لأن هذا قد يجر إلى مفسدة بين الأولاد يكون فيها شحناً وإذا عرف الأب بالابن الصغير مع أنه يوجد من هو أكبر منه هذا قد يوغر نفس الكبير على أبيه, وعلى أخيه، على كل حال الأمر في هذا تدرس في الأحوال والظروف المحيطة.
ـ[أم حنان]ــــــــ[25 - 04 - 09, 10:27 م]ـ
*استعمال بعض الاصطلاحات والألفاظ الأعجمية، مع وجود ما يقوم مقامها من الألفاظ العربية، يعني: تجد بعض الناس يخاطب ببعض الألفاظ الأعجمية, يقول: إن هذا لا يؤثر في كون اللغة العربية هي الأصل، نقول: إن هذا لو وجد في غير هذا العصر الذي ظهرت فيه الأمة مظهر الضعف وأن من تكلم بهذه الألفاظ يقتدي بالكفار ويلهج بلهجتهم من باب الإعجاب بهم كما هو ظاهر، يعني: مرة في سؤال على الهاتف سأل واحد سؤال شرعي يسأل عن حكم شرعي لما انتهى من السؤال قال: أوكي، هذا لا يليق بشخص لاسيما في مثل هذا المقام، لا شك أن هذا يدل على شيء من الانهزامية, وعلى المسلم أن يعتز بدينه بدينه, ولغته التي حملت هذا الدين، تجدون بعض الألفاظ يتشدق بعض الناس من باب الإعجاب، نقول: هذا لا شك من منعه لكن قد تكون الحاجة داعية إلى بعض تعلم أو تعلم بعض اللغات والتخاطب بها والتحدث بها عند الحاجة هذا أمر لا إشكال فيه إن شاء الله - تعالى- لكن لا لجميع الناس وإنما لمن يحتاجه فقط، الأصل المنع والحاجة تقدر بقدرها لكن المشكلة في حينما يتخاطب الناس به بين أهليهم وذويهم وأقرانهم, وأمثالهم ونظرائهم يتشدقون بها هذا هو محل النظر.
* اتقى الشبهات هذه الأمر المشبه عليك الذي لم يتبين ولم يتحرر لك أنه من النوع الأول أو من النوع الثاني عليك أن تتقيه استبراء للدين طلباً لبراءة دينك, وعرضك، ولا شك أن طلب البراءة لدين هذا أمر مطلوب عيني لتخرج من العهدة بيقين اترك هذا الأمر، اترك هذه الشبهة وعليك أن تجعل بينك وبينها وقاية طلب لبراءة دينك, وأنت مطالب بهذا، لكن ما معنى استبراء العرض؟ استبراء العرض يعني: أن الناس إذا رأوك تتناول هذه الأمور وتزاول هذه الأمور لاكتك ألسنتهم فمنهم من يقول: فلان يرتكب حرام، لأن ميله إلى أن هذا الأمر المشتبه من النوع الثاني ومنهم من يقول: يرتكب حلال، ومنهم من يقول: هذا لا يحتاط لدينه، فتبقى حديثاً للناس في مجالسهم ينالون من عرضك الذي هو محل المدح, أو الذم ما ينالون, فأنت عليك أن تطلب البراءة لعرضك.
*وقدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التثبيت، ولذلك إذا تعارضت هذه الأقوال مع النصوص الصريحة الصحيحة نضرب بها عرض الحائط، نضرب بها عرض الحائط، ونقرر أن العقل في القلب كما اتفقت على ذلك النصوص كلها، يعني: وإن قلنا: بقول هو رواية عن الإمام أحمد أن له اتصال بالدماغ، محله القلب وله اتصال بالدماغ، بمعنى: أنه يتأثر بتأثر الدماغ وبذلك تجتمع الأقوال، ويكون المحل الأصلي، والمقر الأصلي للعقل هو القلب, ويكون هناك مؤثر أخر وهو الدماغ، يعني: كما يتركب الكهرباء من السالب والموجب, يعني: لا يمكن أن يقوم الكهرباء بواحد منهما, وعلى كل حال القول المحقق أن العقل محله القلب كما يقرره عامة أهل العلم.
*إذا كان القلب بالنسبة للمسلم بهذه المثابة مدار الصلاح والفساد عليها, فلماذا يغفل كثير من الناس عن إصلاح قلبه، وتجد كثير من الأمراض المتعلقة بالقلب مستعصية لدى كثير من المسلمين حتى من بعض من ينتسب إلى العلم وطلبه, تجده يقول: حاولنا وعجزنا، حاولنا إصلاح النية, وعجزنا طيب، حاولنا الإقبال على الله والخشوع في الصلاة عجزنا، حاولنا ترك الحسد عجزنا، حاولنا محاربة العجب عجزنا، وتجده يسعى جاهداً لمعرفة أحكام الصلاة, وأحكام الصيام هذا مطلوب: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) لكن المدار على القلب، لماذا لا نسعى في إصلاحه؟ ونجد الكتابات مع أن القرآن والسنة الاهتمام فيهما ظاهر بالقلب وما يصلح القلب ظاهر, لكن نجد المؤلفات عند أهل العلم أقل بكثير من كتب الفقه العملي الظاهر، ونحن بحاجة إلى إصلاح الباطن، لأن المدار على هذا الباطن، والنبي - عليه الصلاة والسلام- يقول: ((التقوى هاهنا)) نعم التقوى خفية محلها القلب لكن علامتها, وعلامات صدق هذه الدعوة تظهر على الجوارح.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - 04 - 09, 01:52 ص]ـ
واهًا!
رائع، رائق ..
درر بهية، وفوائد زكية ..
جزاك الله خيرا أختنا الحبيبة، ووفقك في الدارين، (وبلغك الفردوس الأعلى، وأنا معك) ..
ـ[أم حنان]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:38 م]ـ
واهًا!
رائع، رائق ..
درر بهية، وفوائد زكية ..
جزاك الله خيرا أختنا الحبيبة، ووفقك في الدارين، (وبلغك الفردوس الأعلى، وأنا معك) ..
وجزاك بمثله أختي الكريمة، ووفقك في الدارين، ورزقك العلم النافع والعمل الصالح، وبلغك الفردوس الأعلى، اللهم آمين.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[27 - 04 - 09, 01:13 ص]ـ
الأخت الفاضلة أم حنان .... واصلي وصلك الله بطاعته ....
والله إنها كلمات مضيئة ونصائح جليلة من هذا العالم المحقق المدقق الرباني ....
نسأل الله أن يمد بعمره على طاعته .... وأن يثبته على دينه ..... وأن يحسن له الخاتمة .....
سبحان الله: الشيخ عبدالكريم فيه مِيزَة قلَّ أن تجدها عند غيره وفي غيره الخير والبركة: ألاوهي:
نصائحه الجليلة وكلماته النابعة من خبرة طويلة خاض غمارها في ميدان العلم والعمل, كذلك نحسبه ولانزكي على الله أحد .. ولذلك تجد نصائحه وتوجيهاته ووصاياه للطلبة, كأنه والدهم يرشدهم ويربيهم ويوصّيهم بكلماته المحررة والمحققة .... إنه بحق مثال للسلف الصالح في هديه وسمته ومعاملته وتوجيهاته ...
فهو عالم عامل رباني بكل ماتعنيه هذه الكلمة .... أسأل الله أن يثبت قلبه وأن يحفظه من كل سوء ومكروه ...
¥