعيش طويلاً، فكم من شاب اختطفته المنية قبل الشيوخ الكبار المسنين.
59ـ الشبيبة: حداثة السن، تبدي عذر صاحبها: تظهر عذره، لأن الشباب مطية الجهل، ويقال: مظنة الجهل. وأشيب: أبيض شعر الرأس من الشيخوخة وكبر السن.
60ـ شيع المرء: صاحبه.
61ـ القناة: الرمح. والمراد بكسر قناة الدين: ذهاب الدين وفقده. ومعنى البيت: كل مصاب في المال أو البدن أو الولد .. يخفف الدين من وقعه على الإنسان، ويعوضه عنه بالأجر والثواب. وأما المصيبة في الدين فلا يعوضه شيء! فهو أكبر مصاب!
63ـ حسانها: قائلها وناظمها. قريع الشعر، يعني به سيد الشعر: الصحابي الجليل حسان ابن ثابت الأنصاري رضي الله عنه. والمعنى: أن هذه القصيدة التي انسابت من قريحة شاعر مطبوع، وفاضت بقلائد المعاني وروائع الألفاظ، وتضمنت بليغ الحكم والمواعظ، لا يقلل من روعتها وجمالها أن قائلها شاعر محدث، وليس الصحابي الجليل سيد الشعر حسان بن ثابت رضي الله عنه.
ـ[محمد احمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[11 - 03 - 09, 07:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا،
وهل من نسخة مصورة لاحد مؤلفات ابي الفتح البستي