تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رواه مسلم (1218).

وفي " الموسوعة الفقهية " (10/ 24):

ويجب أن يكون الضّرب غير مبرّح، وغير مدمٍ، وأن يتوقّى فيه الوجه والأماكن المخوفة، لأنّ المقصود منه التّأديب لا الإتلاف؛ لخبر: (إنّ لكم عليهنّ ألاّ يوطئن فُرُشَكم أحداً تكرهونه، فإنْ فعلنَ فاضربوهنّ ضرباً غير مبرّح).

ويشترط الحنابلة ألاّ يجاوز به عشرة أسواط؛ لحديث: (لا يجلد أحدٌ فوق عشرة أسواطٍ إلاّ في حدّ من حدود اللّه).

انتهى.

وليحذر الزوج – وغيره – أنه من ضرب منهم غيره سوطاً بغير حق: فإنه متوعد عليه بالعقوبة يوم القيامة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ضَرَبَ سَوْطاً ظُلْماً اقتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَة).

قال الهيثمي – رحمه الله -:

رواه البزار والطبراني في " الأوسط "، وإسنادهما حسن.

" مجمع الزوائد " (10/ 353).

وهو في الطبراني في " الكبير "، وحسَّنه المنذري، وصححه الألباني، انظر " صحيح الترغيب والترهيب " (2291).

4. الضرب على الوجه

عَنْ مُعَاوِيَةَ بن حَيْدَة الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: (أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوْ اكْتَسَبْتَ وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ).

قَالَ أَبُو دَاوُد: وَلَا تُقَبِّحْ: أَنْ تَقُولَ قَبَّحَكِ اللَّهُ.

رواه أبو داود (2142) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".

وعن جَابِرٍ رضي الله عنه قال: نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الضَّرْبِ في الْوَجْهِ.

رواه مسلم (2116).

قال النَّوَوِيُّ - رحمه الله -:

وأما الضرب في الوجه: فمنهيٌّ عنه في كل الحيوان المحترم، مِن الآدمي، والحمير، والخيل، والإبل، والبغال، والغنم، وغيرها، لكنه في الآدمي أشد؛ لأنه مجمع المحاسن، مع أنه لطيف؛ لأنه يَظهر فيه أثر الضرب، وربما شانه، وربما آذى بعض الحواس.

" شرح مسلم " (14/ 97).

وهذا الذي حصل من الزوج هو من هذا الباب، فقد وقع ضربه على وجهها حتى شانه، وربما أثَّر ضرب رأسها على دماغها، وسمعها.

6. أنه لجأ إلى الضرب قبل الوعظ والهجر في المضجع.

وقد ذكر الله تعالى ما ينبغي للزوج فعله إن أراد تقويم امرأته، فبدأ بالوعظ، وثنى بالهجر في المضجع، وثلَّث بالضرب، واللجوء إلى الضرب مخالف لهذا الترتيب لو كان ضرباً موافقاً للشرع، فكيف وهو مخالف له أصلا في كمه وكيفه؟!.

قال تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) النساء/ من الآية 34.

وفي " الموسوعة الفقهية " (10/ 23، 24):

طرق تأديب الزّوجة:

أ. الوعظ.

ب. الهجر في المضجع.

ج. الضّرب غير المبرّح.

وهذا التّرتيب واجب عند جمهور الفقهاء، فلا ينتقل إلى الهجر إلاّ إذا لم يجد الوعظ، هذا لقوله تعالى: (واللّاتي تخافون نشوزَهنّ فعِظُوهنّ واهجروهنّ في المضاجِع واضربوهنّ). جاء في " المغني " لابن قدامة: في الآية إضمار تقديره: واللّاتي تخافون نشوزهنّ فعظوهنّ، فإن نشزن فاهجروهنّ في المضاجع، فإن أصررن فاضربوهنّ.

وذهب الشّافعيّة - في الأظهر من قولين عندهم - إلى أنّه يجوز للزّوج أن يؤدّبها بالضّرب بعد ظهور النّشوز منها بقول أو فعل، ولا ترتيب على هذا القول بين الهجر والضّرب بعد ظهور النّشوز، والقول الآخر يوافق رأي الجمهور.

انتهى

7. التسبب في سوء تربية الأولاد.

حيث وقع الضرب على أمهم بمسمعٍ منهم، وحيث رأوا آثار الضرب على وجهها وجسمها، فأي تربية يمكن أن يربيَّها هذا الأب لأولاده؟ وكيف سيتعلَّم هؤلاء احترام والدهم وتقديره ومحبته؟!.

رابعاً:

كان هديه صلى الله عليه وسلم أكمل هدي، فلم يضرب في حياته كلها صلى الله عليه وسلم خادماً، ولا امرأة من نسائه رضي الله عنهن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير