ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 04 - 09, 06:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
*يقول هذا: هل الأسهم من الأمور المشتبه التي يجب الابتعاد عنها؟
أولاً: الأمور المشتبهة ليست على درجة واحدة, فمنها: ما يجب الابتعاد عنه, إذا قويت فيه الشبهة، ومنها: ما ينبغي الابتعاد عنه, وهو ما إذا كانت الشبهة ضعيفة، فالأسهم لا شك أن الشبهة فيها واردة؛ لأن أركان البيع من حيازة المبيع, وقيام هذه المعاملات على أمور أشبه ما تكون بالوهمية فيها: الغرر, وفيها: الخداع، وفيها: النجش، وفيها: أمور كثيرة, ووجد في الواقع ما يجعل الإنسان يجزم بالمنع، لكن المنع على العموم يحتاج إلى شيء من مزيدٍ من النظر في بعض الشركات، أما الشركات التي تسمونها مختلطة لا أدنى ريب ولا شك في منعها, والتي يسمونها النقية, والسلمية هذه الشبهة فيها واردة، وهي التي ينبغي اجتنابها، أما ما وجد فيه الاختلاط بين المباح والمحرم, فإن مثل هذا يجب اجتنابها.
*يقول: أشكل علي قولكم بأن المتشابهة هو الذي يراعى فيه نظر الناس؟
أولاً: يراعى فيه الشرع ((فقد استبرأ لدينه)) ثم بعد ذلك قد يراعى فيه قالة الناس ولذا قال:
((وعرضه))، فإذا خشي أن تقرضه الألسنة بفعله هذا الأمر فليتركه، يعني: ولو كان مباحاً ما لم يضر به فيتركه من أجل أن لا يقع فريسة لألسن الناس، ولئلا يقع في أمر يأثم به الناس من أجله، هذا استبراء للعرض يقول: مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - امتنع عن قتل المنافقين حتى لا يقال أن محمداً يقتل أصحابه مع أنه بين لكن لما يترتب على ذلك ...... النبي - عليه الصلاة و السلام - لما قال هذا الكلام لئلا يقال: إن محمداً يقتل أصحابه, لم يراع في ذلك - عليه الصلاة والسلام – شخصه, وإنما راعى الدين خشية أن يكن ذلك صاداً عن دخول بعض الناس في الإسلام؛ لأنهم إذا سمعوا أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قتل من هم معه في الظاهر خشوا على أنفسهم من القتل فامتنعوا عن الدخول في الدين.
*الدين النصيحة، الدين عرفناه أنه بعمومه يشمل جميع أبواب الدين، كله محصور في النصيحة وهي حيازة الحظ للمنصوح له، حيازة الحظ للمنصوح له، من قولهم: نصحت العسل إذا خلصته من الشوائب، أو نصحت الثوب إذا خطته، وكل هذا فيه تسديد للنقص الحاصل، سواء كان في المنصوح, أو في العسل المخلص من الشوائب، أو في الثوب المرفو بالخياطة، هذه حيازة حظ للمنصوح له، ((الدين النصيحة)) قالوا: ولا يوجد كلمة تجمع الخير كله مثل هذه الكلمة, ومثل كلمة: "الفلاح" النصيحة بجميع ما تحمله هذه الكلمة من حيازة للحظ، لمن أسديت له هذه النصيحة، في بعض الروايات ثلاثاً، ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة))، ثلاث مرات كررها لأهميتها، وسكت - عليه الصلاة والسلام -، سكت -عليه الصلاة و السلام-، لكن الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يتركون مثل هذا الأمر المجمل حتى يبيَن، وهذا فيما يُحتاج إليه، يقيض الله - جل وعلا - من يسأل ويستفصل، أما ما لا يحتاج إليه فقد يستمر فيه الإجمال لعدم الحاجة إليه؛ لأن هناك أمور مجملة في الكتاب والسنة ليس المكلف بحاجة إلى معرفتها، وهناك مبهمات في الكتاب والسنة ما قال الصحابة - رضوان الله عليهم- من هو؟ {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ} [سورة القصص:20] ما قالوا: من هو يا رسول الله، لماذا؟ لأنه لا يترتب على معرفته فائدة للمكلف، ولو ترتب على ذلك فائدة لبينه النبي - عليه الصلاة والسلام - ابتداء أو لقيض الله له من يسأل عنه، ولا أحرص من الصحابة، يعني بعض طلاب العلم اليوم تجد وده يتمنى أن ينتهي الدرس بسرعة، فتمر أمور مجملة في كلام المعلم فلا يستفصل خشية أن يطول الكلام، صحيح هذا موجود، فهمت يا أخي يقول لك: والله ما فهمت، ليش ما سألت، ما سأل على شان ينتهي الدرس، لكن هل هذا يتصور في الصحابة؟ لا يمكن.
((قلنا: لمن يا رسول الله!))، النصيحة لمن ما دام الدين النصيحة من ننصح؟، ((قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم)). [رواه مسلم].
فهذا يدلنا على أن ما لم يسأل عنه الصحابة لا سيما بعد جمع الطرق للخبر، الذين لم يسألوا عنه نجزم بأننا لسنا بحاجة إلى معرفته، ولو كنا بحاجة إلى معرفته لقيض الله من يسأل عنه كما هنا.
¥