أوّلا: ساعدي أخاكِ في أموره الشخصية الدنيوية إذا ما احتاج إلى مساعدة و إعانة تُخفّف عنه و تجعله مرتاحا، فإنّه قد عُلم بالتّجربة بأنّ الإحسان للنّاس يملك قلوبهم و قد قيل في هذا:
أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم****فطالما استعبد الانسان إحسان
ثانيا: أشعريه بمدى حبّكِ له؛ فإنّ هذا سيسحره سحرا إيجابيا؛ كأن تهدي له هدايا أحيانا، أو تُحضِّري له طبخا يفضّله فتعلمينه بأنّكِ قد صنعتِ ذلك مِن أجله ...
ثالثا: لا تلقين أخاكِ إلاّ معاتبةً و ناصحةً؛ فإنّ هذا يُحرجه و يُضايقه و يقلب النّصيحة إلى محاصرة و مضايقة، و إلاّ فإنّ النّصيحة كالعسل المصفّى يبقى لذيذا ما لم يُستكثر منه، و ليس معنى هذا أنّني أزهِّدكِ في مهمّتكِ العظيمة، و إنّما قصدي أنْ لا تزيدي الأمر على حدّه فينقلب إلى ضدّه، و هذه قاعدة تعرفينها أختي، إذ الدّواء الّذي يتناوله النّاس رغبة في العلاج إذا ما زادوا على جرعاته الموصوفة من الطبيب سوف يضرّهم ...
رابعا: قلتِ -وفّقكِ اللّه- أنّ أخاكِ يعلم جيّدا أمر الصّلاة و وجوبها و ركنيّتها و ... ، و أنّه مواضب على سماع الدّروس و مشاهدة القنوات الفضائية الإسلامية ... ؛ و هذا جانب طيّب يختصر المسافة نحو اهتدائه -بإذن الله-، فيُمكن أن نفهم مِن هذا أنّ أخاكِ ليس له مشكل مع المرغّبات إلى الصّلاة بل الّذي يظهر أنّ له مشكل مِن جهة الموانع؛ فحاولي و اجتهدي في معرفة ما يمنعه من الصّلاة فتسارعي في إزالة هذه الحواجز التي تحول بينه و بين الهدى، فإنّ معرفة سبب المرض جزء من معرفة علاجه.
خامسا: خاطبيه و أنتِ تراعي موقعه العمري في الأسرة؛ فلا تخاطبيه إذا كان أكبر منكِ سنّا كما لو كان منكِ أصغر.
سادسا: راعي المستوى الثّقافي فيه، فلا تُكلّميه إلاّ بكلام يليق بمستواه و يفهمه بما يُمكن أن يوصل له الرّسالة، فلا تلقي عليه كلاما أكبر منه فيُثقله و لا أصغر منه فيحتقره.
سابعا: راعي الحالة الاجتماعية فيه؛ فتذكّرينه بنعم الله عليه إذا كان معافاً غنيّا، و ترغّبينه بتحقّق الفرج له إذا كان فقيرا، لا تناصحيه أمام زوجته و أولاده إذا كان متزوّجا، و كذا سائر الأسرة، إلا إذا كان أحد منهم يُمكنكِ الاستعانة به في سبيل ذلك.
ثامنا: احرصي على مراعاة الجانب النّفسي فيه؛ فلا تنطقي بما يثيره و يُغضبه و يُؤثّرُ فيه سلبا؛ حتّى و لو كان النطق بآية أو حديث! لأنّ هذه النصوص النّاس ليسوا أمام بعضها على مستوى واحد في إدراكها، و في الحديث -و قيل هو موقوف-: ((خاطبوا الناس بما يفهمون))، و لعل هذا له علاقة بالنقطة السّادسة.
تاسعا: نوّعي في محادثتكِ له بين التّرغيب و التّرهيب، و لا تجعلي كلامكِ محصورا في آيات الوعيد و أحاديث الترهيب كما يفعل البعض! فإنّ هذه طريقة عرجاء في الدعوة، بل أسردي له عشرات النصوص المرغِّبة في الصّلاة؛ كقوله صلى الله عليه و سلم: ((أرأيتم لو كان عند باب أحدكم نهر يغتسل منه خمس مرات هل ترون يبقى مِن درنه شيئ؟! قالوا لا يبقى مِن دَرنه شيئ. قال كذلكم الصلوات الخمس يُطهِّر الله بهنّ الخطايا))، و نحو ذلك ... ، إلا أنْ ترين أنّ طرفا بين الترغيب و الترهيب يُؤثّر فيه أكثر من الآخر فهنا غلِّبي الجانب الأكثر تأثيرا فيه، و أهل مكّة أدرى بشعابها و صاحب الدّار أدرى بما فيها.
عاشرا: استعيني بأكثر النّاس تأثيرا في أخيكِ فيُعينكِ على ذلك؛ سواء كان أبا أو أمّا أو زوجة أو أخا أو أختا أو عما أو خالا أو عمة أو خالة أو صديقا أو ....
حادي عشرا: الدّعاء ثمّ الدّعاء ثمّ الدّعاء؛ قال الله تعالى: [[و إذا سألك عبادي عني فإنّي قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان]]، و ما أجمل أن يقترن الدعاء بأوقات و أحوال و آداب الإجابة؛ كالدّعاء في آخر اللّيل، و في حال القيام، و في آخر ساعة من الجمعة، و في وقت نزول المطر، و في حال الصّوم، و عند السجود، و برفع الأيدي، و نحو ذلك ...
و لعلّكِ لا تنسيني أختي مِن دعائكِ لي إلى جانب الدّعاء لأخيكِ.
و في الأخير؛ أسأل الله الواحد الأحد الفرد الصمد مجيب دعاء المضطرّين و مَن قلوب العباد بين أصبعيه؛ أن يُقرّ عيون أختنا نادية بهداية أخيها إلى الصّلاة و تحبيب إليه الإيمان و تزيينه في قلبه و تكريه الكفر إليه و الفسوق و العصيان و جعله من الراشدين، أسأله تعالى أن يبدل ضلاله هدى، و ضعف إيمانه قوّة، و إدباره عن الطاعة إقبالا، و انحرافه استقامة، و غفلته هداية.
و أسأله سبحانه؛ أن يحفظكِ أختي نادية، و يجعل هداية أخيكِ على يديكِ، و أن يُفرج عنّا و عنكِ الهموم و الغموم و الأحزان، و يجعلنا جميعا مِن المتّقين العابدين الصالحين، و يُكرمنا بدخول الجنان و النظر إلى وجهه الكريم و مجاورة نبيّه -صلى الله عليه و سلّم-.
سبحانك اللهم و بحمد نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك و نتوب إليك، و صلّ اللهم و سلِّم على نبيّك محمّد.
¥